خلال السنوات الأربعين المقبلة سوف تتمتع النساء بسلطة لم تعرفها حتى يومنا هذا، كذلك سوف تتزايد هجرة المسلمين إلى الغرب بالإضافة إلى عدم الاضطرار الى التوجه إلى أماكن العمل، بحسب توقعات عالم المستقبل الأمريكي ألفين توفلر.
وستشهد جنوب إفريقيا نموا اقتصاديا مستداما في حين سيشكل الشرق الأوسط ساحة "تتداخل فيها الأديان والحركات الدينية والأتنيات"، على ما تؤكد دراسة مكتب "توفلير أسوشييتس" للاستشارات الذي أطلقه عالم المستقبل الأمريكي ألفين توفلير الناجح مؤلف كتاب "صدمة المستقبل" في السبعينيات.
فهو توقع في ذلك الوقت تطورا سريعا للعلوم والتكنولوجيات بحيث أن غالبية الناس سيعجزون عن استيعاب تدفق المعلومات وسوف يرغبون بقطع الاتصال مع الحياة الواقعية.
تحققت بعض توقعاته مثل سرعة نقل المعلومة والزواج بين المثليين وتسارع وتيرة الكوارث الطبيعية.
أما اليوم فيتوقع المكتب أن يتجه الناس خلال العقود الأربعة المقبلة أكثر فأكثر إلى زراعة خضارهم وإنتاج غذائهم، مخفضين اعتمادهم على المنتجين والموزعين الكبار.
من جهة أخرى سوف تعتبر الإنترنت ذات السرعة العالية معيارا في مجال الاتصالات، وبالتالي سوف تتيح الاجتماعات عبر الأقمار الصناعية إمكانية عدم توجه الموظفين إلى مكاتبهم وإنجاز أعمالهم من أي مكان في العالم.
وتؤكد "توفلير أسوشايتس" أن حفنة من البلدان فقط سوف تعتبر دولا "مارقة"، من بينها كوريا الشمالية وإيران.
أما الصين فسوف تثبت نفسها كقوة اقتصادية عالمية كبرى وسوف تتحالف مع البرازيل والهند للتأثير على سعر صرف العملات، ومع فنزويلا وبعض الدول الإفريقية من أجل تلبية حاجتها من الطاقة.
من ناحيتها ستعتمد الولايات المتحدة على الصين للتزود بسبعة معادن نادرة وضرورية لتصنيع حاجيات كثيرة كالتوربينات الهوائية أو مولدات الرياح والسيارات الهجينة والرادارات والأسلحة.
ويخلف تطوير أشكال بديلة من الطاقة "خاسرين في عالم ما بعد المحروقات"، ومنها المملكة العربية السعودية وإيران والعراق ودول خليجية عدة بالإضافة إلى روسيا وفنزويلا، وفقا للتقرير.
في سياق آخر، يتوسع انتشار المسيحية في دول الجنوب في حين تتزايد هجرة المسلمين باتجاه دول الغرب.
إلى ذلك تولد التغيرات المناخية صراعات عدة إذ سوف تكتشف ثروات جديدة نفطية ومعدنية على إثر ذوبان الغطاء الجليدي. أما ارتفاع منسوب المياه، فسوف يؤدي إلى نزوح كبير للشعوب التي تعيش على السواحل.
وفي ما يتعلق بالنفقات المتعلقة بالمسنين، فإنها سوف تتضاعف مرات أربع في حين أن أنظمة التأمين الأميركية لن تبقى على ما هي عليه اليوم.
وبالنسبة إلى النساء، فسوف يشغلن مناصب مهمة بشكل لم نعهده من قبل.
وفي النهاية تدفع سرعة نقل المعلومات البشرية إلى عالم "بيتابايت"، وهي وحدة قياس للتخزين والطاقة المعلوماتيين أكبر بكثير من "جيجابايت".