أكدت الدكتورة مايا مرسى رئيس المجلس القومى للمرأة، أن المرأة أصبحت كتلة تصويتية هائلة في مصر، وهناك إرادة سياسية تساند قضايا المرأة، حيث تم الحفاظ على حقوقها ومكتسباتها بعد الثورة، مشيرة إلى التمثيل المشرف للمرأة في البرلمان، وفى انتظار 13500 مقعد لها في المحليات.
جاء ذلك في كلمتها خلال احتفالية اليوم العالمى للمرأة 2016، والتى نظمها المجلس القومى للمرأة، بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، بحضور الدكتورة ميوا كاتو مديرة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مصر، والدكتورة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى.
وقالت الدكتورة مايا مرسى إن المرأة أيقونة العمل الوطنى وصمام الأمان وصوت ضمير الأمة، لافتة إلى أن رؤية المجلس واضحة لن تقبل الفصال، وهى احترام وحماية وإحقاق حقوق المرأة المصرية والاعتراف بالقيمة الجوهرية لهذه الحقوق.
وأضافت: «علينا جميعاً أن نتذكر اليوم المطالب الأساسية التي طالبت بها المرأة المصرية بعد ثورة 25 يناير والتى تضمنت تمثيلا مشرفا للمرأة، احترام الاتفاقات الدولية والحفاظ عليها، التأكيد على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمرأة، الحق في تكافؤ الفرص بين الجنسين في جميع المجالات، وضع قوانين منصفة وعادلة، الحق في التعليم والرعاية الصحية، ووجود تشريعات تحمي وتستجيب لاحتياجات المرأة».
وأكدت مرسى أهمية تضامن جميع أجهزة الدولة ومنظمات المجتمع المدنى من أجل العمل على تقدم ونهوض المرأة، مشيدة بتضامن ومساندة الحكومة المصرية للمرأة، مؤكدة أن المجلس القومى للمرأة لن ينافس الوزارات في أدوارها، بل سيساهم في استحداث ومراجعة السياسات ومساندة التشريعات المنصفة للمرأة والخروج ببرامج مشتركة، كما أن المجلس لن ينافس الجمعيات الأهلية على الأرض بل سيعمل على التواصل مع هذه الجمعيات الأهلية في جميع أنحاء مصر للمشاركة في وضع سياسات واستحداث برامج في سبيل النهوض بالمرأة.
من جانبها، أكدت الدكتورة غادة والى، وزيرة التضامن، أن مصر توجت سيداتها ملكات منذ فجر التاريخ، وهناك العديد من السيدات اللاتى يعتبرن نقاطا مضيئة ودليلا على نجاح المرأة في خوض جميع المجالات بدون خوف أو تردد، فالمرأة قد تبوأت العديد من المناصب في العالم العربي وحول العالم، مشيرة إلى ان المرأة لديها حس عالى بالوطن وكانت دائماً في مقدمة الصفوف خلال جميع الاحداث في مصر.
وشددت على ضرورة التضامن للقضاء على الأمية والبطالة بين الإناث، والعمل على سن تشريعات جديدة لتحقيق الإنصاف والعدالة، مؤكدة أنه على المرأة أن تثبت تواجدها ومشاركتها بشكل كبير خلال المرحلة القادمة.
وفى سياق متصل، هنأت الدكتورة ميوا كاتو مديرة هيئة الأمم المتحدة للمرأة بمصر، المرأة في مصر والعالم باليوم العالمى للمرأة، مشيرة إلى أهمية هذا اليوم في توطيد العلاقات بين الحكومة والقادة المحليين، ومنظمات المجتمع المدني لتمكين المرأة، وبالتالي المساهمة في اقتصاد أكثر قوة ومجتمعات أكثر صحة.
وأشارت إلى التقدم الهائل في تمثيل المرأة في مجلس النواب بمصر وفي ضمان تمكين المرأة لكي تؤدي دورها بشكل أكثر فاعلية، الذي يعكس التزام الحكومة، كما نص دستور 2014، مؤكدة أهمية التوفيق بين القوانين والسياسات والأهداف الوطنية من أجل تحقيق النمو الشامل والعدالة الاجتماعية، بما يتطلب المزيد من الاهتمام بقضايا تمكين المرأة والشباب.
وأكدت أنه على الرغم من المرأة أثبتت جدارتها في جميع المجالات، ولدينا العديد من النماذج النسائية الناجحة في مصر والعالم اللاتى يعتبرن مصدر إلهام للجميع، إلا إننا نجد أن الفجوة النوعية بين الجنسين مازالت كبيرة، وهو الأمر الذي يدفعنا للعمل والتفكير جيدا من أجل تقليل حجم هذه الفجوة.
وأوضحت ميوا كاتو أن المرأة هي التي قادت الثورات خلال السنوات الماضية وكانت سبب في إحداث تغيير كبير في مجتمعاتها سواء في مصر أو في العالم وفي الشرق الأوسط، مشيرة إلى ان المرأة في مصر كانت هي المحرك الرئيسي للأحداث والاستحقاقات الأخيرة .
وأضافت إن المرأة مازال لديها الكثير من التحديات لكي تواجهها والمعارك لكى تخوضها، ولكن هيئة الأمم المتحدة رأت أنه يجب أن تركز في احتفاليتها باليوم العالمى للمرأة على الانجازات التي تحققت للمرأة والاستماع إلى القصص الملهمة للسيدات اللاتى سعين من أجل النجاح.
وتم خلال الاحتفالية عرض فيلم تسجيلي بعنوان «أصوات النساء المصريات» يتضمن قصص متنوعة للمرأة المصرية، تلته حلقة نقاش حول تجارب شخصية لقيادات نسائية ناجحة في مجالات مختلفة شاركوا بتجاربهم الملهمة، منها مكة عبدالمولى، عضو المجلس القومي للمرأة من أسوان وهي شخصية بارزة ركزت جهودها على تمكين المرأة الريفية وحصولها على الخدمات الأساسية في قريتها في أسوان، وعزة فهمي، مؤسسة ورئيسة شركة عزة فهمي وإحدى مصممي المجوهرات الأكثر شهرة، وكاروليىن ماهر عضو مجلس النواب وأول مرأة عربية إفريقية تم تكريمها في «قاعة المشاهير»، ومريم نعوم كاتبة سيناريوهات تتناول قضايا تمكين المرأة في نصوص أفلامها.