أصرت السلطات الألمانية على عدم تسلمها أي طلب من جانب مصر لاستعادة التمثال النصفي للملكة «نفرتيتي»، كما رفضت إمكانية إقراضه لها بشكل مؤقت، خوفاً من مخاطر نقل التمثال الأثري.
وبسؤاله حول ما تردد عن إمكانية "إقراض" التمثال لمصر، باعتبارها موطنه الأصلي، قال وزير الثقافة الألماني «بيرند نيومان» في تصريحات صحفية ، إن نقل التمثال أمر مستبعد تماماً لدواعي الحفاظ عليه.
يذكر أن السلطات المصرية تستعد لعقد اجتماع طارئ لبحث الإجراءات الرسمية للمطالبة بعودة تمثال نفرتيتي من برلين بشكل نهائي إلى القاهرة، وذلك عقب لقاء جمع بين الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار «زاهي حواس»، ومديرة المتحف المصري ببرلين «فريدريكه زايفريد» الأحد الماضي خلال زيارتها للعاصمة المصرية.
وخلال الزيارة قامت «زايفريد» بتسليم حواس البروتوكول الرسمي الذي تم توقيعه في عام 1913 بين «جوستاف لوفيف» كبير مفتشي مصر الوسطى، وممثل مصلحة الآثار المصرية في ذلك الوقت، والعالم الألماني «لود فينج بورخارت» مكتشف تمثال «نفرتيتي» بتل العمارنة بالمنيا.
غير أن المسئولة الألمانية أوضحت أنها لا تملك اتخاذ أي قرار بصدد مصير تمثال «نفرتيتي» حيث إن جميع القرارات في يد رئيس المؤسسة الثقافية الألمانية ووزير الثقافة الألماني.
يشار إلى أن السلطات المصرية حاولت في عدة مرات سابقة استعادة التمثال، إلا أن مساعيها باءت بالفشل وكانت أولها في عهد النازي «أدولف هتلر»، ثم مع قيادة الحلفاء عقب الحرب العالمية الثانية، وفي 1995 ، عندما تقدمت بنفس الطلب لألمانيا الموحدة حديثا.
وتنتمي الملكة «نفرتيتي» إلى الأسرة الثامنة عشر وهي زوجة الملك «أمنحتب الرابع»، الذي غير اسمه بعد ذلك إلى «أخناتون»، وشاركت الملكة زوجها في عبادة الديانة الجديدة وهي عبادة آتون -قوة قرص الشمس- وكانت هي وزوجها الوسيط بين الشعب وآتون، وأنجبت «نفرتيتى» من «إخناتون» ستا من البنات.
وتشتهر «نفرتيتى» بتمثالها المنحوت على قطعة من الحجر الجيري في واحدة من أروع القطع الفنية من العصر القديم ويرجع تاريخها إلى ثلاثة آلاف و500 سنة، ويعد أشهر رسم للملكة نفرتيتى، وقد عثر عليه عالم المصريات الألماني «بورخارت» في ديسمبر 1912 بتل العمارنة، ثم نقل بعد ذلك إلى ألمانيا.