وسط أزمة ممتدة على مدار فترة طويلة، تسعى بطولة العالم (الجائزة الكبرى) لسباقات سيارات فورمولا1- في نسختها الجديدة لعام 2016 إلى استعادة بريق هذه الرياضة من خلال أطول موسم في تاريخها.
وبعد عامين من الهيمنة شبه التامة لفريق مرسيدس على سباقات البطولة، تتجه الأنظار هذا العام نحو فريق فيراري الذي يمثل الأمل الأكبر في إيجاد منافس قوي لمرسيدس وإعادة الإثارة إلى هذه الرياضة.
ويأمل المشجعون والرعاة على الأقل في أن يقدم فيراري تحديا أقوى وأكثر صعوبة لفريق مرسيدس في هذه المسابقة.
ولم تلق هيمنة مرسيدس على فعاليات الموسم الماضي رواجا أو إعجابا لدى البريطاني بيرني إكليستون رئيس الرابطة المنظمة للبطولة مما دفعه للتصريح بأن سباقات فورمولا أصبح من الممكن التكهن بنتيجتها مسبقا واصفا هذا بأنه «أسوأ شيء للعبة».
ورغم هذا، لا يرجح أن تبدو البطولة أكثر من صراع بين مرسيدس وفيراري، اللذين يمدان فيما بينهما ثمانى فرق بالمحركات من بين 11 فريقا تشارك في البطولة.
ومع وجود الألماني سيباستيان فيتيل والفنلندي كيمي رايكونن ضمن صفوفه، يبدو فيراري هو الفريق الوحيد القادر على منع مرسيدس من التتويج بلقب آخر عن طريق سائقي مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون والألماني نيكو روزبرج.
وقال فيتيل: «نحن قريبون. سنرى ما إذا كنا قريبين بدرجة كافية.. إذا لم نكن هكذا، فنحن على استعداد على الأقل لتقليص الفجوة بأسرع ما يكون».
وتقرر تمديد جدول البطولة في الموسم الحالي لتشمل 21 سباقا ولكن الانطباعات التي تركتها فترات الاختبارات التي سبقت الموسم أوضحت أنه قد يكون من الصعب الحفاظ على معدلات الإثارة على مدار الموسم.
وخلال الاختبارات التي جرت في برشلونة بإسبانيا، استطاع هاميلتون وروزبرج التأكيد على سرعتهما وقدرتهما على التحمل بل إن هاميلتون يعتقد أيضا أن سيارة الفريق أصبحت أفضل مما كانت عليه في الموسمين الماضيين.
ولم يكن هذا مؤشرا طيبا لمنافسي الفريق، خاصة وأن مرسيدس أحرز اللقب في 32 من آخر 38 سباقا أقيمت في البطولة على مدار الموسمين الماضيين.
وحتى هاميلتون، الذي أحرز لقب البطولة في الموسمين الماضيين، متفوقا على زميله روزبرج، يأمل في أن يشكل فريق فيراري تحديا أقوى في الموسم الجديد.
وقال هاميلتون: «أتمنى ألا يكون الموسم الجديد صراعا خالصا بين لويس (هاميلتون) ونيكو (روزبرج). أتمنى أن يشارك فيراري في هذا العرض وأن نجد منافسة قوية تتجاوز المنافسة بيني ونيكو».
وقد يكون موسم 2016 هو أفضل فرصة ممكنة أمام نيكو لإحراز لقبه الأول في تاريخ بطولات فورمولا1- قبل التعديلات الهائلة التي ستطرأ على نظام البطولة في 2017 .
وكان فيتيل الفائز بلقب البطولة أربع مرات سابقة حائلا أمام نيكو روزبرج في استكمال منافسته القوية مع هاميلتون في الموسمين الماضيين.
وإلى جانب روزبرج وفيتيل، ستكون آمال الجماهير الألمانية أيضا معلقة على نيكو هالكينبرج سائق فريق فورس إنديا وباسكال ويرلين سائق فريق مانور علما بأن مانور ليس ضمن المرشحين الحقيقيين للمنافسة على النقاط في بطولة هذا الموسم.
وتعود ألمانيا هذا العام إلى جدول البطولة من خلال سباق جائزة ألمانيا الكبرى على مضمار «هوكنهايم» بعدما تسببت المشاكل المالية في إلغاء السباق العام الماضي على مضمار «نوربرجرينج» ليكون الموسم الماضي هو أول موسم لا يشهد سباقا لفورمولا1- في ألمانيا منذ 1960.
وللمرة الأولى، تصل سباقات فورمولا1- إلى شوارع باكو في أذربيجان من خلال سباق جائزة أوروبا الكبرى.
ولم يشعر إكليستون بالضيق سابقا من انتقادات الناشطين في مجال حقوق الإنسان ولكن السباق المقرر في 19 يونيو المقبل في باكو ينتظر أن يثير عددا من القضايا مثل قضايا التعذيب والقيود على الصحافة وحرية التعبير.