زملاء العمر

سمير فريد الأربعاء 23-03-2016 21:28

بمبادرة من الصحفى الكبير فهمى عنبة، رئيس تحرير «الجمهورية»، والزميل العزيز حسن رمضان، قضيت وقتاً من أسعد الأوقات فى مقر الجريدة يوم الاثنين الماضى فى الاحتفال بتكريم قدامى الصحفيين فى مؤسسة دار التحرير الذين بلغوا سن التقاعد، ومنهم كاتب هذه السطور.

السائد أن يلتقى القدامى فى وداع أحدهم ودموع الحزن تتساقط من عيونهم، ولكن هذه المبادرة الكريمة جعلتهم يلتقون ودموع الفرح تغمرهم وهم يستعيدون الذكريات، ويسعدون باللقاء، وأغلبهم لم يلتقوا منذ سنوات بسبب مشاغل الحياة، ولكن إحساسى كان أننا كنا معاً أمس، وكأننا فى اجتماع عمل قبل أن نلتقى مرة أخرى فى الغد.

جلست بين ناجى قمحة، العمود الفقرى للجريدة طوال عقود، ولطفى ناصف، الكاتب السياسى صاحب الموقف الصلب الذى لا يتلون، وها هو الصديق العزيز عبدالعال الباقورى الذى حمل لواء القضية الفلسطينية فى «الجمهورية» بعد وفاة جلال السيد وجلال سرحان، وها هو صالح إبراهيم «الدينامو» الذى لا يكل ولا يمل من العمل، وأحمد رجائى، المثقف الواعى صاحب موسوعة نساء مصر، وسيد شحم وزوجته نجوى فؤاد، وناهد المنشاوى الرائدة فى تحرير أبواب المرأة، ونجوى بسيونى «أم» الجمهورية من دون منازع، وفنان الكاريكاتير المبدع تاج، وجمال هليل، نجم صحافة الرياضة، وصلاح عطية، رائد صحافة السياحة الذى يعرف كل التفاصيل أكثر من كل وزراء السياحة، ويطول الحديث، وأعتذر لكل من لم أذكرهم لضيق المساحة.

كان والدى - رحمه الله - من كبار الصحفيين فى «الأهرام» فى مجال الاقتصاد، وكان يوقع باسم «سعيد فريد»، وعندما قررت العمل فى الصحافة وأنا طالب فى السنة الرابعة، وقبل تخرجى عام 1965، سألنى إن كنت أريد العمل فى «الأهرام»، ولكنى اخترت «الجمهورية»، وأغلب الصحفيين يتنقلون بين الصحف، وقد رشحنى الراحل رجاء النقاش، وهو من أعز الأصدقاء ومن أساتذتى لرئاسة تحرير «الكواكب» عام 1970، ولكنى اخترت «الجمهورية» حتى بلغت سن التقاعد، ولذلك لا مبالغة فى القول بأن من التقيت بهم يوم الاثنين الماضى هم «زملاء العمر»، حفظهم الله ومتعهم بالصحة والعافية.

samirmfarid@hotmail.com