يعد عيد الأم يومًا مميزًا يقام على شرف الأمهات، ويحتفل به في العديد من دول العالم على الرغم من مواعيده المختلفة، ففي العديد من دول العالم منها الولايات المتحدة يحتفل بيوم الأم في الأحد الثاني من شهر مايو، وعلى الرغم من اختلاف تاريخ يوم الاحتفال يظل روح الاحتفال واحدة في أي مكان.
ويسارع الأبناء لشراء الهدايا تكريمًا لعطاء الأم واعترافًا بدورها في الأسرة والمجتمع، ولكن تظل لكل دولة طقوسها في هذا اليوم المميز، ففي أمريكا يعتبر عيد الأم عطلة وطنية، ويتم رفع الأعلام فوق كل بيت ومبنى تكريمًا للأم والأمومة، حيث يأتي Mother's day أكبر ثالث احتفال بعد الكريسماس والفالنتين، ويحتفل به يوم الأحد الثامن من شهر مايو سنويًا.
وتسجل خطوط الهواتف إشغالا هائلا، وتصل مبيعات البطاقات التذكارية إلى ذروتها، وتمتلئ المطاعم إلى الحد الأقصى من الزبائن، وتزداد مبيعات الورود وإعداد الهدايا اليدوية من الأطفال وتُدلل الأمهات بمساعدتهن بإعداد وجبة الإفطار، والواجبات المنزلية.
وتعد الولايات المتحدة أول من أنشأ يومًا للاحتفال وتكريم الأم، حيث كانت جوليا وورد هاوي، وهي مؤلفة كتاب «Battle Hymn of the Republic» أول من اقترح الاحتفال بعيد الأم بأمريكا عام 1872، وكان في البدء مخصصًا لتتمكن الأمهات من المشاركة في مسيرات للسلام، وعام 1908 أطلقت آنا جافيس حملة وطنية للاحتفال بالأمهات تكريمًا لوالدتها المتوفاة، وتعرضت للانتقاد بشكل سيء لبدئها هذا الاحتفال، حتى قبل وفاتها عام 1948 حيث أبدت ندمها على بدء هذه العطلة.
وفي 9 مايو عام 1914 قام الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون بالتوقيع على نص يقر بالاحتفال بيوم الأم كعيد وطني.
وفي المملكة المتحدة، يحتفل بعيد الأم في السادس من مارس، الأحد الرابع من الصوم الكبير، ويدعى «Mothering Sunday»، وتشهد الشوارع جو من الإثارة والفرح، وتبذل محال الهدايا جهودها لجذب المشتريين وتحقيق أعلى فائدة من الاحتفال، وتسجل الزهور أعلى معدلات البيع، حيث يفضل البريطانيين إهداء الورود للتعبير عن حبهم أكثر من أي شئ آخر.
وتعد زهور القرنفل والأقحوان الأكثر شيوعًا بين البريطانيين، ومن التقاليد المتبعة إعداد كعك مصنوع من اللوز وتدعى «كعكة الأمومة».
وفي أستراليا، يشهد الاحتفال بعيد الأم الكثير من الحماس والفرح، حيث يحتفل به في الأحد الثاني من شهر مايو من كل عام، ويتخذ الأستراليون اليوم فرصة للتعبير عن تقديرهم لأمهاتهم، والأطفال يظهرون حبهم بإهداء الهدايا والورود والبطاقات التذكارية.
وتتبع أستراليا تقليد ارتداء اللون القرنفلي في عيد الأم، فالزي الملون يشير إلى أن الأم على قيد الحياة، والزي الأبيض يشير إلى تكريم الأم المتوفاه، وبجانب الأم يكرّم الأطفال جداتهم وكل امرأة في حياتهم يشعرون تجاهها بالحب والرعاية، ويتفكر الأطفال في دور الأم في حياتهم ومعرفة المصاعب التي واجهتها أثناء تربيتهم.
أما كندا، فعيد الأم أكثر الاحتفالات شعبية بعد الكريسماس والفالنتين (عيد الحب)، ويتم الاحتفال به أيضًا يوم الأحد الثاني من شهر مايو، حيث يقوم الكنديون بشكر أمهاتهم على دعمها المستمر وحبها لهم، وتعد البطاقات والورود أبرز الهدايا الشائعة للتعبير عن الحب، لما لعيد الأم من قيمة عاطفية، حيث تكسر الأرقام القياسية في مبيعات البطاقات التذكارية، وبعض الكنديون يأخون أمهاتهم للعشاء والقيام بخبز كعكة مميزة لهن، كما تدلل الأمهات بأخذ يوم إجازة من المطبخ.
وفي الهند، يعتبر مفهوم الاحتفال بعيد الأم في الأحد الثاني من شهر مايو بالهند جديدًا، على الرغم من وجود عدد لا يحصى من الاحتفالات بها، وكما هو الحال في الغرب، يتخذ الهنود عيد الأم يومًا ليظهرون فيه أهميتها في حياتهم، حيث يفكرون في الآلام والمصاعب التي واجهتها أثناء تربيتهم، ويستغلون هذا الاحتفال لتوجيه كل الشكر لأمهاتهم، وإرسال البطاقات وإعداد الوجبات لهن، أما في العاصمة، تقوم الشركات الكبرى بإطلاق العديد من المنتجات المتنوعة النسائية، وتقوم المطاعم بجذب الزبائن بإعلانتها المتنوعة، ويطلق الإعلام حملاته الدعائية لعيد الأم ويقدم برامج خاصة ومميزة.
وفي إيرلندا، يتم الاحتفال بعيد الأم في الأحد الرابع من شهر الصوم الكبير، ويحتفل الأيرلنديون بالأم عن طريق إهدائها الورود والبطاقات للتعبير عن حبهم وتقديرهم، كما تنظم البرامج والمسرحيات والتمثيليات في عدة أماكن على شرف الأمهات.
وفي المكسيك يحتفل بعيد الأم في العاشر من شهر مايو، ويعتبر يومًا مميزًا للشعب المكسيكي، حيث تقوم الكنائس بأداء قداس خاص لهذه المناسبة، ويشمل الحدث عزف لموسيقى الأوركسترا las maã±anitas، ومن التقاليد المتبعة تقديم وجبة الإفطار صباحًا للأمهات.
وتعد الورود والبطاقات أيضًا من الهدايا الشائعة هناك، ولكن يتميز الأطفال بهداياهم اليدوية المعبرة عن الحب والثناء، وفي المدارس تنظم العديد من العروض الفنية والأغاني تعبيرًا عن امتنانهم لأمهاتهم.
وفي نيوزيلاند، يحتفل بعيد الأم في الأحد الثاني من شهر مايو، حيث يملأ الفرح والسرور الأجواء، ويحتفل النيوزيلانديين بالخروج للتنزه وتناول العشاء في الخارج، وتشهد فيه المحال التجارية ازدحامًا شديدًا لشراء الهدايا لأمهاتهم وأقاربهم، وتظل الورود والبطاقات الأكثر مبيعًا وتداولاً وإهداءًا للأمهات، كما يشمل الاحتفال مساعدة الأمهات في الأعمال المنزلية وخبز الكعك، ومنحهم إجازة للاسترخاء في يوم عيدهم.
وفي تايلاند، يتم الاحتفال بيوم الأم في 12 أغسطس، الذي يوافق عيد ميلاد جلالة الملكة سيريكيت، حيث تعتبر الملكة أم لكل الشعب، وهو عطلة وطنية، ويقدم فيه الأبناء الهدايا لأمهاتهم والذهاب إلى المطاعم تعبيرًا عن تقديرهم، كما يتم رفع الأعلام الوطنية احتفالا بهذه المناسبة، حيث يكون التايلنديون مسيرة إلى القصر الملكي وتلعب الفرق الموسيقية المقطوعات الغنائية، وتحتل الورود والزهور المسيرة، تليها أغنية Mother of Kingdom .
وفي جنوب أفريقيا تحتل الزهور أيضًا قائمة الهدايا، ويرتدي الأبناء اللون الأحمر أو الوردي كرمز على أن الأم على قيد الحياه، واللون الأبيض إذا كانت الأم متوفاه، ويشمل الاحتفال تقدير الأم والجدة والأقارب، أما في مصر، فالصحفي على أمين، مؤسس جريدة أخبار اليوم، كان أول من فكر في عيد للأم في العالم العربي، وبتاريخ 21 مارس من كل عام يتم الاحتفال به بمعظم الدول العربية، ويقوم الأطفال بإهداء أمهاتهن ومدرساتهن وأقاربهن الهدايا والورود تعبيرًا عن حبهن لهن.