«زي النهارده».. وفاة الأديب الألماني الرائد جوته 22 مارس 1832

د.صلاح السروي: تأثر بأدبيات الشرق ونزعتها الإنسانية
كتب: ماهر حسن الثلاثاء 22-03-2016 06:48

يوهان فولفجانج جوته، هو أحد أشهر أدباء ألمانيا ومازال التاريخ الأدبى يتذكره بأعماله الخالدة التي أثرى بها المكتبة الألمانية والعالمية وكان له أثر كبير في الحياة الأدبية في عصره.

وتنوع عطاؤه ما بين الرواية والكتابة المسرحية والشعر واهتم بالثقافة والأدب الشرقى واطلع على العديد من الكتب وتنوعت مؤلفاته بين الرواية والقصيدة والمسرحية ومنها «آلام فرتر».

ومن المسرحيات نزوة عاشق والمتواطئون وكلافيجو وايجمونت وشتيلا وإفيجينا في تاورس ومن قصائده بروميثيوس والملحمة الشعرية فاوست وجوتس وكلافيجو ستيلا وجوتر وواروين وانتصارالعواطف وناسو و«الديوان الغربى والشرقى» والذى ظهرفيه تأثره بالفكر العربى والفارسى والإسلامى، وقد رأى في الإسلام دين قيم عظيمة وقرأ الترجمة الألمانية للقرآن وقرأ سيرة الرسول بل كتب عنه وشبهه بالنهرالعظيم كما اطلع على دواوين السعدى وحافظ الشيرازى والفردوسى.

ونظراً للمكانة الأدبية التي مثلها جوته تم إطلاق اسمه على أشهر معهد لنشرالثقافة الألمانية في شتى أنحاء العالم وهو معهد جوته.

وجوتة مولود في ٢٨ أغسطس ١٧٤٩ في فرانكفورت وكان والداه ميسورى الحال وفى سعة من العيش وعنى والداه بتعليمه أفضل تعليم لإتاحة الفرصة له ليتقلد وظائف مهمةوحقق جوته أمل والديه وتخرج في كلية الحقوق، وعلى الرغم من دراسته للحقوق إلا أن ميوله وعشقه كله كان للأدب فحرص على دراسة العلوم والآداب ودرس اللاتينية واليونانية والإيطالية والفرنسية والإنجليزية والعبرية كما تعمق في الأدب الشرقى والصينى والفارسى والعربى والفكر الإسلامى والشعر العربى إلى أن توفى «زي النهارده» في ٢٢ مارس ١٨٣٢.

ويقول الدكتور صلاح السروي أستاذ الأدب المقارن والحديث بجامعة حلوان أن جوته هو ابن ثقافة القرن الثامن عشر حيث الثورة الصناعية الأولي والعلمية والتي شهدت نهوض الطبقة البرجوازية التي بدأت تجارية في القرن السادس عشر ثم أصبحت رأسمالية في القرن الثامن عشر ،وهو القرن الذي شهد بواكير الرومانسية فكان جوته أول من أسسوا للإرهاصات الأولي للرومانسية، حتي أنه سمي نفسه «المواطن العالمي» وهو الاسم الذي عني به النزعة الإنسانية في عموم العالم أي أنه ابن البشرية مما ييؤسس ويترجم النزعة الإنسانية التي تبدت في الكلاسيكية الجديدة.

كما أن معني عالمي بالنسبة له أنه كان مغرما بكل مايمثل البدايات والبكارات الأولي وأشكال البساطة الأولي لأن جزء أساسي من حضارة الرومانسية ينزع نحو البراءة الأولي والنقاء الأول ،وعلينا ألا ننسي أن الرومانسية صنعت لنا مايمكن وصفه بالاستشراق الرومانسي أي الاحتفاء بإبداعات وثقافات الشرق باعتباره يمثل نموذجا للوجود الفطري الطبيعي النقي الذي لم تلوثه الحضارات الحديثة بعد.

ومن هنا نفهم احتفاء جوتة بالشرق فهو صاحب كتاب الديوان الشرقي للشاعر الغربي وهو الكتاب الذي احتفي فيه بأدب وحضارة الشرق الإسلامي وبخاصة الشاعر الشيرازي حيث وقف على مايمثله هذا الشاعر من نقاء وفطرية وعلو للإنساني والعفوية والعاطفية المفرطة التي يشتهر بها الشرق والذي مثل رافدا مهما للوعي الغربي بعد ذلك في بداية العصر الحديث بين القرنين ال18 وال19 وبخاصة حين تمت ترجمة ألف ليلة وليلة فضلا عما تم الكشف عنه لاحقا من كنورز الشرق الأدبية والتراثية والتي لفتت انتباه الغرب لحضارة الشرق العقائدية والإنسانية حيث الشيطان والإنسان الأمر الذي تجلي لدي جوتة في مسرحيته الشهيرة «فاوست».