في الحرانية، أحد أكثر بقاع الجيزة ريفية، رست السفينة، وكان المستقر والمنزل لرجل اختار العيش في رحاب أجواء تجمع أكثر ملمحين محببين لقلبه، المصرية الخالصة ممثلة في شخصيات ووجوه الفلاحين، والحضور الفرعوني ممثلاً في أهرامات تظهر قمة أكبرها على مرمى البصر من شُرفة منزله، وتمثال حارسها القديم أبوالهول، الذي أحبه في الطفولة، فقُدر له ترميمه بعد أعوام كثيرة.
في هذه القرية، يعيش الفنان آدم حنين، «رُبّان النحت المصري»، وأحد أهم رموزه في الشرق الأوسط، في منزل حوّل جزء منه منذ أعوام قلائل لمتحف يحمل اسمه، محاطًا بلوحات وتماثيل شكّلها مما طوّع من معدن وهذّب من صخر، على مدار رحلة فنية طويلة بدأها وقت كان طفلاً في الثامنة من عمره، وامتدت معه على مسافة زمنية تقدر بثمانية عقود، من رسم اللوحات وتشكيل التماثيل والصداقة المثمرة مع مبدعين.
في وقت، تتكرر فيه الأخبار عن أخطاء في ترميم الآثار، وعن «تزيين» ميادين في مختلف أنحاء مصر بمنحوتات قبيحة مشوهة لا تشبه بأي حال من حاولت تصويرهم من رموز الوطن، وفي أعقاب ختام «سمبوزيوم» أسوان الدولي للنحت، المشروع الذي كان حلمًا في السبعينيات، ووضع مصر الآن على الخريطة العالمية للنحت الحديث، وعلى بُعد أيام قلائل من العيد السابع والثمانين لميلاده التقت «المصري اليوم»، آدم حنين، فكان الحديث عن الفن والذكريات.
المزيد
آدم حنين .
المزيد
المزيد
المزيد
المزيد