نجاح .. ولكن !!

خالد أباظة الأحد 20-03-2016 01:01

لا أحد يستطيع أن ينكر أن معرض «أوتوماك-فورميلا» –الذى يمتد حتى مساء غداً الاثنين- قد حقق نجاحاً «معقولاً جداً» فى ظل ظروف صعبة ومشاكل بالجملة.. أحاطت بالمعرض قبل بدايته.. وجعلت العديد من الشركات التى كانت قد وقعت عقود المشاركة فيه تفكر فى الانسحاب.. أو تتمنى التأجيل.. أو ترفع راية الاستسلام ومقولة «قدر الله وما شاء فعل» !..

ولكن أعتقد أن آراء الشركات –الآن- قد اختلفت بالفعل.. ومعظمهم ارتفعت روحه المعنوية خلال الأيام الأولى للمعرض.. ونجحوا فى عملية «تسعير» سياراتهم وفتح باب الحجز لها أمام زوار المعرض الذين أقبلوا تماماً على شراء العديد من الطرازات خاصة التى تم عرضها لأول مرة خلال المعرض.

أيضاً.. لا أستطيع أن أنكر أن المعرض -بصفة عامة- كان «شكله حلو».. كل الشركات –بلا استثناء- لم تبخل فى الصرف على «الأجنحة».. ولم أرى فى المعرض جناح واحد «يكسف» مثلما كان يحدث فى معارض عديدة فى السنوات السابقة..

الإقبال الجماهيرى كان جيداً.. و«نوعية» الزائر كانت «مرضية» إلى حد كبير بالنسبة للشركات المشاركة.. وشعرت أن نسبة الزائر الذى يهدف فقط للتصوير بجانب السيارات.. أو «اللعب فيها».. أو «معاكسة الفتيات» قلت بالفعل فى هذا المعرض.. ربما بسبب ارتفاع سعر تذكرة الدخول والذى وصل إلى مائة جنيها للفرد.. رغم أننى كنت أفضل أن ينخفض إلى النصف لإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من الزوار لحضور فعاليات المعرض والمشاركة فى هذه الإحتفالية الكبيرة التى أصبحت تقام مرة واحدة كل عام فى بلدنا بدلا من مرتين كما كان فى الماضى !..

المعرض بالتأكيد أثبت أن سوقنا المحلية للسيارات «لم تموت» كما كان البعض يعتقد.. خاصة «الخواجات» فى الشركات الأم.. نعم سوقنا «مريضة» وتمر بحالة صعبة و«تتعاطى» أدوية ومسكنات ومخفضات للحرارة.. بصفة دائمة خلال الفترة الماضية.. ولكن إقامة معرض فى هذا التوقيت الحرج يدل على أننا لانزال «نتنفس».. ونقاتل ونحارب.. و«نمشى على رجلينا».. وليس فوق «كرسى بعجل».. !

هذا ما يخص كلمة «نجاح» فى عنوان مقالى.. أما الـ«لكن».. فأعنى بها سلبيات المعرض.. وهى أيضاً عديدة.. ولن أستطيع أن أغمض عينى عنها.. رغم اعترافى أن صاحب المعرض -أحمد غزى- هو صديق مقرب لى منذ سنوات طويلة.. وشريكه -أحمد علام- تربطنى به علاقة جيدة أيضاً.. وقد تحدثت معهما -خاصة غزى- عن كل ما شاهدته ولمسته بنفسى من أخطاء تنظيمية أعتبرها فادحة.. ولا تليق بخبرتهما الطويلة فى هذا المجال.. بداية من «العذاب الشديد» الذى عانى منه معظم زوار المعرض حتى فى يوم الـ V.I.P ليتمكنوا من «اقتحام» أسوار المعرض والوصول بسلام لقاعات وصالات وأجنحة الشركات المشاركة..

وربما من حظ «غزى وعلام» السىء أن فريق العمل التابع لهما «نسوا» أن يرسلوا لى أو لفريق العمل بجريدة المصرى اليوم البطاقات الصحفية وتصاريح الدخول للمعرض وساحة الانتظار المجاورة لباب الدخول.. فاضطررت –أنا وزملائى بالجريدة- أن نخوض رحلة عذاب حقيقية لنتمكن من الدخول.. ورأينا على الطبيعة -لأول مرة- مدى معاناة الناس وغضبهم وتعامل المنظمين على بوابات الدخول معهم.. حتى فى يوم الـV.I.P.. وحاول «غزى» فى اليوم الثانى للمعرض أن «ينجدنى» ويهدأ ثورتى.. لأنه «صاحبى».. وكان بالفعل قمة فى الذوق والتعاون والجدعنة.. ولكن هل مطلوب من «غزى» أن «يضرب صحوبيه» مع ١٠٠ ألف زائر مثلاً يزورون المعرض ويتعرضون لمواقف سخيفة فى بعض الأحيان؟.. وأين فريق العمل «المحترف» التابع لغزى وعلام؟.. رغم تأكدى أنهم «موتوا نفسهم» خلال فترة التجهيزات والترتيبات النهائية.. ولكن يبدو أن ذلك لم يكن كافياً لحل كافة مشاكل وأزمات «الدخول».. للعديد من زوار المعرض.. ولى أنا شخصياً ولفريق العمل «المحترم» بملحق سيارات المصرى اليوم وأنا قدمت لهم «اعتذارا» عن ما تكبدوه من مشقة و«مهانة» ليؤدوا واجبهم الصحفى فى تغطية المعرض.. وأعتقد أنهم يستحقون اعتذار و«تطييب خاطر» من «غزى وعلام» !..

أما بالنسبة لمركز المؤتمرات الدولى الذى استضاف المعرض.. فأنا «نفسى أشوف» الرجل الذى أطلق عليه «دولى».. وأدعوه –على حسابى- للسفر لأى بلد فى العالم يقام فيها معرض سيارات –أو حتى عجل- ليعرف سيادته أنه أخطأ تماماً فى لقب «دولى».. يا سيدى مركز المؤتمرات الحالى هو «محلى جداً».. غارق فى الفشل والتخبط والتهالك وسوء المستوى.. وبصراحة كده.. «كتر خير» الثنائى «غزى وعلام» أنهم خرجوا بالمعرض بهذا المستوى الجيد.. فى ظل مركز مؤتمرات أقل ما يقال عنه أنه «شاخ» ويجب فوراً إطلاق «رصاصة الرحمة عليه».. كان الله فى عون رئيسه الجديد الذى استلم المهمة قبل أسابيع قليلة وأنا مشفق عليه جداً !.

عموماً.. مبروك إقامة المعرض ونجاحه.. هذا فى حد ذاته إنجاز أعتبره كبيراً فى هذه الظروف الصعبة.. فقط أتمنى إصلاح الأخطاء فى العام القادم.. وأعرف أن «غزى وعلام» قادرين على ذلك.. أما مركز المؤتمرات.. فربنا معاه ومعانا.. ونشوفه «دولى» بجد العام القادم !..