هذه ليست المرة الأولى التى أتعرض فيها لهذا الموضوع. وأكتب عن مزايا «أوبر وكريم». عن مشروعين نجحا نجاحا مبهرا. وعلى رأى المثل: «مالقوش فى الورد عيب قالوا له يا أحمر الخدين».
«أوبر وكريم» مشروع لنقل الأفراد. هذا ما يظنه الناس. أنا أراه أبعد من ذلك. أراه اختبارا للدولة. اختبارا للمجتمع. هذا الاختبار نُجيب فيه عن السؤال التالى: هل نحن قادرون على تطوير مجتمعنا؟ هل نستطيع التفاعل مع الأفكار الجديدة فى العالم؟ فالإصلاح له ضريبة، هل سندفع ثمنها أم سنركن لما نحن عليه، ونضيع بلدا بأكمله؟.
«أوبر وكريم» مثلهما مثل قانون الخدمة المدنية الجديد، لا فرق عندى. الإبقاء على القانون القديم مثل الإبقاء على التاكسى الأبيض. فى الحالتين الدولة تخضع لرغبات العاجزين عن تطوير أنفسهم، الرافضين لاكتساب مهارات جديدة، تقتضيها وتفرضها سوق العمل التى أصبحت متشابهة وقواعدها تقريبا واحدة فى كل أنحاء العالم.
من السهل أن نقف ضد قانون الخدمة المدنية، ولكن ما النتيجة؟ الإبقاء على جهاز إدارى تقريبا هو الأضخم فى العالم. يضربه الفساد والبيروقراطية والروتين من كل ناحية. من السهل أيضا أن نحارب «أوبر وكريم». ونقضى على أمن الناس وأمانهم. نخضع لمجموعة تفرض على الناس قانونها الخاص فى الشارع وهم أصحاب التاكسى الأبيض. فلا تعريفة محددة، ولا أمان، ويأخذ من المكان الذى يريده هو، ويقوم بالإنزال فى المكان الذى يريده أيضا. فلا قواعد عمل، ولا محاسبة ولا رقيب. ولا أحد يرجع له المواطن إذا تضرر من تلك الفئة. على العكس تماما ما يحدث فى «أوبر وكريم». فأنت تعرف السائق. تعرف رقم السيارة، نوعها، خط سيرك، لا تدفع أكثر من الأجرة المستحقة. ولا حتى مليما واحدا. يقدم خدماته طوال 24 ساعة.
مشكلة التاكسى الأبيض أن الناس عزفت عنه. تُفضِّل «أوبر وكريم». هنا يأتى دور الدولة التى سترتكب جريمة إذا انحازت للفاشل على حساب الناجح. إذا عادت بنا للوراء. ووقفت ضد التطور.
وإذا كان هناك أحد فى مصر أو جهة فى حاجة كبيرة لتطبيق تكنولوجيا «أوبر وكريم»، فهما الإسعاف والنجدة. وستكون شجاعة من وزيرى الداخلية والصحة إذا طلبا الاستفادة من هذه الخدمة. المأخوذة بالأساس عن نظام النجدة فى أمريكا. التى تصل إلى طالب الخدمة فى خلال 3 دقائق أياً كان على امتداد القارة الأمريكية. فإما أن نتطور، أو نعيش محلك سر.