ساعات قليلة وتنطلق فعاليات معرض «أوتوماك-فورميلا» للسيارات الذى يستضيفه مركز المؤتمرات بمدينة نصر ويستمر حتى مساء الاثنين القادم.. كان من المفترض –والمنطقى- أن أتحدث اليوم عن تنظيم المعرض.. والذى أعرف مقدماً أنه سيكون جيداً ورائعاً من خلال أحاديثى ولقاءاتى الأيام الماضية مع الصديقين أحمد غزى وأحمد علام أصحاب المعرض.. أو عن السيارات الجديدة التى متوقع أن يكشف الستار عنها لأول مرة خلال فعاليات المعرض.. أو عن الإقبال الجماهيرى الذى أعتقد أنه سيكون كبيرا بالفعل!..
ولكن.. بصراحة شديدة شعرت بأننى سأكون غير محايداً ولا عادلاً ولا منصفاً.. إذا أطلقت العنان لقلمى والتحدث عن أى شىء آخر -اليوم- بخلاف شركات السيارات أنفسهم !.. الذين يمثلون «النجم الأول» و«البطل الحقيقى» فى هذا المعرض.. ويجب أن نقدم لهم التحية والشكر.. بل ونرفع لهم «القبعة» على الطريقة الإنجليزية الشهيرة !.. بالقلم والورقة.. وحسابات الربح والخسارة.. وبالفعل والمنطق.. كان يجب على كافة شركات وتوكيلات بلدنا أن تعلن انسحابها الأكيد من فعاليات المعرض هذا العام.. فى ظل أزمة طاحنة يمر بها سوق السيارات فى هذا التوقيت المحرج.. وفى غياب شبه تام لـ«الدولار» المختفى.. وسعره «المجنون» بالسوق السوداء خلال الأسبوعين الماضيين -قبل قرار التعويم-.. وعدم قدرة الشركات على استيراد سيارات من الخارج طوال الشهور الأخيرة.. وقوانين ولوائح و«فرامانات» البنك المركزى التى أصابت السوق فى مقتل.. وعرضته لحالة من «الشلل النصفى» قد تزداد لتصل قريبا لـ«شلل رباعى» ثم «موت إكلينيكى».. إذا لم تتحسن الأمور وتنصلح الأمور ببعض «القرارات التصحيحية» التى بدأ «المركزى» يفكر فيها ويدرسها ويطبقها بدءاً من صباح الاثنين الماضى !.. لم تكن هناك شركة واحدة قادرة على تحديد سعر حقيقى وواقعى لسياراتها.. ولا التنبؤ بالكميات الواردة من الخارج.. أو المنتجة والمصنعة محلياً.. ولا يمكنها أن تتحمل مخاطر وصعوبات توقيع «استمارة حجز» مع العميل.. ونحن جميعاً نعلم أن موعد استلام السيارة.. وسعرها.. فى علم الغيب !.. المشاركة فى معرض ضخم ومحترم للسيارات فى ظل هذه الظروف كان بالفعل قرارا «انتحاريا» من شركات بلدنا.. ولكنهم اتخذوه ونفذوه.. لأسباب عديدة.. منها «كلمة الشرف» و«العقد الملزم».. بينهم وبين أصحاب المعرض..
وكذلك الرغبة فى تحدى الظروف الصعبة وعدم الاستسلام للمأساة الحقيقية التى يعيشها هذا السوق «المكلوم» فى الوقت الحالي.. والرغبة فى «التواصل» مع الجمهور داخل قاعات وصالات المعرض.. حتى لو اضطرت بعض الشركات لبيع كل المخزون الحالى لديها من طرازات وموديلات جديدة.. بأسعار حالية.. قد تكون بالفعل غير واقعية ولا منطقية.. وتمثل «خسارة» للشركات لأن الشحنات القادمة ستكون بأسعار مختلفة تماماً !.. شركاتنا وتوكيلاتنا هم أصحاب النجاح والتألق الحقيقى فى معرض «أوتوماك فورميلا».. يستحقون منا أن نحتفل بهم.. وننسب الفضل لهم.. ولن أكون مبالغاً إذا قلت إن بعضهم يتحمل خسائر مادية ضخمة.. فقط من أجل أن يقام هذا المعرض.. ونكتب «نحن» عنه.. وتستمتعون «أنتم» بأجنحته وصالاته وقاعاته !..