مسؤول بـ«تمرد غزة»: اغتيال «بركات» تم بتمويل إيراني وإشراف «حماس» (حوار)

كتب: منى مدكور الإثنين 07-03-2016 21:33

كشف مسؤول الاتصال السياسى بحركة «تمرد غزة»، محمد أبوالرب، أن عملية اغتيال المستشار هشام بركات، النائب العام السابق، تمت بتمويل إيرانى، وأن رئيس المخابرات فى حركة حماس، صلاح البردويل، كان يشرف عليها بشكل مباشر.

وقال «أبوالرب»، فى حوار خاص، لـ«المصرى اليوم»، إن الحركة لاتزال تهرب العناصر الإرهابية والسلاح عبر أنفاق جديدة تحفرها بأجهزة متطورة.

وأضاف أن تركيا أمدت «حماس» بمعدات حفر متطورة، جاءت عن طريق إسرائيل، وأن حماس تعالج مصابيها من الإرهابيين فى شمال سيناء، بمستشفى ناصر، التابع لكتائب القسام.

وأعلن لأول مرة عن أن «أبوعمر»، الذى أدلى المتهمون باسمه أكثر من مرة فى قضية اغتيال النائب العام السابق، هو ضابط فى مخابرات «حماس»،.. وإلى نص الحوار:

■ فى البداية.. كيف استقبلت حركة «تمرد غزة» إعلان وزارة الداخلية، عن القبض على العناصر الإرهابية المتورطة فى اغتيال النائب العام السابق، والتى ثبت أنها على علاقة بقيادات فى حركة حماس؟

- نحن فى حركة «تمرد» لم نستغرب الأمر، فلدينا يقين قاطع ومعلومات كذلك بأن قيادات حماس وكتائب القسام على رأس هذه العملية الإرهابية، التى أدت إلى استشهاد «بركات»، منذ وقوعها، وكان لدينا بعض المعلومات التى تثبت ذلك.

■ لكن حماس أصدرت بيانا مقتضبا تنفى فيه صلتها بالجريمة، وقالت إنها لا تتدخل فى الشأن المصرى؟

- هذا نهج حماس، ولم يتغير، وتقوم بالتخطيط والتدبير وتنفيذ عمليات إجرامية وإرهابية ضد الدولة المصرية فى السر والعلن.

■ وما الدليل على كذب حماس؟

- حماس هى المحتضنة للإرهاب بكل أشكاله فى المنطقة، خاصة مصر، ولو كانت فعلاً صادقة لما كانت الحاضنة للإرهابى الأول شادى المنيعى، الذى تسبب فى اغتيال العشرات من الجنود المصريين، و«المنيعى» يعيش فى غزة تحت حراسة مشددة من القسام، ويحيا حياة كريمة مرفهة، فلماذا لم تسلمه حماس إلى الحكومة المصرية، طالما لا تتدخل فى شؤون مصر.

■ ماذا كان رد فعلكم عقب عملية الاغتيال؟

- التحركات مستمرة على طول الشريط الحدودى بين القطاع ومصر، ومازال حفر الأنفاق مستمراً، ليل نهار، لكن بماكينات حفر أكبر وأضخم ومتطورة بشكل كبير، ووصلت إلى حماس من تركيا عبر إسرائيل، لكن بعد اغتيال «بركات» تبنت «حماس» عملية تعتيم.

وهذه ليست المرة الأولى التى جرى فيها الحديث عن عمليات اغتيال لرموز وقيادات مصرية، وأنا مقتنع كل القناعة بأن الممول الرئيسى للإرهاب فى المنطقة هو «حماس»، بفكرها الدموى البغيض، فالحركة ترعى الإرهاب فى مصر، خاصة شمال سيناء، وتشكل له حاضنة فى غزة، وتوفر له البيئة المناسبة ليكبر ويترعرع.

ومن يشرف على العمليات الإرهابية بشكل عام، هو الثلاثى الدموى «شادى المنيعى وممتاز دغمش بإشراف المجرم الكبير فتحى حماد»، ولن ننكر أن فتحى حماد ومحمود الزهار يسيران على نفس الخط والخطة الإيرانية، وهى اغتيال أكبر عدد ممكن من الجيش المصرى، خاصة فى سيناء، ليفصلوها عن مصر، ويعتبرونها ضمن «إمارة غزة» المزعومة.

■ ألا ترى أن الطريقتين متشابهتان تقريباً، سيارات مفخخة عن بعد، وهذا التكنيك فى حد ذاته ليس معروفاً؟

- هذا النهج معروف لدى الفلسطينيين، بشكل عام، أنه من صنع وتدريبات وصناعة حماس، خاصة التفجير عن بعد واستخدام العبوات الناسفة والصواريخ وتدريب الأشخاص على حرب العصابات، وفعلاً نجحوا فى تدريب العديد من الشباب المصرى على مثل ذلك النوع من التفجيرات.

■ لفت نظر الكثيرين ممن سمعوا التسجيل الصوتى للعناصر المتورطة فى اغتيال النائب العام السابق، أن هناك أسماء معينة ذكرت بالاسم، وكذلك كنيتها.. هل هذه الأسماء موجودة بالفعل فى غزة وتتقلد مناصب قيادية فى الحركة؟

- لو نلاحظ فإن جميع المجموعات الإرهابية والتكفيرية دائما تتعامل بالكنية، وليس الأسماء الحقيقية، وهذا أيضاً يتماشى مع الإرهابيين فى غزة، وهم متأكدون أن الأشخاص الذين يتم إرسالهم لارتكاب عمليات إرهابية، هناك احتمالية كبيرة للقبض عليهم، لذلك لم يصرحوا بأسمائهم الحقيقية، وهذه الأسماء تخص محمد ويحيى السينوار، وأيمن نوفل، الذى هرب من السجون المصرية.

■ ومن هما محمد ويحيى السينوار؟

- قيادات من الصف الأول فى حركة حماس، وهما من أعدما محمود الشتيوى، مسؤول كتائب القسام فى خان يونس، بعد أن كشف فضائحهم.

■ هل تملكون معلومات تتعلق بتلك الأسماء ومن يعمل معها ويمولها بشكل مباشر؟

- بالتأكيد المسؤول الأول والأخير هو فتحى حماد، وبتخطيط من شادى المنيعى وممتاز دغمش ومسؤول المخابرات الحمساوية، صلاح البردويل، لكن هناك اسم شخص ذكر أكثر من مرة فى الاعترافات التسجيلية للمتهمين، المذاعة فى التليفزيون المصرى، وهو «أبوعمر»، وهذا الشخص بحسب المعلومات الموجودة لدينا شقيق القيادى فى حماس، مشير المصرى، ويعمل تحت يد صلاح البردويل، ومسؤول عن تدريبات الجماعات الإرهابية، ونقلهم عبر الأنفاق إلى مصر.

■ هل تعرف الاسم الحقيقى لـ«أبوعمر»؟

- نعم، خميس أبوحبل، وبالمناسبة عائلة مشير المصرى، اسمها الحقيقى «حبل»، لكنهم غيروا اللقب إلى «المصرى»، من باب الوجاهة الاجتماعية.

■ هل هذه المجموعات التى ذكرت على لسان المتهمين المصريين كانت على علاقات مباشرة بجماعة الإخوان إبان فترة حكمهم، وهل جمعتهم لقاءات مشتركة؟

- نعم بالطبع، وهم اعترفوا بذلك، وبالنسبة للاجتماعات أو اللقاءات فقد كانت فرض عين على كل إخوانى أن يتبع أميرهم، وينفذ كل ما يطلب منه، دون التفكير حتى للحظة واحدة، وقياداتهم تزرع فيهم الإجرام والإرهاب والدموية، وتهددهم بأن كل شخص ليس مع الإخوان، كافر ويجب قتله.

■ أجهزة الأمن المصرية ذكرت أن يحيى موسى، القيادى الإخوانى الهارب، هو العقل المدبر لعملية الاغتيال، فهل تملكون أى معلومات حول طرق تواصله مع «حماس» أو العلاقات المتشابكة التى تربط بين حماس والإخوان فى تركيا؟

- حماس تتواصل مع تركيا مباشرة، وحماس لا تعجز عن الوصول لأحد قيادات الإخوان هناك، فهم فى بيت الإخوان الأساسى، وهذا أمر حتمى أن يكون هناك تواصل على أعلى المستويات سواء فى حياتهم السياسية أو العائلية، وكما نعلم هناك شخص من حماس فى تركيا من أخطر القيادات فى حماس، هو صالح العارورى، ذلك الشخص الذى له اليد فى صناعة العديد من الجماعات الإرهابية داخل فلسطين ومصر.

■ هل يمكن أن نتوقع مشاركة إيران فى تمويل عملية الاغتيال؟

- الزهار وفتحى حماد وممتاز دغمش وشادى المنيعى يرتبطون بإيران ارتباطا مباشرا، وينفذون مخططا إيرانيا بالمنطقة لتخريب مصر وتدمير الدولة المصرية، وهذا فكر الإخوان التدميرى الدموى، والتنظيم لا يعيش إلا فى الظلام.. نعم حماس وإيران متورطتان بشكل لا يقبل الشك، والأموال تصل فتحى حماد من إيران بشكل مباشر، ومن ثم يتم دعم الجماعات الإرهابية فى مصر بالسلاح عبر الأنفاق.

■ هل لديكم معلومات تتعلق بكيفية تهريب وتدريب العناصر الإرهابية المقبوض عليها فى غزة كما اعترفوا؟

- الطريق واحد، وهم ذكروا أنهم كانوا ينتظرون الوقت المناسب لدخولهم عبر الأنفاق، لكن يستحيل أن تخرج أو تدخل رصاصة واحدة عبر الأنفاق دون معرفة حماس والقسام، لأنهما المشرفان على الأنفاق ويقومان بإدخال الجرحى من أنصار بيت المقدس الإرهابية إلى غزة وعلاجهم فى مدينة رفح بمستشفى ناصر، والمراكز المسيطرة عليها القسام.

■ هل تملك حماس جهاز مخابرات حقيقياً وما علاقته بكتائب القسام؟

- نعم حماس لديها جهاز مخابرات، المسؤول مباشرة عنه هو صلاح البردويل، وهو يتعامل مع بعض الدول على أنه رئيس جهاز المخابرات الحمساوية.

■ تردد عقب عملية الاغتيال أنها من تدبير عدة أجهزة مخابرات عملت مع بعضها البعض.. ما تعليقك؟

- بالتأكيد إيران هى الراعى الرسمى للعمليات الإرهابية فى مصر بطريق غير مباشر عبر حماس، وتحديداً فتحى حماد والزهار، وإيران وتركيا هدفهما عدم استقرار الحالة الأمنية فى مصر، وتفكيك الجيش المصرى، لأن مصر القوة العربية والإقليمية الحقيقية الصامدة ضدهم.