الحلُّ السحرى!

محمد أمين الثلاثاء 08-03-2016 21:47

هل ممكن أن يعود الدولار إلى خمسة جنيهات فى سوق الصرف؟.. الإجابة نعم.. الحكاية ليست معضلة بالمرة.. المطلوب قانون استثمار وشباك واحد.. بعد ذلك ستأتى إلى مصر مليارات الدولارات.. هكذا يقول الصديقان نيوتن ومحمود عمارة كل يوم.. وساعتها سوف يعود الدولار بخمسة جنيهات فى سوق الصرف.. هكذا فعلت إثيوبيا وحققت معدل نمو 12%.. الحل هو قانون استثمار وشباك واحد!

عندما قرأت مقال الدكتور محمود عمارة «تعهدات الرئيس» طلبته فوراً.. قلت له إننى أحس ألسنة اللهب تخرج من بين الكلمات، وأحس أنك «مخنوق».. صحيح أنك تكتب على أرضية وطنية، وتستنهض همم الرجال فى وزارة الزراعة تحديداً، لكن ربما يقال إن معسكر الرئيس بدأ يهرب، أو يقال إنهم بدأوا ينفضُّون من حوله.. قال لن يحدث، سوف ندعمه بكل ما نملك.. وهذا المقال يدخل فى باب «دعم الرئيس»!

وهنا سألنى الدكتور عمارة سؤالاً فى المنطق: هل الأصح أن تكون هناك لجنة برئاسة محلب لتقنين أوضاع المخالفين أولاً، أم تكون لتقنين أوضاع الشقيانين غير المخالفين؟.. ألم يكن الأولى أن تكون البداية بحل مشكلات 46 ألف مزارع التزموا وزرعوا وأنتجوا ولم يخالفوا، ولم يحوّلوا الأرض إلى منتجعات وجولف؟.. ثم قال هؤلاء للأسف ملفاتهم معطلة فى وزارة الزراعة، منذ عشرين سنة، ومازالت بلا حل!

صراحة.. لا أدَّعى أننى أعرف شيئاً فى الاستثمار، ولا أعرف شيئاً فى البيزنس.. لكن المنطق يقول إن الدولة حين تحل مشكلات أبناء البلد سوف يكون هذا السلوك فى حد ذاته دعاية إيجابية للمستثمرين فى الخارج.. فالأصل أن يرتاح المستثمر المحلى أولاً ويطمئن جداً.. أياً كانت طبيعة الاستثمار.. وكل هذا كفيل بألا يدفع الرئيس لتقديم «تعهدات» وستكون السمعة «أسبق» إلى المستثمرين فى العالم!

وهنا أدركت أن غضبه مشروع، وأنه يحارب حتى يزرع ويُنتج.. والفرق كبير بين من يزرع ومن يسرق.. ومن ينتج ومن يهرب.. الدكتور عمارة مواطن بدرجة مقاتل.. يصرُّ على تقديم المشورة متطوعاً.. يرى أن مصر فيها خير كثير.. ومصر فعلاً واعدة كما يقول رجال أعمال كثيرون، ولكن البيروقراطية تقتل الاستثمار.. واسألوا نجيب ساويرس.. قال إن معه دكتوراه فى التعامل مع البيروقراطية فى مصر!

ومع ذلك هناك بصيص أمل.. بالأمس كان رئيس الوزراء يبحث تدابير عاجلة لتفعيل منظومة الشباك الواحد.. فقد عقد اجتماعاً وزارياً، وأعطى تكليفات للمحافظين.. الرئيس السيسى نفسه قال «اصبروا، الخير جاى».. إذن تعهدات الرئيس ليست «فشنك».. وتعهدات السيسى «غير تعهدات» من سبقوه.. الاستثمارات مسألة حياة أو موت.. فالدولار يصل إلى عشرة جنيهات، مع أن الحل بسيط، ولا يكلفنا أى شىء! فات الكتير يا دكتور «عمارة».. الكلام بجد هذه المرة.. «السيسى» إذا قال فعل.. مصر فعلاً لا تحتمل الانتظار.. والحكومة بدأت تترجم نتائج زيارة الرئيس الأخيرة.. الاستثمار هو الحل، ومنظومة الشباك الواحد هى الحل السحرى.. وساعتها ستأتى العملة الصعبة، ويتراجع الدولار، ليعرف حجمه الطبيعى فى السوق!