«أمين عام التطبيع»!

محمد أمين الجمعة 11-03-2016 21:28

السؤال الأول: هل «أبوالغيط» بتاع «تطبيع»؟.. أم بتاع «أمن قومى»؟!

السؤال الثانى: لماذا تحفظت «قطر» على تعيين «أبوالغيط» أميناً عاماً للجامعة العربية؟!

السؤال الثالث: لماذا تُمثّل قطر بصوت «كامل» فى الجامعة العربية، مثل مصر والسعودية والجزائر؟!

خلفية بسيطة.. لو عاش «عبدالناصر» إلى اليوم، ثم عرف موقف قطر، ربما كان له شأن آخر، ثم مات محسوراً أو انتحر، وربما قال لتميم: قوم العب بعيد، لحد ما نخلص، وابقى تعالى!

ولو عاش «السادات» لكان التاريخ قد احتفظ بعبارات «خالدة» فى هذا السياق.. ثم قام فطلب تغيير نظام الجامعة العربية، بحيث لا تكون فيه «قطر».. مشكلة الرئيس السيسى أنه مؤدب!

تخيلوا.. لو كانت قطر قد وافقت على تعيين «أبوالغيط» دون تحفظ، ربما كنت قد تشككت فى الرجل الذى أعرفه، ولكن بما أنها تحفظت وعاندت، فقد عرفتُ ميزة الرجل، وعرفت أن «التحفظ» هو نفسه الميزة فى تعيينه!

هذه هى المرة الثانية لاعتراض قطر.. فقد نسيت قطر أن الزمان غير الزمان.. مصر 2016 غير مصر 2011.. فى المرة الأولى، كانت قطر تعتقد أنها تحكم المنطقة.. واستجابت مصر وغيّرت مرشحها، وتم تقديم نبيل العربى ليترك منصبه كوزير للخارجية.. الآن موقف قطر بلا قيمة، حتى لو هددت بعدم دفع حصتها فى الجامعة.. صحيح نحن لا نريد «التصعيد» أبداً، لكنه قد يكون على حساب «وجود قطر» ذاتها!

للأسف، استبقت قطر انتخاب «أبوالغيط» بحملة تشويه غبيّة.. قالت إنه وزير خارجية مبارك، ونحن نعرف.. وقالت إنه «رجل التطبيع الأول»، وأذاعت لقاءات رسمية مع تسيبى ليفنى.. وهو أكذوبة كبرى فى الحالتين.. فلا يعنى أنه وزير خارجية مبارك أنها ترفضه.. ولا يعنى أنه التقى تسيبى ليفنى أنه بتاع «تطبيع»، وهى تعرف ذلك.. هذا الخطاب موجه للرأى العام المصرى.. لكنه جريمة، ونوع من الدعاية السوداء!

هل كان يملك «أبوالغيط»، وهو وزير الخارجية، ألا يصافح «ليفنى»؟.. وهل كان يملك ألا يلتقى بها، أو يتواصل معها؟.. هل وزراء الخارجية ينطبق عليهم، ما ينطبق على آحاد الناس؟.. قطر نفسها تعرف أنها تكذب، وتعرف أنها «تعك»، وتعرف أنها تعاند أو تساوم، ليس فى تعيين أبوالغيط فحسب، ولكن أيضاً فى احتضان الإخوان قبله.. تريد أن يكون لها «سعر».. وهو موقف لم يفاجئ مصر ولا «أبوالغيط»!

قبل عدة أسابيع، هنّأت الوزير الصديق أحمد أبوالغيط.. كان متحفظاً للغاية.. لم يكن يعرف إن كان «العربى» سوف يستمر أم لا؟.. تحدثت معه فى عدة سيناريوهات.. من بينها سيناريو اعتراض قطر.. وقلت إن التصويت هذه المرة غير أى مرة.. شكرنى ومضى ومضيت.. ومرت الأيام وتحققت كل السيناريوهات، كما ذكرتها له.. مؤكد كان يعرفها ويحيط بها.. لكنه كان ينتظر، وهو يعرف صلابة موقف مصر بالطبع!

أخيراً.. مبروك لمصر، وللأمين العام الجديد.. وأتمنى أن يحقق آمال وطموحات العرب فى مهمته الثقيلة للغاية.. وفى تقديرى أن اختيار «أبوالغيط» يعنى أن فكرة الأمن القومى هى الأساس، خاصة بعد ما جرى للوطن عقب «عاصفة الربيع العربى».. وآمل أن يعيد بناء «الجامعة العربية» و«طريقة التصويت» فيها!