■ ■ آمل، وأطمع، وأتعشم أن يحدثنا السيد رئيس الجمهورية عن خطة الدولة لحل أزمة المياه، سواء الشرب أو الرى، بمجرد أن تبدأ إثيوبيا فى تعبئة سد النهضة بنحو 93 مليار متر مكعب، وليس 72 ملياراً كما هو شائع، وأرجو ألا يكون الحديث عن مياه المجارى كبديل لنهر النيل، لأن مثل هذا الطرح قاسٍ جداً على المواطن، وصعب التحقيق، ومستحيل القبول، فى ظل ما نراه من تفريط سهل فى حقنا التاريخى، المنصوص عليه فى الاتفاقيات الدولية.
■ ■ آمل، وأطمع، وأتعشم أن يحدثنا الرئيس عن خطته وخطة الحكومة فى حل معضلة الجنيه، التى سوف تتسبب، عاجلاً أو آجلاً، فى انهيار الاقتصاد، مع عدم وجود أى بوادر مواجهة حقيقية وعلمية للأزمة، بل على العكس، تشير كل التوقعات إلى مزيد من التراجع خلال الأسابيع، بل الأيام القليلة المقبلة.
■ ■ آمل، وأطمع، وأتعشم أن يحدثنا الرئيس عن تصوره لعودة السياح إلى مصر، كضرورة اقتصادية، وتجارية، واجتماعية، تتعلق بالجنيه، والدولار، وتشغيل العمالة، وتنشيط عمليات البيع والشراء، ورسالة إلى العالم تحمل الكثير من معانى الاستقرار، والأمن، والأمان، والتواصل الطبيعى مع العالم الخارجى.
■ ■ آمل، وأطمع، وأتعشم أن يحدثنا الرئيس عن تصوره لعودة السلام والوئام إلى ربوع الوطن، وإنهاء حالة الاستقطاب الحاد هذه، التى مزقت الأمة المصرية إلى فرق وجماعات، مما تراجعت معه شعبية الرئيس ذاتها فى مختلف الأوساط الثورية، والليبرالية، والمستقلة، وحتى فى أوساط المنتمين للحزب الوطنى سابقاً، الذين تقدموا الصفوف فى 30 يونيو 2013، ناهيك عن التيارات الدينية بمعظم طوائفها، ولن أتحدث عن اليسار، فهم مناصرون لجميع الأنظمة، ما داموا سوف يحصلون على شىء ما.
■ ■ آمل، وأطمع، وأتعشم أن يحدثنا الرئيس عن خطة الدولة للنهوض بالعملية التعليمية بمختلف فروعها، من حيث المناهج، والمدارس، والمعلمين، والتلاميذ، والكتب الدراسية، وأرجو ألا يقتصر الحديث عن تغيير المناهج، أو حتى تغييرها بالشكل الذى يمحو الهوية المصرية، أو القومية العربية، أو الصبغة الإسلامية، نزولاً على رغبة مجموعات من المهووسين فكريا، أو الخارجين عن قيم وتقاليد الأمة.
■ ■ آمل وأطمع، وأتعشم أن يحدثنا الرئيس عن خطة الحكومة للنهوض بالمنظومة الصحية، كعامل أساسى، للارتقاء بأى مجتمع، بعد أن أصبح علاج المواطن ضرباً من الخيال، حتى فى المستشفيات الخاصة، التى لا يستطيع تحمل تكاليفها سوى أقل من 10% من أفراد المجتمع، وقد أصبحت المشاجرات بالمستشفيات أمراً طبيعياً، نتيجة نقص الإمكانيات، ووفاة المريض أمراً عادياً، جراء الإهمال، أو نقص الرعاية الطبية.
■ ■ آمل، وأطمع، وأتعشم أن يحدثنا الرئيس عن جدول زمنى لتشغيل العاطلين من الخريجين وغيرهم، الذين يقترب عددهم من عشرة ملايين مواطن، أصبحوا بمثابة قنابل موقوتة، داخل الأُسر، وفى الشارع، وعلى المقاهى، ويقتربون أكثر وأكثر من العنف، والإرهاب، وسوف تتلقفهم الميادين مستقبلاً، وآمل ألا يتكرر الحديث عن عربات الخضار وغير ذلك من الأطروحات غير المنطقية.
■ ■ آمل، وأطمع، وأتعشم أن يحدثنا الرئيس عن جدول زمنى لإصلاح ما يزيد على 70 ألف كيلومتر من الطرق، التى أصبحت تمثل أزمة يومية يعيشها المواطن فى كل أقاليم مصر، مع الأخذ فى الاعتبار أن مصر ليست الـ200 كيلو صحراوى القاهرة- الإسكندرية، أو الـ100 كيلو القاهرة- العين السخنة، ناهيك عن نحو 800 كوبرى أصبحت فى حاجة إلى صيانة سريعة، أو إحلال وتجديد، قبل أن تقع الكارثة.
■ ■ آمل، وأطمع، وأتعشم أن يحدثنا الرئيس عن خطة الدولة لانتشال نحو 17 مليون مواطن من العشوائيات، وحياة البِرَك والمستنقعات والصرف الصحى، إضافة إلى نحو مليونى مشرد من الشوارع، وحياة التسول، والإجرام، والبلطجة، والشذوذ، والنوم تحت الكبارى، وفى الأنفاق، وعلى أسطح القطارات.
■ ■ آمل، وأطمع، وأتعشم أن يحدثنا الرئيس عن خطته للديمقراطية، وحقوق الإنسان، وتهذيب السجون، والمعاملات الشرطية، وحل مشكلة المرور، ومقاومة حقيقية للفساد، والبيروقراطية، وتطبيق مبدأ الشفافية، والوصول إلى قضاء عادل، وإعلام على مستوى المرحلة، إلى غير ذلك من سلسلة طويلة داخلية لا يتسع المقام لسردها، مع أخرى خارجية تتعلق بالتراجع المصرى فى قيادة المنطقة، بل تراجع الدور المصرى عموماً.
على أى حال، أعتقد أن الحديث عن الأحواض السمكية، والأنفاق، والبيوت البدوية، والمساكن الشعبية، من المفترض أنه مهمة مسؤولين آخرين، على مستوى المحافظين، ورؤساء المدن، ورؤساء القطاعات بالوزارات المختلفة، لذا آمل، وأطمع، وأتعشم أن يحدثنا الرئيس دائما عن قضايانا الساخنة، وعن المشاريع القومية الكبيرة، التى سوف يجد المواطن عائدها أمامه سريعاً فى صورة انفراجة اقتصادية.
والنبى يا ريس الله يخليك، بلاش تنزل للمستوى ده تانى، وليكن الحديث مستقبلاً فى قناة تليفزيونية مصرية، وليست مشفرة، أنت تخاطب المصريين، وكل المصريين.