تعظيم سلام

محمد أمين الأربعاء 09-03-2016 21:26

تعظيم سلام يا بطل وانت ع الجبهة

تعظيم سلام للشهيد، وإحنا فى يوم العيد

بكينا.. فلم نعرف لماذا نبكى بهذه الحرقة؟.. هل هو شعور كبير بالفقد، وكل يوم شهداء على الجبهة؟.. أم نبكى بهذه الحرقة لإحساسنا بالخطر؟.. الأفلام التى أذاعتها القوات المسلحة فى يوم الشهيد جسّدت الشعور بالبطولات والتضحيات.. هناك ضباط مصابون عادوا بعد الشفاء لنفس الوحدة ونفس المكان، حتى نالوا الشهادة.. وهناك أهل لم يجزعوا، وقالوا هناك آخرون فداء لمصر.. تحيا مصر!

رأيت فى بعض المشاهد شيخاً كبيراً يبكى على ولده الضابط الشهيد.. يقول إنه كان الأعز على قلبه، ولكنه ليس عزيزاً على خالقه ولا وطنه.. ثم يبكى وهو يقول فداك يا مصر، تحيا مصر.. هذه الروح القتالية والمعنوية حيّرت الأعداء.. فتعظيم سلام لهذا الرجل العظيم.. كانوا يظنون أن الخوف سوف يتسرب للضباط والجنود بعد عملية أو اثنتين.. رأوا الأسود تزأر.. الله أكبر.. كانت تثأر للوطن، وتثأر للشهداء!

تعظيم سلام لكل أم شهيد.. لأنها ضحت بفلذة كبدها ولم تجزع.. ربما كان الاحتفال بيوم الشهيد على مدار سنوات مضت أشبه بالطقوس الرسمية.. فلم تكن هناك حرب ولا أى شىء.. لكن كانت مجرد ذكريات تبرد مع الوقت.. حتى دخلنا فى حرب وجود مع عدو لدود.. يتربص بنا كل يوم، ويريد تركيعنا.. وهنا أحسسنا بالألم يتجدد مرة أخرى فى القلوب والصدور.. ليس فى قلوب الأهل فقط.. كلنا أهل الشهيد!

تعظيم سلام لزوجة الشهيد الصابرة.. ترعى أطفاله وتدربهم على حب الوطن.. رأينا أطفالاً يريدون استكمال مسيرة الآباء بكل إباء وشمم.. معناه أن الشهادة لم تقصم ظهر الأبناء.. معناه أن الشهادة لم تملأ القلوب الصغيرة بالخوف، وإنما ملأتها بالشجاعة.. هكذا رأينا بطولات صغيرة تنتظر دورها للدفاع عن الوطن.. هكذا هم أبناء مصر حماة الوطن.. هؤلاء هم خير أجناد الأرض على مدى التاريخ، فلا تنسوا!

كان العدو يتصور أن النعوش العائدة من على الجبهة سوف تبث الرعب فى قلوب المصريين.. وكان يتصور أن العقد قد ينفرط لا قدر الله.. هؤلاء الأشرار كانوا يتحدثون عن انهيارات فى الصفوف، وكلام فارغ من هذا النوع.. مارسوا أحط الأساليب لكسر الإرادة وكسر الجيش.. كل ذلك كان دعاية سوداء رخيصة لم تحرك أى شعرة.. وكان الجنود والضباط أكثر إصراراً على تقديم الطلبات للذهاب إلى سيناء!

تعظيم سلام لكل الأبطال المرابطين على الجبهة.. سواء منهم من عاد شهيداً، أو من لايزال مرابطاً هناك، متمترساً خلف قيادته.. هذه البطولات ينبغى تسجيلها بحروف من ذهب.. هؤلاء هم الذين ماتوا كى نعيش.. استشهدوا كى يحيا الوطن عزيزاً أبياً عصياً على أعدائه.. فقد قدموا الدروس والعبر والتضحيات.. هؤلاء لا يبيعون الكلام ولا يعرفون التمثيل.. هؤلاء يقدمون أرواحهم فداء للوطن، بلا تردد ولا خوف!

تعظيم سلام لكل شهيد فى يوم العيد.. تعظيم سلام لكل أب، وكل أم، وكل زوجة، وكل ابن.. كلنا فداء للوطن، وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.