«أسرى 48» يواجهون حرباً نفسية صهيونية داخل الخط الأخضر

الجمعة 06-08-2010 00:00

بقدر ما يحظى الأسرى الفلسطينيون باهتمام المنظمات الحقوقية والتقارير الدولية المهتمة بالشأن الفلسطينى، بقدر ما يعانى معتقلو الـ48، الذين يطلق عليهم «أسرى الحرية»، من تجاهل الكثيرين خارج الخط الأخضر لقضيتهم، رغم كل ما يلاقونه خلف زنازين الاحتلال، ورغم السنوات التى يدفعونها ثمنا لنضالهم فى معركة «الوجود والحفاظ على الهوية الفلسطينية».

أيضا زوجات هؤلاء المعتقلين يواجهن حرباً نفسية، ليتحول نضالهن إلى قضية تحدٍ بوجه رسائل الانكسار التى تحاول المؤسسة الصهيونية إيصالها لهن، لدرجة أن عبارة «بحبك يا بابا» التى نطقت بها هند، ابنة المعتقل أمير مخول، باتت «تهدد أمن إسرائيل»، بحسب والدتها جنان عبده، التى قالت إن المحكمة حاولت إخراس الطفلة بالقوة عندما صرخت بهذه العبارة لوالدها القابع خلف القضبان. وأضافت جنان لـ«المصرى اليوم» أنه لدى اعتقال الشرطة لزوجها من البيت كانت ابنتها تصرخ: «لا تخف يا والدى.. هم من يجب أن يخافوا منك».

وتستخدم أجهزة «الشاباك» الإسرائيلية ذريعة «الأدلة السرية» ضد المعتقلين الأمنيين الفلسطينيين، ويُمنع المحامون من الاطلاع على هذه الأدلة، للدفاع عن موكليهم فى أروقة المحاكم، وهذا ما يسعى القضاء الإسرائيلى لتنفيذه فى قضية اعتقال «أمير مخول» من حيفا، الذى تم توقيفه فى 7 مايو الماضى، بتهم الاتصال بعميل أجنبى، والتجسس الخطر، والتآمر لمساعدة العدو، ومساعدة العدو أثناء الحرب.

ولا تتوقف محاولات الشاباك على التضييق والتعذيب، بل تتعمد تمرير رسائل ترهيبية لكسر عائلات المعتقلين، إلا أنه ووفقا لأقوال جنان: «اللحظات القاسية التى تمر على عائلات المعتقلين تزيدهم قوة وإصرارا وتمسكا بالدفاع والمقاومة بالطرق الشرعية والقانونية». وأكدت فى هذا الصدد أن «الفلسطينيين لم يختاروا أن تأتى هذه الدولة (إسرائيل) إليهم، بل هى التى أتت إلينا، ودورنا أن نصمد.. دورنا أن نحافظ على هويتنا ووجودنا. أراها معركة وجودية».

يشار إلى أن مؤسسات حقوقية وإنسانية عالمية تتدخل فى قضية «مخول»، للإفراج عنه، حيث أرسلت مجموعة محامين من مختلف دول العالم رسالة لوزيرة الخارجية هيلارى كلينتون للتدخل فى قضية أمير مخول، التى تعتبر قضية جماعية لفلسطينيين فى إسرائيل.

وعن الأساليب التى سينتهجها المحامون للدفاع عن أمير مخول فى ظل ادعاء المحكمة امتلاكها أدلة سرية، ذكرت جنان عبده أن «هناك خيارين، إما المقاطعة، وإما الخوض فى هذه المحكمة مع محاولة كشف الوجه الحقيقى للنظام القائم بشكل دائم.. بداية من خطف أمير من البيت، واحتجازه 12 يوما فى أقبية التحقيق.. وما إلى ذلك من انتهاكات لحقوق أساسية وقانونية».

وتشرح جنان: «تمت عملية الاعتقال بشكل عنيف، وجرى الاختطاف بشكل غير عادى.. وأعتقد أن فى ذلك رسالة مقصودة بأن يخرج أمير وهو متوتر وقلق على مصير بناته وزوجته، وهذا جزء من الحرب النفسية ومن الأساليب البشعة التى يستعملها الشاباك».

ورغم غياب أمير مخول فى أقبية التحقيق، فإن حضوره قائم فى عائلته. وتقول زوجته: «أمير حاضر.. أشعر بأنه تولَّد نضوج قسرى - هكذا اسميه - عند بناتى، ووعى أكثر للبعد الشخصى والجماعى، وللثمن الذى يدفعه أمير كونه مدافعاً عن حقوق الإنسان».