الميكروفون مفتوح: 7 دقائق على المسرح لأى شاب يعبر عن نفسه دون رقابة

كتب: اخبار الثلاثاء 12-10-2010 19:59

«دى أول مرة أغنى برا حمام بيتنا» هذا ما قالته سارة عبدالرحمن إحدى المشتركات فى عرض open mic أو «الميكروفون مفتوح» قبل أن تغنى، فهناك أكثر من 250 شخصاً تجمعوا فى المركز الثقافى «مكان» أمام ضريح سعد زغلول، البعض للمشاركة، والبعض الآخر للمشاهدة.

الميكروفون مفتوح أمسية شهرية مفتوحة لأى شخص يريد تقديم أى شىء أمام جمهور. العرض تنظمه ثلاث فتيات، فريدة مقار، ولبنى فطانى، وصاحبة الفكرة والمؤسسة مريم قويسنى، تبدأ الأمسية بإعطاء الراغبين فى تقديم أى شىء على المسرح، فرصة لتسجيل أسمائهم، ثم يبدأ العرض بترتيب الأسماء المسجلة، ويحصل كل شخص على 7 دقائق فقط يفعل بها ما يريد.

وتختلف العروض من غناء لموسيقى، لعروض stand up comedy، وإلقاء شعر، وقراءة خواطر، أو مجرد شكاوى من العائلة والمجتمع، وتقول «مريم قويسنى» صاحبة الفكرة إنها حضرت عدداً من أمسيات open mic فى نيويورك، أثناء فترة دراستها للفنون بالجامعة هناك «عجبتنى الفكرة جدا، وعجبتنى تجربة أن الشخص يطلع على المسرح يعبر عن نفسه ويقول أى حاجة، وحسيت إننا فى مصر محتاجين حاجة كده».

تحكى «قويسنى» عن أول مرة أمسكت الميكروفون فى قراءة بعض الخواطر التى كتبتها، وكيف أثرت فيها التجربة، «بره الناس أجرأ والقيود أقل، لأن الناس هنا برضه لسه مش متعودين أوى على الفكرة»، وبالرغم من أن الدعاية التى يقومون بها على الفيس بوك باللغة الإنجليزية، فإن «قويسنى» تؤكد أن الهدف اجتذاب شباب من طبقات وثقافات مختلفة «بنحاول نعمل دعاية باللغتين علشان مايبقاش الموضوع محدد».

وتحكى «فريدة مقار» خريجة كلية السياسة والاقتصاد بالجامعة الأمريكية، وواحدة من المنظمين، عن المرتين التى شاركت فيهما: «أول مرة طلعت اتكلمت عن البطاقة الانتخابية وطلبت من الناس يعملوها، وتانى مرة كان معايا بيان التغيير بتاع البرادعى فاتكلمت عنه». وتقول «مقار» إنهم توقفوا فترة الصيف ورمضان، وعادة تكون الأمسية فى «مكان»، باستثناء مرة كانت فى درب 1718، ولكن بعد تزايد عدد الحاضرين والزحام الشديد فى المرة الأخيرة، هناك تفكير لنقله لمكان آخر أكثر اتساعا.

لا يملك المشروع أى تمويل من أى جهة ولذلك كما تشرح «مقار» تذهب التذاكر كلها للمكان الذى يقومون بإشغاله، تبدأ عادة الأمسية الساعة السادسة مساء، وتستمر أحيانا لخمس ساعات، حسب عدد الراغبين فى الاشتراك فى العرض، وتضيف «مقار» أن العروض لا تقتصر على موسيقى وغناء، وتكمل: «مرة واحد طلع قعد يرسم على المسرح، وواحدة طلعت تلعب بعرائس ماريونيت، ومفيش أى رقابة من أى نوع.. ولكن أظن إن ده بيحصل لأن الحدث يقام على نطاق صغير فى أماكن لا تستوعب أعداداً كبيرة.. لكن ماعرفش لو اتعمل على نطاق أكبر إيه اللى هيحصل».

أما عن المنظمة الثالثة «لبنى فطانى» فقامت بالرقص عندما اشتركت لأول مرة وقررت بعدها الانضمام للفريق المنظم، وتقول: «توقعت إن الناس فى مصر هيبقوا مكسوفين ومش هيتشجعوا بسهولة، لكن العكس حصل».

أما عن المشاركين فيقول «باسل داوود»، مهندس ميكانيكا وقام بتقديم stand up comedy، إنها المرة الأولى له التى يشارك فيها، ويضيف: «كنت خايف إنهم مش هيسمحوا لى أقول الكلام اللى قلته، لأن معظم الناس اللى بتعمل stand up comedy بيطلعوا يتكلموا عن التكاسى والمطار، وأنا طالع اتكلم عن التحرش والختان». ويحكى «داوود» عن تردده السابق فى الاشتراك «احنا طبعا أحرار نتكلم فى كل اللى عايزين نتكلم فيه، لكن الحكومة كمان حرة إنها تيجى تخبط على باب بيت حد فينا الساعة 3 الفجر وتاخده، كلنا عندنا حاجات نفسنا نطلع نعبر عنها لكن أغلبنا حاسس إن ماينفعش نقول الكلام ده».