"عندما فتحوا باب الزنزانة، تسرب مع بصيص الضوء ولفحة الهواء بعض من ضوضاء الشارع التي كانت تحجبها الجدران، فاستيقظ روجر مفزوعا".
بهذه الجملة يستهل الروائي البيرواني «ماريو بارجاس يوسا» آخر رواياته "حلم الكلتي" التي ينتظر أن تصل إلى الأسواق في الثالث من الشهر المقبل بينما يترقب ملايين القراء في جميع أنحاء العالم خروج هذه الرواية التي استغرقت كتابتها ما يقرب من عامين إلى النور، ولا سيما بعد الإعلان عن منح كاتبها جائزة نوبل للآداب لعام 2010.
تدور أحداث الرواية حول شخصية الأيرلندي «روجر كاسمنت» (1864-1916)، قنصل بريطانيا في الكونغو أوائل القرن العشرين وكان قد عثر عليها في السيرة الذاتية للكاتب «جوزيف كونراد»، وهو سياسي حاول التصدي لوحشية المستعمرين في الدول المنتجة للمطاط، ووصف في تقاريره عن مزارع المطاط في أفريقيا والأمازون هذه الممارسات الاستعمارية المروعة.
يقول الروائي، صاحب "المدينة والكلاب" و"حفلة التيس" و"محادثات الكاتدرائية" و"من قتل موليرو"، "أطلقت على روايتي الجديدة «حلم الكلتي»، لأن البطل أيرلندي ينتمي للتيار القومي، عندما كانت أيرلندا جزءا من «بريطانيا العظمى»، وعمل طويلا مع الانفصاليين، وقد تعرض للمحاكمة وحكم عليه بالإعدام أثناء الحرب العالمية الأولى".
وتابع أن الرواية التي تدور أحداثها خلال القرن 19 وأوائل القرن العشرين، في الكونغو والأمازون وأيرلندا وألمانيا تتضمن كالعادة العديد من العناصر الخيالية حول تلك الفترة الزمنية، حيث يعترف أنه لم يكن يعرف الكثير عن تلك الفترة، ومن ثم ساعده كتابة الرواية على إثراء معارفه عن هذا الجانب.
يذكر أن آخر أعمال «يوسا» كانت "رمال ويوتوبيا"، ويضم مقالات وموضوعات عن أمريكا اللاتينية، تعكس التطور الإيديولوجي للكاتب وقارته.
جدير بالذكر أن "الكلت" هم شعوب هند أوروبية كان لها دين متعدد وثقافة مميزة، في العصر الحديدي قبل الميلاد، وكانوا منتشرين من شبه الجزيرة الأيبيرية حتى تركيا، لكن موطن لغتهم الأصلي موضع خلاف إلا أن توسع الإمبراطورية الرومانية من الجنوب، والقبائل الجرمانية من الشرق سطر نهاية الثقافة الكلتية في الأراضي الأوروبية، بينما احتفظت بريتاني بوسط فرنسا، وحدها بلغتها الكلتية وهويتها، وقد يكون ذلك بسبب المهاجرين من بريطانيا العظمى.