استقبل رئيس جمهورية كوريا الجنوبية «بارك جوين هاي» الخميس الماضى الموافق ٣ مارس ٢٠١٦ الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي خلال زيارته لكوريا، والتى تأتى ضمن جولة أسيوية ضمت ثلاث دول أخرى، وفى المباحثات الثنائية تم بحث الطرق لتعزيز التعاون بين البلدين فى مختلف المجالات وتشجيع الاستثمارات الكورية فى مصر خلال الفترة القادمة، حيث تعتبر أرضا خصبة للاستثمار وخاصة مع المشروعات القومية التى يشهدها بلدنا فى الفترة الحالية مثل مشروع تنمية محور قناة السويس، وشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي مراسم توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم فى مجالات متعددة خلال الزيارة..
توجه الرئيس السيسي فى ختام زيارته إلى كوريا الجنوبية إلى منطقة التجارة الحرة «أنتشون» والتى شهدت فعاليات الدورة التاسعة لمجلس الأعمال المصرى الكورى الذى يترأسه الدكتور رؤوف غبور ويضم عددا من رجال الأعمال البارزين الذين يمتلكون علاقات متميزة مع الجانب الكورى بحكم أعمالها التجارية، وتبعد منطقة «أنتشون» حوالى ساعة عن العاصمة «سول» وقد تم افتتاحها فى ٢٠٠٣، وتعد أكبر المناطق التجارية الحرة على مستوى كوريا الجنوبية، وتشتهر بالصناعات الدقيقة لتكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا البيولوجية والبحث والتطوير، كما يتواجد بها ميناء «أنتشون» الجديد، وكان فى استقبال الرئيس السيسي عمدة «أنتشون» ومفوض الهيئة الاقتصادية الحرة للمنطقة..
وقد تميزت الدورة التاسعة بالدعم الكبير الذى تلقته من الرئيس السيسي بداية من زيارته وحضوره الجلسة الختامية التى شهدت التوقيع على عدة مذكرات تفاهم بين الجانبين المصرى والكوري، وأكد الرئيس السيسي فى كلمته قائلا: « يسعدنى أن أتحدث اليوم إلى هذا الجمع الكريم من رجال الأعمال والمستثمرين الذين نعتبرهم الفاعلين الحقيقيين فى مجال تنمية العلاقات الاقتصادية المصرية الكورية وهى علاقات نعول عليها كثيرا فى الفترة القادمة لتحقيق طفرة فى مستوى التجارة والاستثمار بين البلدين، بما لديهما من إمكانات واعدة فى مختلف المجالات»، مؤكدا على مكانة كوريا الجنوبية قائلا: «تعد كوريا الجنوبية من أهم القوى الاقتصادية فى منطقة شرق آسيا، ومثلت تجربتها الاقتصادية قصة نجاح ونموذج تنموياً متميزا يعتمد على المعرفة والإبداع التكنولوجى».. وخلال كلمته أكد الرئيس السيسي على أهمية مصر كدولة جاذبة للاستثمارات قائلا: « تمتلك مصر واحدة من أهم الأسواق فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتسعى بخطوات ثابتة لتنويع اقتصادها وتطوير قدراتها الإنتاجية فى مختلف المجالات من خلال إقامة شراكات قوية وفعالة مع أكبر عدد ممكن من الشركاء الدوليين الذين نعول عليهم فى الفترة المقبلة لدفع عجلة الاستثمار والمساعدة على نقل المعرفة، وتعد كوريا الجنوبية إحدى الدول الأساسية التى تتحرك مصر معها فى هذا الاتجاه»..
وخلال الجلسة الختامية لمجلس الأعمال المصرى الكورى شهد الرئيس مراسم التوقيع على البيان المشترك الصادر عن المجلس، فضلاً عن مذكرات التفاهم التى جاءت بين عدة جهات فى مجالات متعددة منها إنشاء محطات توليد كهرباء ومذكرات تفاهم أخرى تخص قناة السويس، والغرف التجارية وغيرها، وجدير بالذكر أنه فى عام ٢٠١٠ سجلت الصادرات المصرية ٩٣٨ مليون دولار، فى حين تم استيراد سلع ومنتجات بقيمة ٢.٢٤ مليار دولار من كوريا، ليسجل اجمالى حجم التجارة بين البلدين ما يقرب من ٣.١٨ مليار دولار، وخلال ٢٠١٥ بلغ حجم التبادل التجارى بين مصر وكوريا الجنوبية ما يقرب من ٣ مليارات دولار.. وأكد الرئيس السيسي على الخطوات التى تتخذها الحكومة المصرية تجاه تزليل العقبات أمام المستثمرين قائلا: «تلتزم الحكومة بمسار الإصلاحات الاقتصادية الهيكلية لمعالجة عدد من المشكلات المزمنة» واضاف السيسي: «كما تبنت سياسة مالية طموحة تهدف لزيادة الاستثمارات الحكومية وتوفير فرص عمل جديدة ومحاربة الفساد والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية ووضع برنامج شامل لجذب الاستثمارات وتشجيعها من خلال مراجعة التشريعات المتعلقة بالاستثمار، وهو ما توج بإصدار قانون جديد موحد للاستثمار، إضافة للمضى قدما فى إجراءات جادة للقضاء على البيروقراطية والخروج عن الأنماط التقليدية فى العمل والإدارة».. واختتم الرئيس حديثه مشددا على أهمية القطاع الخاص قائلا: «أتطلع إلى النتائج الإيجابية التى سيسفر عنها اجتماعنا اليوم واضطلاع مجلس الأعمال المشترك بمسئولياته وتقديم اقتراحات عملية لزيادة الاستثمارات والتبادل التجارى وتحقيق التواصل المستمر المنشود بين ممثلى القطاع الخاص فى البلدين لدفع العلاقات الثنائية الاقتصادية إلى آفاق أرحب تتناسب مع طموحات الشعبين».
من جانبه قدم الدكتور رؤوف غبور تحية خاصة للرئيس السيسي وأشاد باهتمام الدولة وحرصها على دعم القطاع الخاص الذى وصفه بـ«قاطرة التنمية» مؤكدا أن القطاع الخاص كان وراء نجاح عبور مصر خلال السنوات الخمس الماضية، مع القدرة على تجاوز التحديات الحالية، وطالب غبور الحكومة المصرية بوضع خطط عاجلة للنهوض بالصناعة، وتذليل العوائق حتى تتحول خطط الشركات الكورية لواقع ملموس.
والحقيقة أن فى كل موقف أو أزمة تمر بها سوق السيارات، تظهر الروح القتالية للدكتور رؤوف غبور، ففى حوار سابق وصف خالد أباظة المشرف العام على ملحق «سيارات المصرى اليوم» رؤوف غبور قائلا: «المميز جدا عندما نتحدث عن رؤوف غبور هى رؤيته بعيدة المدى، وشجاعته التى كنت أصفها فى الكثير من الأوقات بالقلب الميت، فى أشد الأزمات وأكثر الأوقات ركودا، وفى الوقت الذى كان يتجه الجميع فيه إلى ترشيد النفقات وتعليق المشروعات التوسعية، تجد رؤوف غبور يسير وحيدا عكس التيار، دائما عكس التيار، اتضح ذلك بقوة بعد ثورة يناير مثلا، وفى عز أزمة السوق، خرج بمشروعاته الجديدة، عنده دائما إيمان بدورة كرجل أعمال مصرى»
ويضيف أباظة: «فكر غبور مختلف فى أنه يجب أن يعمل بقوة وقت الأزمة وبعد انتهاء الأزمة أو الوقت الصعب ومع ارتفاع المؤشرات سوف يسجل أرقام نمو قياسية، هو يرمى «شباكة» عندما تكون المياه راكدة ومتوقفة عن الحركة ويكون غيره من رجال الأعمال، فى حالة «بيات شتوى» وحذر وترقب ورغبة فى الحفاظ على أموالهم واستثماراتهم وأعمالهم، وعندما تعود المياه والحياة للدوران والارتفاع مرة أخرى نجد «شباك غبور» تخرج دائما محملة بأنواع عديدة من الأسماك والقروش وفى بعض الأحيان الحيتان التى تلتهم منافسيها بلا رحمة أو رأفة، هذا هو فكر رؤوف غبور – الذكى جدا – والذى مكنه على مدار سنوات عديدة من أن يصبح الرجل القوى والعقلية الفذة التى لا تنهزم أو تستسلم أبدا!».