الصين تحتل شق الثعبان.. وأصحاب المصانع: الصينى شاطر والمصرى بيدّلع

كتب: محمد عبد العاطي, ياسمين القاضي الأربعاء 13-10-2010 20:26

«عفواً.. جميع العمالة الصينى».. من هنا بدأت الأزمة التى تهدد العمالة المصرية فى منطقة شق الثعبان الصناعية، فمنذ أن رفعت مصانع الرخام هذه العبارة فى إعلاناتها وعلى مصانعها، والعمالة المصرية تنقرض من هناك، لصالح العمالة الصينى التى غزت المصانع واستأجرت بعضها، مما أثر على أصحاب المصانع الباقية، ودفعهم إلى إغلاقها. هانى عاشور، صاحب مصنع رخام، يروى بداية تواجد الصينيين فى شق الثعبان: «كانوا يستوردون الرخام من مصر بعد تقطيع (البلوكات) فى مصانع مصرية ويكتفون بمهمة تلميعه فى المصانع الصينية ليصدّروه، يعنى المصنع المحلى والعامل المصرى يكسب والمنافسة كانت فى التصدير للخليج، بعدها بدأت مرحلة أخرى لتعاملهم معنا، فأصبحوا يستوردون بلوكات الرخام كاملة دون تقطيع ليتولوا مهمة التقطيع والتلميع». وأضاف: «فوجئنا بهم فى الفترة الأخيرة يشترون البلوكات ويؤجرون مصانع مصرية ويحضرون معداتهم وعمالهم ويصنعونه فى مصر، ثم يبيعونه فى مصر أيضا بفرق سعر يصل إلى 30% أقل من نظيره فى المصانع المصرية، وبالتالى اتجه المشترى إلى الصينى، خاصة أن جودة تصنيعه أفضل والخامة مصرية»، وأضاف: «معدل عملنا الآن لا يتجاوز 35% من معدلنا الطبيعى قبل اقتحامهم سوقنا».

وأشار إلى أن خسائر المصانع المصرية ساعدت على توسع الصينيين، بسبب اضطرار أصحاب المصانع إلى تأجيرها مقابل مبالغ كبيرة، بدلا عن استمرار خسائرهم، مؤكداً أنه سيضطر إلى تأجير مصنعه فى حال استمرار خسائره التى وصلت حتى الآن إلى 600 ألف جنيه، وأضاف: «اللى بيحصل دا خراب بيوت مستعجل.. منهم لله هيقعدونا فى بيوتنا».

المهندس طارق فياض، صاحب مصنع رخام، اضطر هو أيضاً إلى تسريح 13 عاملا بسبب الخسارة التى لحقت به، ولكنه يعترف بالفرق بين العامل المصرى والصينى: «العمال بتوعهم أحسن من عمالنا بكتير، وبنات الصين شغلهم أفضل من ولاد مصر، والعامل الصينى بيصحى من صباحية ربنا لحد ما يروح يشتغل بمنتهى الضمير وبيقف الواحد منهم على 6 و7 ماكينات، وما حققوه من ربح شطارة منهم أما خسائرنا فهى خيبة منا».

وقال المهندس أحمد حجاج، وكيل المجلس التصديرى لمواد البناء، صاحب مصنع رخام، إن حجم العمالة الصينية بمنطقة شق الثعبان الصناعية لا يتعدى 3٪ من إجمالى العمالة، موضحا أن المشكلة الأساسية أن العمالة المصرية غير مدربة، وأسعارهم مرتفعة نسبياً، و«بيدّلعوا» والمصانع تواجه النقص فى العمالة باستيرادها.

وأضاف: «النمو فى صناعة الرخام والجرانيت لا يوازيه نمو فى العمالة المصرية المدربة، مما اضطر المصانع إلى اللجوء إلى العمالة الأجنبية»، مؤكداً أن الشباب يرفض العمل بمصانع الرخام لصعوبتها، وبسبب الثقافة السائدة بتفضيل الوظيفة المكتبية على العمل الفنى، مشيراً إلى أن إنتاجية العامل الصينى أعلى من المصرى غير الملتزم.