وزير الصحة يعترف بتدهور العلاج

صبري غنيم الأربعاء 02-03-2016 21:53

- لأول مرة أرى وزير صحة شجاعا كالدكتور أحمد عماد، فالرجل لم يكابر أو يجامل لأن من طبيعته الصدق الذي نفتقده في وزراء ومسؤولين أصحاب نظرية «ريح دماغك والكلام الحلو مافيش أحسن منه» يعنى عند الغلط كن سياسيا ولا تتحدث عنه كثيرا لا تفتح على نفسك أبواب جهنم.. أنا شخصيا لا أصدق أن كل ما هو صادق معذب على الأرض.. وكون أن وزير الصحة يعترف بسوء الخدمة العلاجية في مستشفيات الدولة فهذا اعتراف صريح من وزير يحترم نفسه.

- لقد سمعت عن الدكتور أحمد عماد كلاما كثيرا يوم أن كان عميدا لكلية طب جامعة عين شمس، فقد كان يتطلع للارتقاء بالعلاج المجانى في مستشفيات جامعة عين شمس لذلك كان دائما عن قرب جانب أطباء الامتياز والأطباء المعالجين في كافة التخصصات وكثيرا ما كان زملاؤه الأساتذة يتناوبون على العيادات الخارجية.. وبالحب والزمالة نجح الرجل في إقامة جسر تواصل بين كبار أساتذة الطب والمرضى القراء الذين لا يملكون أجرة تاكسى لنقلهم إلى هذه المستشفيات.

- هذه المواصفات الإنسانية أهلته لكى يسرع في قانون التأمين الصحى بعد توليه حقيبة الصحة وأصبح أول وزير صحة بعد ثورة يونيه يصدر في عهده هذا القانون.

- ولا أنكر أن الذي ساعده في التعجيل بإصدار هذا القانون.. رئيس الدولة الذي يعمل على رفع مستوى العلاج في مستشفيات الحكومة لكى تكون صورة من مستشفيات القوات المسلحة في جميع التخصصات فالرئيس السيسى هو أول من أعطى الإشارة بفتح الأبواب أمام المدنيين للعلاج في مستشفيات الجيش التي تتمتع بكفاءات على اعتبار أن علاجهم لا يتوفر في المستشفيات الحكومية.

- ومن المواقف التي كان الرئيس السيسى داعما فيها لوزير الصحة، أنه طلب تدريب الأطباء الشبان في إنجلترا على اعتبار أنها أفضل الدول الأوروبية مهنيا في تطبيق قانون التأمين الصحى.. وقد وافق على منح المتدرب من الأطباء الشبان 1500 جنيه استرلينى ليضمن جيلا ذا خبرة لتنفيذ القانون الجديد.

.. الشىء الذي لم يكن واضحا على المصريين أن قانون التأمين الصحى إجبارى على جميع العاملين، حيث يساهم المشترك بنسبة 1% بيننا تتحمل جهة العمل 3% وتتحمل الخزانة العامة للدولة قيمة الاشتراك عن العاطلين واللأطفال غير القادرين.

- مؤكد أن وزير الصحة الدكتور أحمد عماد ينام وهو يحلم بأن يجد كل مريض علاجه مجانا.. والعلاج لا يقتصر على تشخيص الطبيب للمرض.. لكن العلاج في توفير الأدوية وإمكانيات إجراء العمليات الجراحية والمتابعة وهذا هو ما يسعى إليه.

ولكى أكون صادقا وأبرئ ذمتى أمام الله لابد أن أشيد بمواقف وطنية للدكتور حاتم الجبلى عندما كان وزيرا للصحة في عهد مبارك، فالرجل قطع شوطا كبيرا في قانون التأمين الصحى واختار محافظة السويس كأول محافظة للتطبيق، وكان في نيته أن تنتقل التجربة من السويس إلى باقى المحافظات بعد نجاحها.. لولا أن الأحداث لم تحقق أحلامه.. وكون أن يخلفه بعد عدد من الوزراء وزير يمتلك القرار كالدكتور أحمد عماد.. فهذا محسوب له في رصيده كوزير لا يعرف اليد المرتعشة.

- أنا شخصيا أحترم الدكتور أحمد عماد في أسلوبه فهو كطبيب يعتبر أن المريض له حق على الدولة في العلاج.. وكوزير بحكم موقعه السياسى يرى أن الدستور كفل للمريض حق العلاج، وكون أن يلجأ أحد المرضى إلى القضاء ويستصدر حكما منه بالعلاج على نفقة الدولة بالمجان فهو يشفق على هذا المريض الذي لم يجد بصيصا من الأمل في علاجه ويطول به المرض وبعد تردده على أي مستشفى حكومى «تحصيل حاصل» فيصاب بحالة من اليأس والإحباط..

.. احترامى أيضا للدكتور وزير الصحة لأنه يحس بآلام أي مريض لذلك يرى أن العلاج لا يحتاج إلى واسطة.. لكنه يحتاج إلى ضمير.. وما أكثر الضمائر الحية في أطبائنا الشبان هكذا يقول وزير الصحة.. لذلك أصبح تحسين مستواهم المادى هو الشغل الشاغل له وهذا هو الذي يسعى إليه مع وزير العدل في قانون جديد لشؤون الأطباء.

- على أي حال تجربة وزير الصحة في انتداب أساتذة الطب في الجامعات للعمل في المستشفيات الحكومية تهدف إلى رفع الكفاءة العلاجية فيها لتكون امتدادا للمستشفيات الجامعية.. برافو وزير الصحة.

ghoneim-s@hotmail.com