■ يبدو أن «داعش السورية» أضحت أعظم قوة فى العالم «والعالم كله عاجز عن هزيمتها» و«لا يغلبها غلاب»على رأى المصريين.. قد يسألنى البعض: ما السر فى ذلك؟ فأجيبه على الفور: لأن أمريكا وفرنسا وبريطانيا وروسيا وإيران والحشد الشعبى وحزب الله وجيش بشار كلهم يضربون داعش السورية فلا يستطيعون هزيمتها.. ولم يروا وسيلة أمامهم لهزيمة داعش إلا الاستعانة بالجيوش الخليجية لكى تحل الأزمة وتأتى إلى سوريا بجيوشها وجحافلها وطائراتها فتهزم داعش التى دوخت العالم كله.
■ إنها سخرية الغرب من العرب.. وجرجرة العرب والخليج إلى المستنقع السورى الآسن بالماء والأحقاد والعرقية والطائفية والحرب بالوكالة.. إنها بداية النهاية للخليج بإخراج جيوشه التى لم تحارب أبداً خارج حدودها إلى أسوأ مستنقع عربى بعد العراق، حيث الميليشيات الغادرة والاستخبارات الأجنبية الماكرة، وكلهم يكره الخليج ويتمنى أن ينازله ويصرعه فى مسرح عمليات عسكرى معقد لا تملك حياله أعتى الجيوش حيلة ولا سبيلاً، ويعد «أرض قتل مثالية للجيوش» التى لا تعلم شيئاً عن طبوغرافيا المنطقة ولا حروب المدن والعصابات أو أعمال الاغتيالات والتفجيرات.
■ والغريب أن بلاد الخليج التى تحارب على جبهة اليمن جنوبا تريد أن تفتح جبهة أخرى أسوأ منها فى الشمال ناسية كل دروس الماضى القريب، ولا تريد أن تتعلم هدى النبى الكريم الذى لم يحارب على جبهتين أبداً.
■ أما إيران فأنشأت ومولت عشرات الميليشيات فى كل مكان ليحاربوا عنها بالوكالة.. وهى تجهز فخاً محكماً بميليشياتها للخليجيين فى سوري، حتى إذا وقعوا فيه لم تفلتهم أبداً حتى تمزق دولهم إلى دويلات وتبدد ثرواتهم حتى آخر ريال ودينار.
■ لقد أكلت إيران دولا عربية كثيرة منها العراق ولبنان وسوريا وكادت أن تأكل اليمن وهى تتمنى أن تلتهم الخليج كله.. والأخير يعطيها الفرصة تلو الفرصة لذلك.. وأعظم فرصة لإيران وأمريكا لابتلاع الخليج وتدميره هى ولوغ الجيوش الخليجية الضعيفة أصلاً فى المستنقع السورى الآسن، وأمريكا تلح على الخليج أن يفعل ذلك لكى تكون نهايته ونهاية الدول العربية المستقرة فلا يبقى أمام إسرائيل أى دولة عربية غنية أو مستقرة.
■ فإذا تأملت حال حزب الله وجدت ظاهره حزباً سياسياً، أما باطنه فجيش وسلاح وعتاد واستخبارات وشبكة اتصالات واقتصاد وإعلام أقوى من جيش الدولة اللبنانية واقتصادها وسلاحها واستخباراتها وشبكة اتصالاتها وإعلامها.
■ والجميع غض الطرف عن ذلك لأنه قاوم إسرائيل فى فترة ماضية، كما غض العرب الطرف طويلاً عن استبداد وجبروت وظلم «حزب البعث والقوميين العرب وحكامهم» مثل صدام وحافظ وبشار الأسد والقذافى بحجة الحفاظ على الأمة العربية.. وغضوا الطرف عن كل مستبد فى كل زمان بحجة أو بأخرى.
■ ولكن حزب الله حرك جيوشه ومتفجراته شمالاً وجنوباً، إلى العراق تارة، وأخرى إلى سوريا وثالثة إلى اليمن.
■ ترى لو أن حزباً سياسياً بريطانياً أو أمريكيا أو فرنسيا كون جيشاً ومخابرات وشبكة اتصالات وذهب بجيوشه يدرب هنا ويقاتل ويفجر ويكون الميليشيات هناك، وفى الوقت نفسه يضع بطاقة الترشح بيده الأخرى فى صندوق الانتخابات.
■ ترى أى ديمقراطية تسمح بذلك؟ سوى ديمقراطية العرب العرجاء البكماء الصماء المستبدة دوماً فى ثياب الدفاع عن المقدسات والأوطان أو القومية العربية أو... أو...؟
■ إن حياة العرب عجيبة وغريبة يمكنك أن تراها فى برلماناتهم التى لا لون ولا طعم ولا رائحة لها والتى لها جعجعة بلا طحن، أو تراها فى سمائهم التى تسرح فيها كل الطائرات إلا طائراتهم، وفى مياههم الإقليمية التى تمرح فيها كل الغواصات وحاملات الطائرات إلا غواصاتهم وسفنهم، وفى أراضيهم التى تتجول فيها كل الميليشيات وسائر أجهزة الاستخبارات وكل أرباب الحرب بالوكالة.. وترى فى بلادهم الغربى عزيزا مصانا والعربى مهانا ذليلا لا يهنأ بالعيش ولا الكرامة ولا الحرية، خيرهم لغيرهم، وقسوتهم على أبنائهم، دولاراتهم فى بنوك غيرهم، والفقر لشعوبهم، يستوردون كل شىء ولا يصنعون حتى السيارة، فاللهم اهد العرب إلى سواء السبيل.