محمود طاهر يواصل حديثه لـ«المصري اليوم»: لن أسمح لأحد بـ«فرملة» قطار الأهلي

كتب: محمد الشرقاوي الإثنين 21-03-2016 21:34

واصل المهندس محمود طاهر، رئيس النادى الأهلى، الجزء الثانى من حواره مع «المصرى اليوم»، الذى أكد خلاله عدم تفكيره فى الاستقالة من منصبه، معتبرا أن ذلك نوع من خيانة الثقة والأمانة التى منحتها له الجمعية العمومية، ووعد بأنه سيبذل ما بوسعه من أجل خدمة النادى وأعضائه وجماهيره وأنه لن يسمح لأحد بعرقلة مسيرته أو فرملة قطار النادى.

وشدد رئيس القلعة الحمراء على احترامه الكامل لأحكام القانون، لكننا فى الوقت نفسه لن نتنازل عن محاسبة المسؤول عن الأخطاء التى وقعت فى الانتخابات الأخيرة، والتى دفع النادى ثمنها، وأشار إلى أنه ينتظر رد المهندس خالد عبدالعزيز، وزير الشباب والرياضة، على التساؤلات التى أرسلناها له، مؤكدا أن تصريحاته فى هذا الشأن غامضة.

وعاتب بأن كلمة رموز النادى تستغل فى غير محلها، مطالبا الجميع بمساندة ودعم النادى، وشدد على أن هدفه هو فوز الأهلى بجميع البطولات واعتلاء منصات التتويج كعادته دائما، وقال: نسعى للاستفادة من محمد أبوتريكة، نجم الفريق السابق، لكن ظروفه الخاصة التى يمر بها حالت دون ذلك فى الفترة الماضية، وغير ذلك من الأسرار والتفاصيل فى نص الجزء الثانى من الحوار:

■ ما صحة أن قضية حل المجلس كانت مدبرة من البداية؟

- لا أريد أن ألقى بالاتهامات جزافاً، لكن الشىء المثير للدهشة أن القضية تم رفعها فى اليوم التالى للانتخابات دون أن يتحقق من رفعوا الدعوى من أن ما حدث من عوار أو أخطاء أثر فى النتيجة النهائية للانتخابات، والحقيقة أن المجلس ليس له علاقة من قريب أو بعيد بما حدث فى العملية الانتخابية، بخلاف أن الحكم الذى صدر وفقاً للمستندات التى تم تقديمها لم يحاسب المسؤول الحقيقى عن الأخطاء.

وإذا كنا جميعاً نحترم القضاء والأحكام التى صدرت، بدليل أننا وافقنا على التعيين إلا أن هناك تساؤلات عديدة تبحث عن إجابة مثل متى ستتم محاسبة المسؤول عما حدث، ومن المسؤول عن إهدار المال العام بعد إقامة الانتخابات وإيقاف العمل بنتيجتها.

■ هل المجلس سيسعى لمحاسبة المسؤول عن إهدار المال العام فى الانتخابات؟

- لن نتنازل عن محاسبة المسؤول عن الأخطاء الإدارية، لأن استمراره فى منصبه دون محاسبة يعنى عدم إصلاح الأحوال فى المنظومة الإدارية، ليس على مستوى مجالس إدارات الأندية بل فى كل مؤسسات الدولة، ومن ثم فإننا لن نترك حق النادى وكلنا ثقة فى أن القضاء، متمثلاً فى المحكمة الإدارية العليا، سيعيد لمجلس الإدارة حقه كاملاً.

■ كيف سيكون موقف المجموعة التى رحبت بالتعيين فى حال صدور حكم بعودة المجلس المنتخب؟

- نحن نتمنى عودة الخماسى لكى يعود المجلس المنتخب وتستمر المسيرة، فما تحقق من إنجازات الأعضاء الخمسة شاركوا فيه، والقائمة فازت فى الانتخابات بأغلبية ساحقة، ومن غير المنطقى ألا نرحب بعودة الأعضاء المستقيلين فى وقت نحتاج فيه لجهود كل عضو، لأن المسؤولية الكبيرة وطموحاتنا أكبر فى أن نصل بالنادى الأهلى لأعلى مستوى ممكن على الصعيد الرياضى والاجتماعى.

■ ما تعليقك على تصريحات الوزير خالد عبدالعزيز والتى أعلن خلالها نيته تعيين مجلس جديد إذا رفضت الجمعية العمومية الميزانية؟

- المهندس خالد عبدالعزيز أدرى بما يديره، لكننا كانت لدينا تساؤلات أرسلناها للوزارة للرد عليها، أهمها أننا كمجلس معين لا يجوز لنا وفقاً للوائح الدعوة لجمعية عمومية، ومع ذلك وافقنا على قرار الوزير بالدعوة للجمعية ومناقشة الميزانية بصفة ودية وكان من الممكن أن نثير هذه النقطة ونرفض عرض الميزانية إلا أننا رفضنا ذلك من منطلق تحمل المسؤولية.

وهناك تساؤل آخر: ماذا لو لم توافق الجمعية العمومية على الميزانية؟ فمن المفترض أن يستكمل المجلس فترته طالما أن الوزير يتعامل معنا كمجلس معين، أما لو كان يتعامل على أننا المجلس المنتخب فمن المفترض أن نطرح الثقة فى المجلس ونصوت على بقائه بنعم أم لا فى جمعية عمومية، لكن تعيين مجلس إدارة فهو أمر لا نستطيع فهمه على الإطلاق.

والسؤال الذى يحتاج إلى إجابة الآن: هل ستتحمل الجهة الإدارية مسؤولية انعقاد الجمعية العمومية لو خرج أحد علينا وأعلن أن الجمعية باطلة؟!.

والحقيقة الموضوع غامض ويحتاج لإجابات واضحة من السيد وزير الرياضة، لأن من المؤكد أن لديه معلومات لا نعلمها حتى يخرج علينا بمثل هذه التصريحات الغريبة.

■ هل ترى أن رموز النادى تخلت عن مجلس الإدارة فى هذه القضية؟

- رموز النادى، ولجنة الحكماء، أصبحت نغمة تستغل فى غير محلها، ومعلوماتى أن الرموز هم كل من أعطوا النادى ويمتلكون شعبية وكاريزما وخدموا النادى دون أى مقابل، وأنا شخصياً لا أستطيع أن أطلب من أحد أن يقف بجوار المجلس فى أى موقف، لأن من يسعى للمساندة لا يحتاج لدعوة على الإطلاق.

■ ما صحة أنك فكرت فى الاستقالة بسبب الأزمات التى لاحقت المجلس فى الفترة الماضية؟

- الاستقالة تعنى الهروب من المسؤولية، وانا شخصياً لن أخون الأمانة التى منحتنى إياها الجمعية العمومية للنادى الأهلى وسأظل حتى اللحظة الأخيرة أبذل قصارى جهدى من أجل أكون أنا وباقى أعضاء المجلس عند حسن ظن أعضاء النادى فى هذه المجموعة.

وإذا كنت على قناعة تامة بأن الإدارة فى هذه الظروف صعبة جداً إلا أننى مقتنع أيضاً بأن الاستقالة هى خيانة للثقة والأمانة الموجودة فى عاتقنا كمجلس منتخب.

■ هل بالفعل هناك من يسعى لإفشال المجلس؟

- المنظومة الأخلاقية للدولة تغيرت كثيراً فى الفترة الأخيرة، وهناك أعداء للنجاح بصفة عامة، وإذا كنت لا أؤمن بنظرية المؤامرة إلا أن هناك من يسعى لطمس نجاحات مجلس الإدارة، وهذا الأمر لا يشغلنى على الإطلاق ولن يعطلنى، لأننى أتعامل معه عن طريق المزيد من العمل وتحقيق إنجازات جديدة، ولن أكل أو أشعر بالملل، ويكفينى دعم أعضاء النادى ومساندتهم للمجلس من أجل إنجاز أهدافنا.

■ بالمناسبة ما طبيعة العلاقة بين مجلس الإدارة والجمعية العمومية؟

- علاقة طيبة جيداً، فأعضاء المجلس من أعضاء النادى الأهلى، ولم يهبطوا عليه بـ«الباراشوت»، مهند مجدى من أبطال الكاراتيه، وطاهر الشيخ من نجوم الكرة، ودكتور أحمد سعيد بطل من أبطال السباحة، وإبراهيم الكفراوى من قطاعى السباحة وألعاب القوى فى النادى، ومروان هشام ومحمد جمال هليل من قطاع كرة اليد، وكامل زاهر من ناشئى كرة القدم فى النادى، وعماد وحيد ومحمد عبدالوهاب يتمتعان بثقل اجتماعى وعلاقات قوية داخل النادى، أى أننا جميعاً جزء من نسيج الجمعية العمومية.

■ هناك أخبار تم تداولها قبل التعاقد مع مارتن يول تفيد بأن هناك رجال أعمال ساهموا فى الصفقة، فما صحة ذلك؟

- هذا الكلام عار تمام من الصحة، لأن ميزانية النادى الأهلى هى التى ستتحمل راتب مارتن يول كاملاً.

■ ألم يساهم بعض رجال الأعمال فى تحمل أى شىء من الصفقات الجديدة، أو رواتب المدربين الأجانب الذين دربوا الفريق؟

- المدرب الحالى، وتقريباً أغلب الصفقات الجديدة تحملتها خزانة النادى، باستثناء مستحقات وكيل لاعبين أو جزء خاص فى عقد لاعب تحملها بعض محبى النادى، وهذا الأمر لم يحدث إلا فى موقفين أو ثلاثة على أقصى تقدير.

والحقيقة أن خزانة الأهلى الآن تستطيع الوفاء بكل التزامات النادى، ومع ذلك لن يمانع المجلس فى قبول أى عرض من محبى النادى من رجال الأعمال للتبرع بأى مساهمة فى الإنشاءات أو الصفقات، مثلما كان يحدث من قبل، لأن النادى لن يغلق الباب فى يوم من الأيام أمام محبيه.

■ هل مجلس إدارة الأهلى أنجز على مدار العامين الماضيين ما كان يسعى لتحقيقه؟

- المجلس مسؤول عن أعضائه وجماهيره، وفيما يخص الأعضاء أعتقد أننا حققنا جزءا كبيرا مما كنا نسعى له قبل أن نتولى المسؤولية، وطموحاتنا تكبر يوماً بعد الآخر فى تحقيق المزيد من الإنجازات على مستوى الإنشاءات والخدمات.

وعلى مستوى الجماهير وفرنا كل شىء لإرضاء جمهورنا العظيم، فما تحقق من بطولات معقول رغم أننا كنا نطمح فى المزيد، لكن ظروف تجديد الفريق لم تساعدنا على تحقيق طموحاتنا، لكننا أنجزنا فيما يتعلق بتكوين فريق قوى ويضم بدلاء على أعلى مستوى من العناصر الدولية فى المنتخبات، وقادر على الفوز بالبطولات فى المرحلة القادمة.

والمجلس لم يقصر فى التعاقد مع الصفقات السوبر ومدير فنى عالمى، ولدينا إدارة كروية فى القطاع على رأسها الكابتن عبدالعزيز عبدالشافى، وكابتن سيد عبدالحفيظ، مدير الكرة، ويكفينا أننا نجحنا فى إبعاد الفريق عن أزمات حل مجلس الإدارة، والنتائج طيبة والفريق يتصدر جدول مسابقة الدورى، وبإذن الله لا ينقصنا إلا التوفيق لكى نفوز بالبطولة.

■ ما العراقيل التى واجهت المجلس وقت التفاوض مع المدرب الأجنبى الجديد؟

- المشكلة تمثلت فى أننا تلقينا الرفض من بعض المدربين الكبار لأنهم تخوفوا من الحالة الأمنية للبلد، وأكدوا أنهم استفسروا من سفارات بلادهم ونصحوهم بعدم الحضور فى هذا التوقيت.

■ وكيف تم التفاوض مع مارتن يول؟

- المفاوضات مع مارتن يول بدأت بينى وبين وكيل أعماله، ثم مع مارتن يول نفسه، والحقيقة أنها لم تكن تحتاج إلا لمجهود لإقناع الرجل بالحضور للتدريب فى مصر، خاصة أنه واحد من الأسماء الكبيرة والمصنفة عالمياً، وبعد الاتفاق معه سافرت إلى إنجلترا من أجل التحدث معه عما سيواجهه والظروف التى قد يمر بها بعد توليه المهمة، مثل أزمة غياب الجمهور وسوء أرضية الملاعب والصعوبات فى السفريات الأفريقية، ووعدته بتذليل ما نستطيع تذليله، بخلاف التأكيد على أن الدولة المصرية فى مرحلة نمو وتطوير، والأجواء فى البلد تسير إلى الأفضل عما كانت عليه من قبل، ومن ثم رحب ووافق على تولى المهمة ويكفينا أننا نجحنا فى التعاقد مع مدرب بهذه القيمة الكبيرة.

وبالمناسبة التصريحات التى أدلى بها يول عن الحالة الأمنية فى مصر ستساهم فى تثبيت الدعائم القوية لإرساء الصورة العامة لمصر فى الخارج، والتأكيد على أننا بلد آمن.

■ لماذا تراجع مجلس الإدارة عن استمرار زيزو فى منصبه؟

- أولا المجلس لم يتخذ قراراً ببقاء كابتن زيزو فى منصبه، لأننا نعلم جيداً أهمية الدور الذى يلعبه فى منصب مدير قطاع الكرة بالنادى، بخلاف أنه تحمل مسؤولية ثقيلة ولم يبخل بأى جهد، ونجح فى تحقيق نتائج طيبة فى الفترة التى عمل فيها حتى أنجزنا التعاقد مع مارتن يول.

■ هل التعاقد مع جاريدو قلل من أسهم مجلس الإدارة لدى الجماهير الأهلاوية؟

- مازلت متمسكاً بأن جاريدو مدرب متميز، ويكفينا أننا تعاقدنا مع مدرب درب فى الدورى الإسبانى، وحقق نتائج جيدة، وعندما تولى تدريب الفريق ترك بصمة أيضاً فى أداء لاعبى الأهلى، وأى مجلس إدارة لا يستطيع أن يتعاقد مع لاعب أو مدرب ومعه التوفيق، والمجلس وقت التعاقد مع خوان كارلوس جاريدو أخذ بالأسباب إلا أن التوفيق لم يحالفه ورحل فى النهاية.

■ ما حظوظ فريق الأهلى هذا الموسم؟

- إن شاء الله بالإمكانيات التى وفرها مجلس الإدارة، وبالظروف التى نعيشها فى وجود مجموعة من اللاعبين المميزين ومدرب عالمى كبير سنحصد أغلب البطولات التى نشارك فيها، وطموحى الشخصى أن يفوز الفريق بكل البطولات ونصل إلى نهائى كأس العالم للأندية.

■ ما صحة أنباء رغبة إيفونا فى الرحيل عن الأهلى؟

- هذا الكلام لا نسمعه إلا من خلال الإعلام، إيفونا مرتبط بعقد مع الأهلى ولديه رغبة فى تحقيق شىء جيد مع زملائه فى الفريق، وهو ما نتمناه، خاصة أنه لاعب متميز، أما عن رحيله فهو خبر اعتدناه من بعض المواقع مع تبديل الأسماء، مرة عمرو جمال ومرة أخرى إيفونا، وثالثة أنطوى وغيرهم من اللاعبين، والغريب أن الجهاز الفنى ينفى هذا الكلام جملة وتفصيلاً، لكن من يروجوا لمثل هذه الأكاذيب يصرون على نشرها فى محاولة منهم لفرضها وكأنها أمر واقع بهدف زعزعة استقرار الفريق.

■ كيف ترى تكرار أزمات حسام غالى؟

- حسام غالى لاعب متميز وغيور، وعندما قررت سحب الشارة منه كان هذا القرار إرساءً لمبادئ وقواعد النادى الأهلى، والحقيقة أنه أجاد وأظهر روحاً عالية ولم يقصر فى أداء واجبه كقائد للفريق، وهى ميزة يتمتع بها النادى الأهلى على مدار تاريخه، فالفريق يضم الآن عدداً من اللاعبين الكبار الذين يتمتعون بسمات القادة، مثل متعب وشريف إكرامى وحسام عاشور وأعتقد أننا محظوظون أننا نمتلك هذه النوعية الجيدة من اللاعبين.

■ لماذا لم يستعن النادى بمحمد أبوتريكة؟

- محمد أبوتريكة لاعب متميز لا يختلف أحد على قدراته، وأنا شخصيا استمتعت به وأعتبره من أكثر اللاعبين عطاءً للنادى ومنتخب مصر، ومن جانبى أكن له كل التقدير والاحترام، والحقيقة أنه لا يتأخر ويتواجد مع زملائه اللاعبين فى أغلب التجمعات لكن أعتقد أن لديه ظروفاً خاصة، وعندما يخرج منها بشكل إيجابى سيكون له دور معنا فى النادى، لأنه واحد من أبنائنا الذين نسعى للاستفادة منهم.

■ ما طموحاتك للنادى الأهلى على المستوى الإنشائى؟

- أحلم، وهو أمر بات أقرب للحقيقة، أن تصبح فروع النادى الثلاثة هى الأفضل والأجمل فى مصر وأفريقيا، ومن المفاجآت التى نجهزها لأعضاء النادى وسيتم الإعلان عن تفاصيلها قريباً مدرج النادى فى مقره بالجزيرة، الذى سيحول النادى وينقله نقلة جديدة، ونفس الأمر سيحدث فى فرع مدينة نصر بعد الانتهاء من ملعب مضمار ألعاب القوى ونقل ملاعب التنس وتطوير الخدمات بشكل أكبر وزيادة عدد المنافذ، وبالنسبة للشيخ زايد حلم استاد النادى الأهلى، وكل هذه الأمور اقتربنا من إنجازها كمجلس باستثناء الاستاد الذى ننتظر البدء فيه بمجرد صدور قانون الرياضة لأن المشروع جاهز.

■ كلمة أخيرة للجمعية العمومية للنادى الأهلى.

- على مدار 109 أعوام أثبتت الجمعية العمومية أن اختياراتها عاقلة وحكيمة وصحيحة، وكلى ثقة فى أن أعضاء النادى الأهلى سيتخذون القرار الأفضل والأصلح الذى يحقق مصلحة النادى فى المرحلة المقبلة، وأريد أن أؤكد أننى لن أسمح لأحد بأن يعطل فرامل قطار النادى الذى يسير.