«ليو شياوبو».. عندما تترك عملك كأستاذ في جامعة كولومبيا لتدخل السجن في الصين

كتب: إفي الجمعة 08-10-2010 16:09

يعد الكاتب الصيني «ليو شياوبو»، الذي حصل اليوم الجمعة على جائزة نوبل للسلام والمعتقل منذ عام 2008 لمطالبته بإصلاحات ديمقراطية، منشقا مزعجا بالنسبة للحكومة الشيوعية في بكين التي حاولت إرهاب الأكاديمية السويدية المانحة للجائزة دون جدوى.

وخلال الأيام الماضية، كانت "الديكتاتورية الناعمة"، كما يطلق «ليو» نفسه على النظام الحاكم في بلاده، هي التي منحته القدر الأكبر من الشهرة بعد أن هددت أكاديمية أوسلو وحكومة النرويج بتبعات خطيرة تتعلق بالعلاقات الثنائية، إذا ما تقرر منج الجائزة إلى هذا المنتقد والأديب والسياسي.

ولد «شياوبو» في تشانجتشون بإقليم جيلين الصيني في 28 ديسمبر عام 1955 ، وهو أحد من شاركوا في إعداد ما يطلق عليه "ميثاق 2008" الذي وقع عليه 303 مثقفين وفنانين من بلاده عام 2008 ، وبعدها بعام كلفه حكما بالسجن 11 عاما.

في تلك الوثيقة، كان الموقعون الذين لا يزالون يتعرضون للمطاردة حتى اليوم يطالبون حكومة ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم بتطبيق الحقوق التي يتضمنها الدستور الصيني، مثل حرية الصحافة والتعبير، وتعدد الأحزاب أو حماية البيئة.

وكانت الوثيقة، التي وقع عليها حتى اليوم 20 ألف شخص، مستلهمة من "ميثاق 1977" الذي حررته المعارضة في جمهورية تشيكوسلوفاكيا السابقة في ذلك العام وأسهم في سقوط النظام الشيوعي عام 1989.

كان ذلك العام تحديدا، هو الذي ترك فيه «ليو» موقعه كأستاذ زائر في جامعة كولومبيا بنيويورك، من أجل تزعم إضراب عن الطعام في احتجاجات الطلبة التي وقعت بإقليم تيانانمين في بكين، التي أفضت إلى مذبحة ذلك الصيف.

وفي فجر الرابع من يونيو عام 1989 ، أنقذ هو وثلاثة من الناشطين المخضرمين الآخرين مئات الأرواح بالتفاوض حول رحيل سلمي عن الميدان قبل أن تقتل العربات المصفحة مئات الرافضين لوقف احتجاجاتهم في المناطق المحيطة به.

ومن يعرفونه منذ تلك الأوقات، يؤكدون أن طبيعته قد هدأت وأن كفاحه قد اكتسى بمظهر سلمي ومحاور.

تسببت له أحداث تيانانمين في إدانة أولى لمدة عامين، وفي 1996 جاءت الإدانة الثانية بحكم مدته ثلاثة أعوام في أحد "معسكرات إعادة التأهيل"، حيث عقد قرانه على زوجته الثانية والحالية، الشاعرة «ليو شيا»، التي تصغره بخمسة أعوام وكان يمكنها بفضل وثيقة الزواج أن تزور زوجها كثيرا.

وتحكي هي أن ما يجمعهما هو صداقة امتدت لعقود وحبهما للأدب، وتحديدا لكتابات «دوستويفسكي» و«كافكا»، بينما كان هو يصف علاقتهما في رسالة كتبها من السجن عام 2009 على النحو التالي: "إن حبك هو النور الذي يعبر أسوار وقضبان السجن، ويداعب كل جزء في جسدي، ويشعل إحدى خلاياي فأتمكن من الحفاظ على هدوئي الداخلي".

ذاك هو نفس الهدوء الداخلي، الذي أظهره عام 2007 عندما رحل عن رئاسة مركز "PEN" الصيني لحرية التعبير، وفي مقابلة سابقة مع وكالة الأنباء الإسبانية توقع مستقبلا وراء القضبان للقضاء على كفاحه السلمي.

أمر مشابه سبق وحدث مع الناشط الألماني «كارل فون أوسيتزكي»، السجين الآخر الذي حصل على جائزة نوبل للسلام عام 1935 ، عندما كان سجينا بتهمة الخيانة العظمى والتجسس.

كان «جير لاندشتاد»، مدير معهد نوبل النرويجي الذي أدان هذا الأسبوع الضغوط التي مارسها نائب وزير الخارجية الصيني «فو يينج» كي لا تذهب الجائزة إلى أي من المنشقين الصينيين الذين رشحوا لها، قد ألمح عام 2001 إلى أن الكابوس الذي تخشاه الصين سيصبح حقيقة يوما ما.

وأعرب حائزون سابقون على الجائزة، مثل الدالاي لاما الزعيم الروحي لإقليم التبت في المنفى أو «فاكلاف هافل» الرئيس التشيكي الأسبق والداعم لـ"ميثاق 1977"، عن دعمهم لـ«ليو»، الأستاذ السابق بجامعة بكين، الذي ينتظر تلاوة قرار فوزه بالجائزة من داخل سجن جينزهو في لياونينج.