«الأيادي الذهبية» بالأقصر .. تراث تتجاهله وزارة الآثار

كتب: ريهام عمر الإثنين 07-03-2016 13:57

محكومون بالأمانة والضمير، ويعملون بدقة بالغة نظرًا لأهمية ما يبحثون عنه تاريخيًا، عاشقون لمهنتهم، المتوارثة عن الآباء والأجداد، على لقاء مع الموت في كل لحظة أثناء عملهم، في ذات الوقت يحظون بإهمال وزارة الآثار لهم، هم عمال الحفائر، أو كما يطلقون عليهم «الأيادي الذهبية».

يقول الريس على فاروق سيد وشهرته القفطاوي، رئيس عموم منطقة آثار القرنة بالبر الغربى بمحافظة الأقصر، إن عمال الحفائر أكثر خبرة حول كيفية التعامل مع طبيعة عمل الحفائر، يعملون بتلك المهنة منذ الصغر، ويكتسبون خبرة مع مرور السنوات، لا تتوافر لدى مفتشى الآثار حديثى التخرج.

وأوضح «القفطاوى»، استخدامهم للآلات القديمة «المقطف والمسطرين والفرشة والفأس والقدوم» أثناء عملهم، غير مقتنعين باستخدام الآلات الحديثة في عملهم، ومشيرا إلى أنها قد تحدث ثقوبا أو خطأ غير مقصود أثناء العمل، على عكس الآلات القديمة، لافتا إلى توافرها من قبل البعثات الأجنبية وليست وزارة الآثار.

وأضاف «القفطاوى» أن العمال يواجهون العديد من الصعوبات أثناء العمل، فعقب اكتشاف مقبرة ما، يكون العمال في الصفوف الأولى لحظة دخولها، فيكونوا عرضة للخطر «نظرا لتكون جدرانها من طفلة ترابية، تتأثر بملامسة الهواء لها عقب فتحها، فقد يحدث انهيار للجدران المقابل، فيكون عليهم توخي الحذر أثناء العمل».

ويشكو محمد أحمد، عامل، من «إهمال» وزارة الآثار بحقهم، حيث لا توفر لهم تعيينات أو تأمين على حياتهم، لافتا إلى أنه يؤمن عليهم بمكتب التأمينات الاجتماعية كعمالة مؤقتة من قبل البعثات الأجنبية العاملين معها، وتوفر لهم قوت يومهم فترة عملها، التي لا تزيد على ثلاثة أشهر خلال العام.

وقال سلطان عيد، مدير آثار مصر العليا، إن عمال الحفائر «ليسوا ضمن عمال وزارة الآثار، لكى يعينوا بها، بجانب قلة الاعتمادات المالية بالوزارة».

وأوضح «عيد» أنهم ينقسمون إلى قسمين، الأول يعمل لدى وزارة الآثار «أجر نظير عمل»، ويؤمن عليهم مدة عملهم فقط باستقطاع الضرائب من أجورهم، والثانى يعملون مع البعثات الأجنبية، والتى تؤمن عليهم بمكتب التأمينات الاجتماعية.