قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية: إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما بحاجة إلى إعادة النظر في نهجه إزاء الحوار مع العالم الإسلامي. مؤكدة أن الانتخابات الرئاسية المصرية المقبلة تعد «بداية جيدة» لتخطي «الرمزية» والعمل على «تحسين فعالية» دول الشرق الأوسط فيما يخص مجال توسيع مشاركة المواطنين في السياسة العامة.
وأوضحت المجلة في التقرير الصادر بعددها الأسبوعي بعنوان «خطة من أجل أوباما»، أن البيت الأبيض عليه محاولة التأكد من «عدالة ومشروعية» الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها عام 2011 بمصر من أجل القاهرة وواشنطن معاً، مضيفة أن علاقة أمريكا بنشطاء التغيير يجب استكمالها عبر إجراءات جريئة وصارمة، في حالة فشل الحكومة في المضي قدماً في إصلاح الديمقراطية الأساسية.
وأشارت المجلة إلى عدم إنجاز إدارة الرئيس الأمريكي أي مبادرات جادة حتى الآن من تلك التي ذكرها الرئيس أوباما في خطابه للعالم الإسلامي من جامعة القاهرة العام الماضي، مضيفة أن الإدارة الأمريكية «وقعت في فخ التودد إلى المسلمين» بما «يتناقض» مع القيم الأمريكية الأساسية.
وقالت المجلة: إن وصية الرئيس أوباما بالنسبة لعلاقة الولايات المتحدة مع العالم الإسلامي يجب دعمها من خلال تقوية المؤسسات العامة، وتعزيز القيم والممارسات الديمقراطية.
واختتمت المجلة تقريرها بأنه يجب الكشف عن أي «ظلم فادح» في أي دولة، حتى لو كانت صديقة رسمية لأمريكا.
و في سياق متصل ، أقام معهد بروكينجر الأمريكي للأبحاث ندوة بعنوان «التوريث الرئاسي في مصر: من يخلف الرئيس حسني مبارك؟»، استضافها مركز سابان لسياسة الشرق الأوسط في نفس المؤسسة.
وقالت كبيرة الباحثين في معهد كارنيجي للسلام الدولي في واشنطن، ميشيل دن: إنه رغم مرور مصر بمرحلة انتقالية حاليا، إلا أن ذلك لا يعني أن هذا التحول «ديمقراطي» بالضرورة، مشيرة إلى أن خليفة الرئيس مبارك سيأتي من داخل الحزب الوطني الديمقراطي.
وقالت دن: إن العلاقات المصرية الأمريكية ستستمر في التركيز على هدفين أساسيين، أولهما التعاون معاً في الشؤون العسكرية والإرهاب والدبلوماسية الإقليمية، وثانياً الحفاظ على استقرار مصر في المنطقة، مؤكدة أن «الشخص الذي سيخلف مبارك سيعمل على التركيز على مصالح الأمن القومي المصري أكثر من مصالح أمريكا وإسرائيل».
وقال زميل مركز سابان ومدير البحوث في مركز بروكينجز الدوحة، شادي حميد: إن كلا من صانعي السياسة الأمريكيين وقادة المعارضة المصرية لم يتمكنوا من إحداث تأثير يؤدي لمستقبل أكثر ديمقراطية في مصر، مرجعاً ذلك إلى الشكوك المتجذرة عن التغيير داخل الأنظمة الاستبدادية العربية.
ورأى حميد أن النظام المصري أصبح «أكثر قمعا» الآن على عكس ما كان عام 1980، عندما كانت مصر «أكثر ديمقراطية»، مضيفاً أن التغيير والتحول والديمقراطي لا يزال فى طور المناقشة بين صانعي السياسات وقادة المعارضة في مصر.