أن تكون أسمر البشرة وتعيش فى الولايات المتحدة، فالنظرة المتربصة بك قد تبدو مقبولة، إذا وضعت فى اعتبارك ميراثا خامدا من العنصرية نحو السود فى التاريخ الأمريكى، لكن أن تكون مسلما أسود مقيما فى الولايات المتحدة بعد أحداث 11 سبتمبر، فانت بلا شك تواجه اهتماما مزدوجا ممن حولك من الأمريكيين، مهما كان التغنى الكاذب بالمساواة وعدم التفرقة بسبب الدين أو اللون تحت لواء الحلم الأمريكى.. هكذا يقدم الفيلم الأمريكى الجديد «مسلم» أحوال المسلمين الأمريكيين السود، وخاصة فى ولاية «ميتشجن» التى يعيش بها عدد كبير منهم، من خلال قصة طالب جامعى مسلم يدعى «طارق مهدى» يحاول الموازنة بين تدينه والحرية التى تتيحها الدراسة الجامعية والاختلاط بين الشباب والفتيات، منهم مسلمون مثله وآخرون غير مسلمين، ويستخدم الفيلم لقطات فلاش باك لعرض طفولة «طارق».
يجسد الممثل «إيفان روس» دور «طارق» فى الفيلم، ويجسد «روجر جوينفر سميث»، دور والده، وبدأ عرضه هذا الأسبوع فى عدد من المهرجانات أولها مهرجان «شيكاجو» السينمائى، بعد عرضه لأول مرة فى مهرجان «إيربان وورلد» السينمائى فى مدينة «نيويورك»، ثم عرضه فى مهرجان «تورنتو» السينمائى الدولى قبل أيام قليلة.
وقد أطلق صناعه حملة دعاية على الفيس بوك ودعوة للمشاركة بآراء ومعلومات على صفحة الفيلم بالموقع، ربما تساهم فى الحصول على فرصة العرض التجارى، حيث لا يزال الفيلم يبحث عن موزع له، ويأتى عرضه فى الوقت الذى أجرى فيه منتدى «بيو للأديان» استطلاعا كشف عن أن 30 % فقط من الأمريكيين ينظرون نظرة إيجابية للإسلام بانخفاض 11% عن نسبة الاستطلاع الذى أجرى عام 2005، حيث كانت النسبة 41٪، وبالتالى انخفضت نسبة الثقة فى المسلمين من قبل المواطنين الأمريكيين.
وعبر كاتب سيناريو الفيلم ومخرجه قاسم بصير وأبطاله عن رغبتهم فى فتح قلوب وعقول الملايين بهذا العمل، وأن ينظر للمسلمين والإسلام بنظرة محترمة ومختلفة عما أصبح سائدا منذ هجمات 11 سبتمبر، وقال بصير: نأمل أن يشاهده المسلمون الأمريكيون، فيقولون هذا يمثلنا ويخصنا، كما نأمل أن يكون صيحة تحذير مما يحدث للمسلمين السود مثل فيلم «افعل الصواب» الذى عرض عام 1989 وناقش بكل جرأة الصراعات بين الأعراق فى مدينة «بروكلين». أثار عرض الفيلم فى مهرجان «إيربان وورلد» جدلا كبيرا، حيث شاهده عدد كبير من النقاد والجمهور، وهو ما علق عليه «ستيسى سبايك» مؤسس المهرجان أن الجدل المثار حاليا حول رفض عدد كبير من الأمريكيين إقامة مسجد بالقرب من المنطقة التى شهدت هجمات الحادى عشر من سبتمبر والمعروفة باسم «المنطقة الصفراء» ساهم كثيرا فى اهتمام رواد المهرجان بالفيلم ومشاهدتهم له.
أبرز مفاجآت الفيلم كانت مشاركة النجم «دانى جلوفر» فيه، والذى يبدو متحمسا خلال الفترة الأخيرة للمساهمة فى المشروعات السينمائية الصغيرة محدودة التكلفة، حيث شارك فى 11 فيلما مستقلا خلال العام الماضى فقط، وأكد «جلوفر» أن سبب مشاركته فى الفيلم هو مساعدة هؤلاء السينمائيين الجدد فى التعبير عن مشاكل المسلمين السود وجاذبية اسمه للحصول على فرص تمويلية مناسبة، وأيضا منحه فرصة للعرض التجارى.