الرئيس السيسي ود.رؤوف غبور.. وحلم على الطائرة!

خالد أباظة الأربعاء 09-03-2016 22:33

مساء يوم الجمعة الماضى كنت فى طريقى للعودة للقاهرة بعد انتهاء رحلتى لمعرض جنيف بسويسرا.. استقليت طائرة KLM والتى توقفت بمطار أمستردام قرابة الساعتين على سبيل الترانزيت.. دخلت قاعة كبار الزوار.. أمسكت بهاتفى المحمول متصفحاً مواقع الانترنت وصفحتى على الفيسبوك.. فوجئت بخبر استوقفنى.. وأسعدنى بالفعل.. الرئيس عبد الفتاح السيسي يحضر اجتماعاً لمجلس الأعمال المصرى الكورى وذلك خلال جولته الآسيوية الأسبوع الماضى.. الدكتور رؤوف غبور رئيس مجموعة «جى بى غبور أوتو» ورئيس مجلس الأعمال المصرى الكورى.. يجلس بجوار الرئيس السيسي.. جنباً إلى جنب.. ثم يقوم لإلقاء كلمته الرسمية أمام الوفد الكورى..

خبر سار جداً بالنسبة لي.. بصفتى صحفياً متخصصاً فى مجال صحافة السيارات.. رؤوف غبور صاحب النجاحات البارزة والريادة الحالية فى مجال صناعة وتجارة السيارات فى بلدنا من خلال عدة توكيلات كورية ويابانية وصينية.. أتيحت له هذه الفرصة الذهبية للقاء الرئيس السيسي والجلوس بجانبه وقضاء وقت - ليس قصيراً - معه.. وسط هذه الظروف الصعبة التى تمر بها سوقنا المحلية للسيارات.. وفى ظل أزمة طاحنة للدولار.. وصرخات مدوية من الوكلاء.. وإيقاف شبه تام لاستيراد السيارات.. وكذلك مكونات السيارات التى تستخدم فى التصنيع المحلي..

ماذا قال «غبور» للرئيس السيسي ؟.. لا أحد يعلم.. هل «فتح قلبه» ونقل «الوضع المأساوى» الذى تعيشه السوق فى الوقت الحالى للرئيس و«القائد» الذى يملك دائما «الحلول».. ولديه «الرؤية».. وعنده «قوة القرار» والفكر السليم لصالح هذا البلد؟..

بالتأكيد ليس لديّ القدرة على سؤال «سيادة الرئيس» عن أسرار حوار د.رؤوف غبور معه.. ولا «غبور» نفسه سيفصح عن هذا «السر» إذا جرى حوار -أصلاً- مع الرئيس !..

الفضول كاد أن يقتلنى.. «نفسى أعرف» الأسرار والتفاصيل لأنقلها لقارئ «المصرى اليوم».. ولسوق السيارات بأكمله الذى «يتعطش» لأى لقاء مع «الرئيس» وسط هذه الظروف الصعبة.

موعد إقلاع طائرتى من أمستردام للقاهرة اقترب.. أخذت حقيبتى الصغيرة وصعدت للطائرة.. طلبت من المضيفة عدم إزعاجى لأننى منهك من التعب وأرغب فى النوم فوراً.. والاستسلام لـ«أحلامى» وأفكارى وخواطرى!!

د.غبور: سيادة الرئيس.. اسمح لى أن أتحدث مع سيادتك باسم قطاع السيارات بأكمله.. نحن نواجه الآن ظروفا وأزمات ومشاكل.. صعبة جدا.. القطاع بأكمله على وشك الانهيار.. المصانع مهددة بالإغلاق وتسريح آلاف العاملين بها.. الوكلاء لا يستطيعون استيراد سيارات بسبب صعوبة توفير العملة الأجنبية من البنك المركزى.. أسعار السيارات تتزايد كل أسبوع بسبب زيادة سعر الدولار الذى اقترب من عشرة جنيهات بالسوق السوداء.. الشركات بدأت فى الاستغناء عن بعض موظفيها.. وشركات السيارات الأم بدأت تفكر فى «سحب» تواجدها من بلدنا.. والمستثمرون العرب يهددون بإيقاف استثماراتهم فى مجال السيارات..

الرئيس السيسي: البلد يمر بأزمة حقيقية.. واجب عليكم أن تقفوا بجواره فى هذا الظرف الاستثنائى.. كل صاحب توكيل سيارات عليه أن يؤدى واجبه تجاه بلده فى هذه الفترة.

د.غبور: مستعدين وجاهزين يا سيادة الرئيس.. ولكن الضغوط علينا من كل ناحية.. البنك المركزى يصدر قرارات «تصيبنا فى مقتل» كل فترة !

الرئيس السيسي: البلد يعانى من أزمة عملة أجنبية طاحنة.. السياحة تأثرت.. الإرهاب يخطط ويحاول أن ينفذ مؤامرات حقيقية ضد بلدنا الغالى.. ونحن له بالمرصاد لحماية تراب هذا الوطن «إنتوا مش عارفين كل حاجة».

د.غبور: نشعر بحجم الأزمة بالتأكيد يا سيادة الرئيس.. ونعلم تماماً ماذا فعلت لإنقاذ بلدنا من ضياع أكيد.. ونجحت فى «تحريرها» من «خاطفيها» الذين كانوا سيقودوننا لظلام دامس !..

الرئيس السيسي: إذاً مطلوب منكم مساندة البلد فى هذه الظروف الصعبة والفارقة من عمره.

د.غبور: موافقين يا سيادة الرئيس.. ونحن وراءك ونساندك دائما ونفدى البلد بأرواحنا.. فقط نريد من يسمعنا ويفهم مشاكلنا وأوجاعنا خاصة ونحن من أكبر القطاعات التى تدر دخلاً وموارد لخزينة الدولة.. نريد أن نجلس مع الحكومة.. مع وزراء الصناعة والاستثمار والتجارة.. ومحافظ البنك المركزى.. نريد المشاركة فى صنع القرار قبل اتخاذه.. نريد جدولاً زمنياً لحل الأزمة نبنى على أساسه خططنا واستراتيجياتنا.. نريد بعض «التسهيلات» حتى لا نضطر لغلق مصانعنا وإفلاس شركاتنا.

الرئيس السيسي: إن شاء الله عندما أعود سوف أنظر فى هذا الملف.. حتى لا يظلم أحد.. وهذا مبدأى.. لن يتعرض أى مستثمر جاد وشريف ولا مواطن عادى للظلم أبدا فى عهدى.. هدفى دائما هو صالح المواطن المصرى.. وأنا أسعى دائما للحفاظ على الاستثمارات العربية والأجنبية الموجودة.. بل وزيادتها بأكبر قدر ممكن.

د.غبور: شكراً سيادة الرئيس على سعة صدرك.. نحن نعلم حجم المسؤولية.. والدمار الرهيب الذى تعرضت له بلدنا فى السنوات الأخيرة.. ونحن بالفعل نعتبرك المنقذ الوحيد لهذا البلد..

****

أرجو ربط الحزام.. وإعادة المقعد لوضع الجلوس.. نحن نقترب من مطار القاهرة.. كلمات همست بها مضيفة الطيران فى أذنى.. استيقظت بسرعة.. استرجعت أفكارى.. واكتشفت أننى كنت داخل حلم جميل وسعيد.. لقاء تاريخى وحوار متفائل جدا.. بين الرئيس السيسي والدكتور رؤوف غبور.. تم فقط فى «أحلامى السعيدة».. على متن الطائرة... فوق السحاب !..