نشرت «المصرى اليوم» عدد أمس الأول حواراً مهماً مع المخرج الإيرانى مجيد ماجيدى أجرته معه شيماء المدبولى فى ستوكهولم، التى كان قد وصلها لحضور بدء عرض فيلمه «محمد رسول الله» فى السويد، وكان العرض الأول للفيلم فى افتتاح مهرجان مونتريال فى أغسطس الماضى.
يرى ماجيدى أن عدم عرض الفيلم فى العالم العربى حتى الآن يرجع إلى الخلاف السياسى مع نظام الجمهورية الإسلامية فى إيران، وهذا غير صحيح لأن الأفلام الإيرانية تعرض فى أغلب مهرجانات السينما الدولية العربية، والمشكلة مع هذا الفيلم أنه يجسد شخصية الرسول، الأمر الذى يرفضه الأزهر ولا تقبله الأغلبية الساحقة من المسلمين فى كل العالم.
ولكن ماجيدى على حق فى طلب أن يشاهده شيخ الأزهر، ويقول المخرج الإيرانى الكبير إنه أراد من الفيلم تصحيح الصورة الشائعة عن الإسلام ورسوله فى هذا الزمان، وإنه دين يدعو إلى العنف، وإنه لم يجسد شخصية الرسول، وإنما حرص على حد تعبيره «أن يكون التجسيد جزئياً، حيث تم إظهاره من الخلف فقط، أو يديه أو عينيه، وليس بكامل صورته».
إننا نناشد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن يطلب رسمياً مشاهدة الفيلم، وهو المثقف الموسوعى الذى يعتبر من أعظم شيوخ الأزهر فى ألف عام ويزيد، ويواجه بعلمه وحكمته أزمة ربما تكون الأكبر فى تاريخ الإسلام، إنه حق صانع الفيلم وواجب الشيخ الطيب.
وفى نهاية الحوار يقول ماجيدى «حتى الآن لم أحصل على دعوة أو تنظيم عرض خاص للفيلم بمصر، فهو بأمر من الأزهر ممنوع عرضه كما أشيع، وبالتالى سفرى وتواجدى بمصر للتحدث عنه لن يكون مرغوباً فيه»، والواقع أن كاتب هذه السطور عندما تولى رئاسة الدورة 36 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى التى عقدت عام 2014، وجه الدعوة إلى الفيلم للعرض فى افتتاح أو ختام المهرجان، ولكن شركة التوزيع ردت بأن الفيلم لم يتم. والمراسلات عبر الإيميل تثبت ذلك، وبالطبع فإن الفيلم لم يكن سيعرض فى مهرجان القاهرة من دون موافقة الأزهر.
بنفس منطق «إن لم يرتفع صوت أنصار السلام فى وقت الحرب، فمتى يرتفع»، عرض فى الدورة المذكورة من مهرجان القاهرة أكثر من فيلم إيرانى، وبموافقة تحريرية من وزير الخارجية المقتدر سامح شكرى، وكان من المفاجآت الكبرى قرار لجنة التحكيم الدولية منح الهرم الذهبى لأحسن فيلم إلى الفيلم الإيرانى «ملبورن» الذى اشترك فى المسابقة وأصبح أول فيلم إيرانى يفوز بهذه الجائزة فى تاريخ المهرجان، فهناك خلاف سياسى بين إيران والعرب وصل إلى حد القتال المسلح فى بعض الدول العربية، ولكنه لا يحول دون مواصلة العلاقة بين الشعب الإيرانى والشعوب العربية.