جرافيتي الطفل الغريق «إيلان» يبعث رسالة من ألمانيا: «أوروبا ماتت»

كتب: دويتشه فيله الأحد 13-03-2016 04:28

بقيت صورة الطفل الكردي السوري إيلان معلقة في أذهان الملايين في العالم بعد نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي في سبتمبر العام الماضي، وأصبحت الصور رمزا لأزمة اللاجئين، ولاقت تعاطفا عالميا مع المهاجرين الهاربين من الحرب والفقر، كل ذلك ما دفع يوستوس بيكر، وأجوز زين، رساما جرافيتي ألمانيين، إلى رسم وتخليد صورة الطفل الغريق على جدار في مدينة فرانكفورت في الناحية المقابلة من النهر للبنك المركزي الأوروبي ليتسنى للعاملين فيه رؤيتها.

وأطلق الرسامان تسمية «أوروبا ماتت – الموت والمال» على الجدارية، ويشاهد آلاف الركاب الذين يستخدمون مسار النهر وطريق الجسر الصورة البالغ حجمها 120 مترا مربعا للطفل السوري ذي الثلاثة أعوام، الذي غرق في سبتمبر مع أمه وأخيه لدى محاولتهم الوصول إلى أوروبا.

ويقول رسام الجرافيتي، يوستوس بيكر، 38 عاما: «نشعر بالحزن الشديد تجاه الأطفال الذين يموتون ونحن غاضبون. نريد أن نعمل على قضايا نواجه بها مجتمعنا»، وأشار الرسام «بيكر» إلى أنه اختار صورة الطفل إيلان لأن هذه الصورة أثرت فيه بصورة كبيرة مضيفا في حديث مع الإذاعة المحلية لولاية هيسن «أعتقد من المهم أن نجسده هنا، لأن الناس لا تهتم بقضية ما إلا إذا كانت هذه القضية تقع بالقرب منهم».

أما الرسام «زين» فرفض في البدء رسم صورة الطفل إيلاان، وقال: «اعتقدت أني لا يمكنني ذلك، ولم أرد أن أفعل ذلك»، لكنه غير رأيه بعد الانتخابات المحلية في ولاية هيسن، التي حقق فيها حزب البديل الألماني الشعبوي المعادي للأجانب واللاجئين نتائج جيدة، وهو ما شجعه على رسم الطفل الغريق إيلان ليتحفز بعض الناس الذين يدعمون مثل هذه المجاميع على التفكير مجددا في كيفية التعامل مع اللاجئين، كما يقول زين.

جرافيتي الطفل الغريق آلان بألمانيا

ويقول «بيكر» إن مشروع إيلان، الذي اُستخدم فيه 50 لترا من دهان الحائط و80 علبة من رذاذ الطلاء، يهدف لإثارة المشاعر بنقل قضية اللاجئين إلى بيوت الألمان أنفسهم، مضيفا «نأمل أن نحث الناس على إعادة النظر بشكل عاطفي في مخاوفهم الأنانية من اللاجئين القادمين إلى ألمانيا»، ويتابع «بيكر»، الذي يقوم بأعمال تطوعية للاجئين في ألمانيا برفقة زميله «إنه نصب تذكاري يمثل كل الأطفال الذين ماتوا وهم يحاولون الهرب من الحرب إلى أوروبا».