قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن دار الافتاء تصدر 1800 فتوى يوميا، ما بين مكتوبة وشفوية وعبر الإنترنت والخطوط الساخنة للدار، مؤكدا أن الفتوى محركة للفعل وكاشفة عن واقع، موضحا «لا نستطيع أن نتتبع كل أسباب ظاهرة التطرف والإرهاب والتفجير والتكفير، فهذه الظواهر غريبة عن مجتمعاتنا».
وأضاف المفتى، في كلمته، الاثنين، ضمن فعاليات ندوة «فتاوى المتطرفين وأثرها في تدمير المجتمعات»، ونظمتها كلية الدعوة الاسلامية بجامعة الأزهر، أنه من الخطأ الكبير إلصاق تهمة التطرف بالإسلام، فالتطرف لا يرتبط بديانة معينة، لأنه نتاج انحراف أتباع الأديان وليس انحراف الأديان، فالأديان جاءت من أجل صلاح الإنسانية وتحقيق الاستقرار والنفع للبشر جميعًا.
وأوضح المفتى، أنه من بين إجراءات دار الإفتاء لمواجهة التطرف في إصدار الفتوى، إنشاء أمانة عامة للإفتاء في العالم، يكون مقرها القاهرة، يتم من خلالها بناء استراتيجيات مشتركة بين دور الإفتاء الأعضاء لمواجهة التطرف في الفتوى، وصياغة المعالجات المهنية لمظاهر التشدد في الإفتاء.
وأشار المفتى، إلى أنه من بين أهداف ومهام إنشاء الأمانة العامة لدور الإفتاء على مستوى العالم، التبادل المستمر للخبـرات بين دور الإفتاء الأعضاء والتفاعل الدائم بينها، ووضع معايير وضوابط لمهنة الإفتاء وكيفية إصدار الفتاوى، تمهيدًا لإصدار دستور للإفتاء يلتـزم به المتصدرون للفتوى، وبناء الكوادر الإفتائية وتأهيل، وتدريب الشرعيين الراغبين في القيام بمهام الإفتاء في بلادهم.
وأوضح المفتى، أن الزمن عنصر جوهرى في صناعة الفتوى، لأن تنمية الملكات لا تؤخذ هكذا، وعندما يأتى لإنزال الأحكام على أرض الواقع يحتاج لتأهيل من نوع آخر.
وشدد، على أن دار الإفتاء تبذل الكثير من الجهد من أجل ذلك على المستويين العالمي والإقليمي، عبر عدة إجراءات منها المشاركة في العديد من المؤتمرات والمحافل الدولية، وإجراء جولات في أوروبا والولايات المتحدة من أجل توضيح موقف الإسلام من جرائم الجماعات الإرهابية، وعقد لقاءات هناك خاصة مع الشباب لتصحيح العديد من المفاهيم التي تستغلها داعش لتوقع الشباب في براثن فكرها المنحرف.
وأشار المفتى، إلى إجراءات من أجل توضيح موقف الإسلام من جرائم الجماعات الإرهابية وعقد لقاءات هناك، خاصة مع الشباب لتصحيح العديد من المفاهيم التي يستغلها تنظيم «داعش» الإرهابي، ليوقع الشباب في براثن فكرة المنحرف، لافتا إلى أن التطرف يعد أرضا خصبة للبعض لتحقيق مصالح شخصية، فهناك انتهازيون يحاولون بشتى الطرق جذب الآخرين إلى صفوفهم من أجل إحداث فوضى في العالم، ما يتطلب من الجميع التكاتف والتعاون لمواجهة هذا الخطر الداهم.