قال رئيس سلوفينيا السابق ومرشح سلوفينيا لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، دانيلو تورك، إن أفكار بطرس غالي، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، أسهمت في تطوير المنظمة الأممية الدولية، خاصة في الديمقراطية وحقوق الإنسان، وأن مصر من أول من ابتكر مهام قوات حفظ السلام في مناطق النزاع المختلفة.
وأضاف «تورك» في الندوة التي أدارها، الثلاثاء، أستاذ الممارسة بقسم الصحافة والاتصال الجماهيري بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، سكوت ماكلويد، إنه يتشرف بوجوده في مصر المعروف عنها بدعم الأمم المتحدة والإبداع السياسي وبلد بطرس غالي, مؤكدا أنه قال لـ«غالي» ذات مرة إنه باحث في القانون الدولي، فرد عليه قائلا إنه «لرائع أن يتسم بالصفاء الذهني لدراسته القانون الدولي».
وتابع «تورك» أن «غالي» أسهم فيما حدث للأمم المتحدة من تطور، وأن أفكاره شرحت في جدول أعمال الديمقراطية وحقوق الإنسان الذي لم يمكن تحقيقه في ذلك الوقت، وتم تحقيقه في المستقبل, كما أسهمت أفكاره في التاريخ المستقبلي للأمم المتحدة.
وعند سؤاله عن موقفه من القضية الفلسطينية ودور الأمم المتحدة في دفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل إقامة دولة فلسطينية، قال «تورك» إن الأمم المتحدة كان دورها سلبي نحو قضية فلسطين, وذلك له علاقة بالتوازنات العالمية وضغوط القوى الكبرى, موضحا أن الوضع الآن غير ممكن لصالح الاستقرار الإقليمي والدولي, موضحا أن مبادرة السلام العربية في عام 2002 قامت على سلام كامل مقابل اعتراف عربي كامل بإسرائيل, مشيرا إلى مبادرات مرتقبة لفرنسا خلال الأيام المقبلة لإحياء عملية السلام على أساس حل الدولتين.
وأكد أن عدم الاعتراف الدولي بنزع السلاح النووي سوف يؤثر سلبيا على معاهدة حظر الانتشار النووي، وعلى الأمين العام الجديد للأمم المتحدة أن يتسم بالقيادة الإدارية والسياسية والأخلاقية وأن يتفهم مقترحات الإصلاح وتوقيتات تنفيذ تلك الإصلاحات وعمل بوصلة نموذجية لأنشطة المنظمة الأممية وأولوياتها, وأن يكون خادما للمنظمة التي هي ملك الدول الأعضاء, وأن الإصلاحات ستنجح إذا كانت جيدة ومقبولة من الدول الأعضاء.
وعند سؤاله عن تقديره لدور الأمم المتحدة في الأزمة السورية، قال إن النظام العالمي يركز حاليا على قضايا الأمن والسلم الدوليين في ظل وجود الكثير من الأزمات، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة أثبت أنها غير قادرة على إيجاد حلول سريعة لهذه الأزمات من بينها الأزمة السورية التي أصابت الكثيرين بالإحباط والقلق لاستمرارها فترة طويلة ووقوع الكثير من الضحايا ونزوح أعداد كبيرة خارج سوريا.
وأكد أن دور الأمم المتحدة مهم في حل الأزمة في سوريا وأنه لا يمكن التخلي عنه، لافتا إلى تعيين 3 مبعوثين لحل هذه الأزمة، لكن النزاع معقد لوجود لاعبين مؤثرين داخل سوريا وخارجها يلعبون دورا في هذا النزاع.
وأفاد أن الأمم المتحدة حققت الكثير من الإنجازات في الفترة الماضية من بينها التوصل إلى اتفاق حول أجندة التنمية من عام 2015 إلى عام 2030، وأجندة جدول أعمال تمويل التنمية المستدامة، فضلا عن الاتفاق الذي تم التوصل إليه حول تغير المناخ في باريس العام الماضي، مشددا على أهمية تمثيل كافة الدول في عملية صنع القرار في المسائل المتعلقة بالتنمية المستدامة وحماية البيئة والاستدامة البيئة.
وأوضح رئيس سلوفينيا السابق أن العالم يواجه موقفا سيئا وأنه في أتون تلك الظروف تتجه الأنظار للأمم المتحدة، مشير إلى أنه يجب النظر للأمم المتحدة بصورة إجمالية وليس من خلال قضايا معينة، وأنها أسست منذ70 عاما لإدارة شؤون الأمن والسلم الدوليين, وتوجد 3 أسباب لوجود هذه المنظمة هي الشمولية، والاستقرار المؤسسي، ومستوي جيد من الإصلاح، موضحا أن الشمولية تعني أن المنظمة تضم القوي العظمي في العالم والدول الأخرى فضلا عن زيادة أعضاء هذه المنظمة بجانب تضاعف التزامات مجلس الأمن الدولي بمرور الوقت.
وذكر أن السبب الثاني هو استمرار المنظمة الدولية حيث شهدت استقرارا مؤسسيا، معربا عن اعتقاده بأنه ليس من السهل إجراء الإصلاح والتغيرات في الأمم المتحدة لكن حدثت بعض التغيرات هامة لمجلس الاقتصادي والاجتماعي، وأوضح أن السبب الثالث هو الابتكار والتأقلم حيث ابتكر مجلس الأمن عمليات حفظ السلام التي انخرطت فيها مصر بشكل كبير، مشيرا إلى وجود 110 آلاف جندي في 60 مهمة حفظ السلام في العالم، مؤكدا أن الأمم المتحدة طالما تعرضت لانتقادات وصلت لتوقع وفاة المنظمة الدولية، موضحا أن تلك التوقعات كانت خاطئة.