قليلًا ما تجد في منافسات الدوري المصري، خاصة في المواجهات التي يكون أحد طرفيها الأهلي أو الزمالك، كرة قدم حقيقية يقدمها الخصم من خلال عدم إضاعة الوقت وعدم الارتكان للتكتل الدفاعي في وسط ملعبه وعلى حدود منطقة جزائه، ولهذا لابد مسبقًا الإشادة بالمقاصة ومديرها الفني إيهاب جلال.
في مواجهة بتروجت السابقة، ذكرت في تحليل المباراة أن اللاعب عبدالله السعيد وتحركاته بين خطوط المنافس، كانت السبب الرئيسي والوحيد في فوز الأهلي باللقاء، فهل لم يلاحظ ذلك إيهاب جلال؟.
فهنا حينما استخلص الأهلي الكرة ومررها جهة صبري رحيل سقط رمضان للخلف للاستلام منه فقرر السعيد الانطلاق في المساحة خلف رمضان...هل تُذكّرك تلك الهجمة بالهدف الثاني؟؟
وهنا حينما استخلص أحمد فتحي الكرة قام بعمل تمريرة طولية في اليسار ليقابلها رمضان صبحي وبجواره السعيد أيضًا..هل تتذكر بداية الهدف الأول للأهلي؟
شاهد بداية الهدف الأول تغيير وجهة اللعب للجبهة اليسرى من قبل نفس اللاعب أحمد فتحي في ظل تواجد الثنائي السعيد ورمضان ليقوما بعدها بعمل تمريرة ثنائية ويسجل رمضان الهدف الأول.
شاهدنا أيضًا بعض المؤشرات لتغير أداء الفريق تحت قيادة الهولندي المخضرم فكان الضغط على الخصم منذ الثوان الأولى هو السمة الرئيسية في أداء لاعبي الأهلي، كما قام اللاعبون بتنفيذ تكتيك معين في الركلات الركنية أيضًا.
أما عن الهدف الذي سكن شباك الأهلي فهو بالطبع ليسه من خطأ دفاعي وحسب كما يظن البعض، شاهد هذه الكرة في الشوط الأول حينما وصل الظهير الأيمن محمد أبوالمجد لخط المنتصف ومع عملية الترحيل التي يقوم بها لاعبو الأهلي جهة اليسار من أجل تنفيذ الضغط الجماعي قام بعمل التمريرة الطولية العكسية خلف أحمد فتحي.
ليعود مؤمن زكريا للتغطية ويعيدها خاطئة للحارس ولولا تدخل رامي ربيعة لكانت هدفًا.
وبنفس الأسلوب الذي علّمه إيهاب جلال للاعبيه في الشوط الثاني حينما تخطى عمرو بركات الجناح الأيسر خط المنتصف قام بعمل التمريرة العكسية خلف صبري رحيل ليخطئها أحمد حجازي وأحمد عادل وتصبح الهدف الأول للمقاصة، وهذا بالطبع نجاح لمدير فني قدير يعرف جيدًا كيف يواجه خصمه ويضربه من نقطة ضعفه.
المباراة مليئة بالجمل التكتيكية التي قدمها لاعبو الأهلي على طريقتهم الخاصة في الموسم الحالي بالتمرير الكثير والتحرك بدون كرة ولكن مازال مارتن يول لم يضع بصمته الحقيقية بعد.