الزمالك.. من «فود كورت» إلى «ووتر فرونت»!

كتب: اخبار الخميس 17-03-2016 22:43

تعيش الزمالك أياما عاصفة.. عاصفة ومُربكة لكل الأطراف. السكان، المتطوعون فى المجتمع المدنى، أصحاب المقاهى والمطاعم والحكومة أيضا. لنبدأ بتسلسل الأحداث..

السبت قبل الماضى وبعد ساعات من صدور «المصرى اليوم»، أعلن محافظ القاهرة ما وصفه بـ«الحرب على كافيهات الزمالك» وتشمل تنظيم حملات يومية فى توقيتات مختلفة ليل نهار على المطاعم والكافيهات المخالفة، مؤكدا أن المحافظة لم ولن تعطى ترخيصا لأى كافيه بالحى، كما أمر المحافظ بإيقاف أى توسعات تجرى بمطعم «سيكويا» على النيل و«إعادة الشىء إلى أصله» ما يعنى إلزام مالك المطعم الأشهر بالتوقف عن أعمال البناء فى المشتل المجاور. وبداية من يوم الأحد قبل الماضى شن حى غرب برئاسة اللواء ياسين عبدالبارى حملة موسعة وتم إغلاق 9 كافيهات بشوارع البرازيل والسيد البكرى وشجرة الدر ومصادرة عشرات الكراسى و«الترابيزات» و«الشيّش» وغيرها، وبالتزامن مع هذه الحملة قامت وزارة الرى بإزالة عدد من المطاعم والكافيهات الشهيرة المقامة على نادى العاملين بوزارة الرى مثل مطعم «كلوب» 33 وكافيه «ولعة» وتمت الإزالة بشكل كان حديث السوشيال ميديا طوال الأيام الماضية. إذن نحن أمام صورة مختلفة للتعامل مع مشكلات أحياء القاهرة، لعبت فيها عدة أطراف دورها وخسرت أطراف أخرى.. سكان نظموا أنفسهم للدفاع عن حيّهم بكل الطرق، وصحافة محلية تابعت القضية بعمق ومن كل الزوايا ووفرت كافة المعلومات عنها، وجهات رسمية تحركت وقامت بدورها المطلوب، و«مخالفون» من المفترض أنهم استوعبوا الدرس.

لكن، هل هذه هى النهاية؟ ربما لا. السكان يقولون إنها ليست المرة الأولى التى تتحرك فيها محافظة القاهرة بمثل هذه الحملات ثم يعود الوضع كما كان بعد أيام قليلة، وملاك المطاعم المُزالة بالأوناش يتحدثون عن استثمارات تقترب من ثلاثة ملايين جنيه تحولت إلى ركام وعن عمال تم تشريدهم دون إنذار مسبق أو منحهم فرصة لترتيب الأوضاع، ومعاملتهم بالمثل مع مطاعم أخرى.

إذن.. هل هناك حلول أخرى تناسب الجميع؟ نعم. عدد من السكان يتداولون اقتراحا خارج كل الصناديق يستفيد من الواجهة النيلية المميزة للزمالك، ذلك أن الجزيرة عند تخطيطها تم تقسيمها إلى شطرين.. شطر سكنى وهو الذى تتكدس فيه المطاعم والكافيهات الآن، وشطر آخر يضم الحدائق والنوادى وأماكن مفتوحة للتنزه، وهو الجزء الذى يقع على النيل بين كوبرى قصر النيل وكوبرى أكتوبر.

ومثل أى مدينة عالمية كبيرة يمكن استثمار هذا الجزء كـ«ووتر فرونت» يضم مطاعم وكافيهات وكازينوهات نيلية ومدينة ملاه ومسرحا وكل ما يمكن تخيله من مظاهر الترفيه.. ساحة للاستمتاع بالفنون والنيل تناسب كل الفئات والأعمار وتجذب السياحة وفى نفس الوقت بعيدة عن العمارات السكنية، وقادرة على جذب الاستثمارات وتشغيل الأفراد الذين كانوا يعملون فى المطاعم والكافيهات المزالة.

السكان مستعدون للقيام بتخطيط هذا المكان، والإشراف عليه بالمشاركة مع الجهات الرسمية والمستثمرين، ضمن مجلس أمناء حقيقى وفعال، على أن يجلس الجميع معا كشركاء على قدم المساواة، مع فهم طبيعة الفكرة ودون أن يسعى أى طرف للاستفادة دون الآخر أو يعتدى على حقوق الآخر.

الأفكار كثيرة، ومازال هناك أمل وفرص لإنقاذ الزمالك وتحويل الحى السكنى من فود كورت (ساحة للمطاعم والكافيهات) إلى ووتر فرونت (مطل نيلى سياحى وترفيهى).