قرر «البابا شنودة الثالث» بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، الاعتذار عن عدم الذهاب إلى الإسكندرية، لإلقاء عظته نصف الشهرية، والتى كان مقرراً لها اليوم الأحد، وذلك للمرة الثانية على التوالى، احتجاجاً على المظاهرة التى تمت عقب صلاة الجمعة أمس الأول، أمام مسجد القائد إبراهيم، للمطالبة بالإفراج عن كاميليا شحاتة، زوجة القس تداوس سمعان، كاهن ديرمواس، ومحاكمة الأنبا بيشوى، سكرتير المجمع المقدس.
وقال مصدر كنسى فى الإسكندرية، إن الكنيسة كانت تعتقد أن المظاهرة ستلغي، بعد البيان المشترك الذى أصدره الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والبابا، واصفاً امتناع البابا عن الحضور، بأنه احتجاج صامت على سماح القيادات الأمنية بتنظيم المظاهرة، رغم قيام البابا بمنع المظاهرة التى كان من المفترض تنظيمها فى الكاتدرائية المرقسية فى العباسية، لتأييده، بالإضافة إلى توجيه المتظاهرين فى الإسكندرية السباب إلى شخصه، ما سبب له حزناً شديداً.
وقدمت قيادات بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى الإسكندرية شكوى إلى المسؤولين فى المحافظة، حذروا فيها من خطورة المظاهرات التى وصفوها بأنها سلفية ومسيئة للمسيحية، وتؤثر على الوحدة الوطنية.
وقال الدكتور كميل صديق، سكرتير المجلس الملى السكندرى: «الشارع المسيحى السكندرى اجتاحته حالة من الحزن الشديد بعد مشاهدته المتظاهرين وهم يهينون أكبر رمز للمسيحية فى مصر والشرق الأوسط، كما أن الكثير من المتظاهرين غير سكندريين، وقادمون من محافظات أخرى، مما يؤكد وجود مؤامرة تستهدف خراب البلد».
وطالب نجيب جبرائيل، رئيس الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان، فى بيان أصدره أمس، بمساءلة محافظ الإسكندرية، ومدير الأمن عن سبب امتناعهما عن تنفيذ ما أمر به الرئيس مبارك، أثناء لقائه المثقفين المصريين، من ضرورة الالتزام بالحفاظ على الوحدة الوطنية.
فى المقابل أكد الدكتور محمود حمدى زقزوق، وزير الأوقاف، لـ«المصرى اليوم» أن جميع المظاهرات خلال الفترة الماضية كانت خارج المساجد، وليس داخلها، مشيراً إلى أن مظاهرة أمس الأول، كانت خارج أسوار مسجد القائد إبراهيم، وليس بداخله، لافتا إلى أنه أصدر تعليمات مشددة إلى أئمة المساجد باعتبار الأقباط خط أحمر لا يجوز المساس به، لأن الإسلام يدعو دائماً إلى حسن معاملة أهل الذمة «أهل الكتاب».