اللهم الطف بقلوب الأمهات

جمال الجمل الأحد 20-03-2016 22:54

(1)

اللهم لا تكسر لي ظهراً، ولا تصعب لي حاجة، ولا تعظم على أمراً.

اللهم لا تحني لي قامة، ولا تكشف لي ستراً، ولا تفضح لي سراً.

اللهم إن عصيتك جهراً فاغفر لي، وإن عصيتك سراً فاسترني.

اللهم لا تمكن مني حاسدا، ولا تفرح بهزيمتي حاقدا.

اللهم أغنني بحلالك عن حرامك، وبخشيتك عن عصيانك.

اللهم إن ضاقت علىّ الأرض بما رحبت، فأغثني برحابتك ورحمتك.

اللهم انصرني على النفس الأمارة بالسوء.

اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همي، ولا مبلغ علمي.

اللهم لا تجعل مصيبتي في ديني.. واجعلني من «الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنـا إليه راجعون».

(2)

ما أحوجنا للدعاء في خشوع وسلام، وما أعظم هذه المشاعر والكلمات في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها، ما أجملها من حكمة وبشارة للقلوب الملتاعة، والأهل الذين يفقدون ذويهم، مهما كانت الأسباب، فالأسباب تتعدد وتبقى المصيبة ثقيلة سوداء، ويبقى لوعة الحزن وألم الفراق.

بسم الله الرحمن الرحيم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ، وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ، بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ، وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ.

(3)

أخشى على قلوبنا من السواد، وعلى عقولنا من العناد، وعلى مستقبلنا من القنوط وعلى موتانا من كثرة العويل واللطم، فتأملوا كلام الله عز وجل، واستغفروا، واقرأوا القرآن وتدبروا المعنى والحكمة «أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هـذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير»، وفي سورة الحديد «ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير»، وفي سورة الشورى «وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير»، وفي سورة التوبة «إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون»

(4)

يختبرنا القدر بالمصائب والمصاعب، وعلينا أن نواجهها بالصبر والاحتساب، ورد الكيد، ومحاربة الإهمال، دون جزع أو قنوط، نرضى من الله بالقدر، ونواجه تقصيرات البشر بغية الإصلاح، فمن ابتغى شيئا من الحق ومن العلم فليبتغي به وجه الحق العليم جل علاه، وما ترك عبدٌ شيئاً لله إلا عوضه الله خيراً منه في دينه ودنياه، ومن ابتغى أمراً بمعصية، كان أبعد مما رجا وأقرب مما اتقى. فاحتسبوا، واعتبروا، واستأمنوا الله ودائعكم وما فقدتم، فهي عند الله أكرم، واستعينوا على ألم الفراق بالصبر والصلاة، غفر الله للراحلين والمقيمين، ورحمهم ورحمنا.

اللهم لا اعتراض على ما قدرت ورضيت، فارحم اللهم من أخذت، واشف كل مصاب، والطف بقلوب الأمهات الثكلى والأهل المكلومين.

(5)

كل سنة وكل الأمهات بخير وقوة وعزيمة، وكل الدهر وقلوبهن بنا رحيمة

لا تقنطوا يا أحباب... إن ذلك على الله يسير

tamahi@hotmail.com