أكدت مصر عدم وجود تنافس مع جنوب أفريقيا على العضوية الدائمة فى مجلس الأمن، مشددة، على لسان وزير الخارجية، على أن البلدين قادران على حماية مصالح القارة السمراء.
وعقد الرئيس حسنى مبارك جلسة مباحثات أمس مع رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما، الذى تستغرق زيارته لمصر يومين يرافقه خلالها وفد يضم مجموعة كبيرة من الوزراء ورجال الأعمال.
وتناولت المباحثات عددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومجموعة من القضايا الأفريقية المتعلقة بحل النزاعات وتحقيق الاستقرار فى القارة الأفريقية، ودعم عملية التنمية فيها ودفع المشروعات المشتركة، التى تهدف إلى تحسين البنية الأساسية وتشجيع التجارة والاستثمار بما ينعكس على تحسين الأحوال المعيشية فى البلدين .
كما تناولت المباحثات سبل توسيع نطاق التعاون فى مختلف المجالات وخاصة فى المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، حيث تتمتع مصر وجنوب أفريقيا بأكبر اقتصادات فى القارة الأفريقية.
من جانبه أكد أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، عدم وجود منافسة بين مصر وجنوب أفريقيا للحصول على العضوية الدائمة فى مجلس الأمن. وقال: «لا حديث حاليا عن توسيع العضوية الدائمة فى المجلس، كما لا يوجد أى بحث فى هذا الأمر، فهذه المرحلة مرت خلفنا».
وأضاف أبوالغيط، فى تصريحات صحفية عقب لقائه مع وزيرة خارجية جنوب أفريقيا مايتى نكوانا ماشابان أمس الأول: «إن عملية توسيع مجلس الأمن متوقفة، وبالتالى فلا توجد منافسات والمطلوب اليوم تعاون وعمل مشترك بين الدول الأفريقية، مع الأخذ فى الاعتبار أن القارة السمراء تتعرض للكثير من الضغوط السياسية والعسكرية»، معتبرا أن مصر وجنوب أفريقيا قادرتان على حماية مصالح القارة.
وأوضح وزير الخارجية أنه بحث مع مايتى نكوانا ماشابان موضوعين أساسيين هما الوضع فى أفريقيا وكيف تعمل مصر وجنوب أفريقيا للسيطرة على مشاكل القارة ومنع أى نزاعات بها، مشيرا إلى أن الوزيرة الجنوب أفريقية قالت إن بلادها ومصر لديهما القدرة الاقتصادية والعسكرية لتأمين القارة ضد أى مخاطر خارجية.
وقال إن المباحثات تطرقت إلى الوضع فى السودان، خاصة الأوضاع بين الشمال والجنوب، والحاجة إلى عدم إتاحة الفرصة لأى تدهور بين الجانبين، وأن يجرى استفتاء حق تقرير المصير لأبناء جنوب السودان والمقرر عقده فى يناير المقبل بشكل «سلمى وبشفافية كاملة».
من جانبها أعربت الوزيرة الجنوب أفريقية عن سعادتها بزيارة مصر، واصفة زيارة الرئيس جاكوب زوما والوفد الكبير الذى يرافقه والذى يضم 6 وزراء وعدداً من كبار المسؤولين للقاهرة بـ«التاريخية».
وأشادت ماشابان بالدعم المصرى لشعب جنوب أفريقيا خلال فترة التمييز العنصرى، وقالت إنها أكدت، خلال المباحثات التى أجرتها مع أبوالغيط، حرص بلادها على تقوية التعاون الاقتصادى مع مصر.
وأشارت إلى الإمكانيات الكبيرة للاقتصاد المصرى والجنوب أفريقى، والتى تمكنهما من قيادة اقتصاد القارة الأفريقية، وذلك من خلال تقديم التسهيلات المطلوبة لتنقل الأفراد والسلع وحركة السفر.
فى سياق متصل، طلبت وزيرة الطاقة بجنوب أفريقيا، إليزابيث ديبو بيترز، من الدكتور حسن يونس، وزير الكهرباء والطاقة، الاستعانة بالخبرات المصرية فى مجال الكهرباء والطاقة المتجددة، وإعداد مذكرة تفاهم تتضمن مجالات التعاون المختلفة.
وأشاد يونس، عقب لقائه بالوزيرة بمقر وزراة الكهرباء، أمس، بالعلاقات المتميزة مع جنوب أفريقا، موضحاً أنهما اتفقا على دعم وتعزيز التعاون بين البلدين، من خلال تبادل الخبرات فى العديد من المجالات، ومن بينها تخطيط، وتصميم، وإنشاء محطات توليد الكهرباء من الطاقة التقليدية أو المتجددة، ومجالا النقل والتوزيع، بالإضافة إلى تنفيذ مشروعات تحسين كفاءة الطاقة وتبادل الخبرات، فى مجال الطاقات المتجددة، وتنمية القدرات البشرية.
وأضاف الوزير أنهما اتفقا أيضاً على تبادل المعلومات، والخبرات، ودراسات الجدوى الفنية، والاقتصادية فى مجال إنشاء مشروعات محطات توليد الكهرباء من المصادر المتجددة، خاصة المصادر المائية.
من جهة ثانية أجلت وزارة الكهرباء افتتاح محطة كهرباء الكريمات الشمسية، إلى الشهر المقبل، دون إبداء أسباب. وكان وزير الكهرباء أعلن سابقاً عن افتتاح المحطة الشهر الجارى.
وأكدت مصادر مطلعة لـ«المصرى اليوم» أن التأجيل لا علاقة له بجاهزية المحطة للعمل، و«أن المحطة جاهزة للدخول فى الخدمة منذ فترة».