5 مشاهد في رحلة البحث عن «طالب أزهري مختفٍ» .. ومخاوف من مصير «ريجينى»

«كعب داير» على الأقسام.. ومناشدات إعلامية
كتب: مصطفى مخلوف الثلاثاء 08-03-2016 16:58

«زكى طلبة الزغل»، طالب بكلية الشريعة والقانون، جامعة الأزهر، فرع الزقازيق، 20 عامًا، من قرية مسير، محافظة كفرالشيخ، اختفى 26 فبراير الماضى، بعد أن اصطحبه أمين شرطة لمكان غير معروف حتى الآن، ولم توجه له أي تهمة، ولم يعرض على أي نيابة، وفقا لشهود عيان.

سامح الزغل، شقيق الطالب المختفي

في السطور التالية، ترصد «المصرى اليوم» في 5 مشاهد معاناة أسرة مصرية، في رحلة البحث عن «طالب مصري مختفٍ».

المشهد الأول

يقف الرجل الخمسيني حائرا، شارد الذهن، تتحجر الدموع في مقلتيه، يشكو ضعف قوته وقلة حيلته، بعد أن أنهت قدماه المتعبتان «رحلة كعب داير» على أغلب أقسام الشرطة بالقاهرة، بدءًا من شبرا، مرورًا بالساحل والخليفة، وصولا للأزبكية، مستجمعًا شجاعته، متحديًا لخفقان قلبه، ليذهب لمقار أمن الدولة بلاظوغلى ومدينة نصر حتى أكتوبر، فمديرية أمن القاهرة، فوزارة الداخلية ذاتها، ليسمع إجابة واحدة: «ابنك مش عندنا.. ومانعرفش عنّه حاجة».

المشهد الثانى

أخيراً يُنهى «زكى طلبة زكى الزغل»، صاحب الـ20 عامًا، والطالب بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر فرع الزقازيق، رحلته البيروقراطية، من أجل استخراج شهادة تكافل اجتماعى من المقر الرئيسى بالجامعة في القاهرة، ليقرر بعدها السفر لكليته، عبر موقف أحمد حلمى التابع لقسم شبرا، منهيًا مكالمة مع والدته أجراها في مساء يوم الجمعة 26 فبراير الماضى، ثم يتوجه لموظف هيئة النقل العام طالبًا قطع تذكرة أتوبيس، متأهبًا للمغادرة، لتنقطع أخباره عن أسرته من حينها، يمر يومان ولم يظهر «زكى»، حتى تبدأ رحلة البحث عنه من قِبل أسرته التي تسكن بقرية مسير التابعة لمركز ومحافظة كفرالشيخ، عندما تم استدعاؤهم من «شيخ البلد» على الفور بعدما جاءته إشارة من أمن الدولة تسأل عنه وعن أسرته وهل لديهما أي انتماءات، يحاول الأب أن يطمئن نفسه، ولكن شكه كان في محله بأن الأمر متعلق بابنه الصغير، تأخذ الصدمة «والد زكى»، فللمرة الأولى يتعرض لهذا الموقف، وتلقى على مسامعه مصطلحات ربما مرت عابرة أثناء مروره ببرامج التوك شو، وبشكل قاطع ونبرة حادة ينفى ما تردد عنه: «ابنى في كليته وشغال نقاش علشان يكمل مصروفاته، وإحنا ناس مالناش غير أكل عيشنا، وعمر ما كان لنا علاقة بالسياسة أو المشاكل».

الطالب المختفي بالقاهرة

المشهد الثالث

تبدأ معاناة الأسرة في رحلة البحث عن مكان احتجاز ابنهم، وكيف تم إلقاء القبض عليه، فيذهب شقيق الطالب المختفى لموقف أحمد حلمى، آخر مكان أجرى منه مكالمة لوالدته، فيعرض صورته على «موظف شباك التذاكر» ليتعرف عليه سريعًا، مؤكدًا أن أمين شرطة بزى مدنى استوقفه على أن يستقل الأتوبيس المتجه إلى الزقازيق، يسرع شقيق الطالب المختفى ومعه محامٍ لمقابلة أمين الشرطة الذي يقف في مكان محدد، ويسأله عن أمر أخيه، إلا أن الأخير يرد: «ماتسألونيش هو فين علشان مش هقولكم»، سقط رده عليهما كالصاعقة، فماذا يفعلان أمام تعنت وغطرسة أمين الشرطة، فيذهبان لجميع أقسام الشرطة ومقار أمن الدولة ولكن دون جدوى، فيعودان لمحافظتهما الريفية لتحرير محضر باختفاء أو تغيب «زكى» في قسم شرطة مركز كفرالشيخ، ولكن الرد كان بالرفض، دون إبداء سبب قانونى.

طلبة زكي والد الطالب المختفي

المشهد الرابع

تذهب «أسرة زكى» للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان، للإبلاغ عن الواقعة، والتى تقدمت ببلاغين، للنائب العام، ومساعد وزير الداخلية لقطاع حقوق الإنسان، تطالب فيهما بالكشف عن مكان احتجاز الطالب زكى طلبة الزغل، وإخلاء سبيله، خاصة أنه لم توجه له أي تهم، ولم يعرض على أي نيابة، في مخالفة للمادة 36 من قانون الإجراءات الجنائية، إضافة إلى مخالفة مواد الدستور الواردة في باب الحقوق والحريات والواجبات العامة، وغيرها من المواد التي تتحدث عن حقوق وضمانات المتهم في الدستور والقانون المصرى.

الطالب المختفي بالقاهرة

المشهد الخامس

مناشدات إعلامية، ومداخلات تليفزيونية، وأخبار هنا وهناك، وألسنة تلهج بالدعاء من والده ووالدته من أجل معرفة مكان ابنهما «المحتجز» أو «المختطف» أو «المختفى»، خشية أن يلقى مصير نظيره الإيطالى جوليو ريجيني.