إلى الرئيس: نحتاجك بـ«العفريتة»

ناجي عبد العزيز الأحد 20-03-2016 21:26

تحرُّكات الرئيس عبدالفتاح السيسى وحدها لا تكفى.. صحيح أنها على درجة عالية من الأهمية، لكن الحكومة عليها أن تعمل بكل وزرائها ورموز هذا البلد بعيداً عن الكاميرات والتسويق السياسى.. اقتصادنا لم يستعد الثقة بعد لأنه مازال فى إجازة، ولم يسترد قوته الإنتاجية المولدة للقيمة المضافة التى تعد المصدر الرئيسى لقوة اقتصادنا الضعيف.

بالأمس قرأت مصطلحاً فى عنوان لخبر يقول «نعمل ونطالب»، وفى التفاصيل اكتشفت أن المؤتمر يبحث فى مشكلات الإنتاج، والحقيقة أن أخطر مشاكلنا هى ارتباك الأداء الاقتصادى بصفة عامة، وهذا المؤتمر اتخذ شعار «نعمل ونطالب»، والحقيقة الأفضل أننا يجب أن نرفع جميعاً هذا الشعار، بدءاً من العاملين فى القطاع الخاص والحكومى والوزراء والقادة والرموز والمشايخ والقساوسة دون أى استثناء.

ملايين العمال بكل القطاعات والأنشطة فى حاجة إلى جرعات ثقة وتفاؤل وصحوة فى الضمير.. وعلينا أن نأخذ بيد بعضنا البعض لنزيد الإنتاج والإنتاجية «كلٌّ فى موقعه».. سيادة الرئيس.. نحتاج صورك وسط العمال فى المصانع لنزيِّن بها صدر الصفحات الأولى للصحف.. نحتاج فيديوهات على موسيقى أصوات الماكينات والأجهزة.. نحتاج صورك مع موظفى الحكومة فى المحليات والإسكان والصحة و.. و.. و.. ونحتاجها مع رجال المرور والفلاحين والمسعفين والنجارين والحدادين.. أفرحتنا جميعاً بها مع الجنود على الجبهة، ونحتاج مثلها وأكثر فى الجبهة الداخلية.. نحتاج مبادرة أخرى منك.. أنت تملكها لأننا فشلنا فى أن نلتقط صوراً للوزراء دون ياقات بيضاء وكرافتات وبدل «مستوردة» خارج القاعات الفخمة، فى مواقع الإنتاج «فى المصانع والمعامل والمصالح والدوائر الحكومية»، وإن حدثت منهم فإنها لا تخرج عن كونها «شو إعلامى تجميلى» وتسويقاً سياسياً لهم.

سيادة الرئيس.. لم أرَ وزيراً حتى الآن قرر أن يتخلى عن ياقته البيضاء وكرافتته وبدلته لحساب «العفريتة الزرقاء» ليدخل مصنعاً بها، يعيش يوماً أو نصف يوم، أو بضع ساعات داخل المصانع، سواء كانت حكومية أو خاصة، ولو يوماً أو يومين فى الأسبوع، يتحدث مع العمال عن أهمية العمل والإنتاج والجودة، يحدثهم أن زيادة الإنتاج تقلل التكلفة وتزيد فرص المنافسة، ومن ثم التصدير لا نحتاجه كتلميع إعلامى وتسويق سياسى.

والكلام يخص الوزراء، كل الوزراء بلا استثناء، بمن فيهم وزير الأوقاف وشيخ الأزهر.. يا وزراء الحكومة، أضيفوا إلى دولاب ملابسكم العفريتة الزرقاء لأننا فى أشد الحاجة لها كلٌّ فى مجاله.. حل مشاكلنا يبدأ من الداخل ومن الضمير أولاً وثانياً وثالثاً.. سيادة الرئيس.. نحتاجك بالعفريتة الزرقاء «لعل وعسى يفهم الآخرون».