البرلمان كده هيتحل!

حمدي رزق الأربعاء 02-03-2016 21:53

لمس الدكتور على عبدالعال الحقيقة التي يتغافل عنها الجميع، إذا استمر مجلس النواب على هذه الحالة من الهرج والمرج السياسى حق عليه الحل، لا خير في مجلس ترفع فيه الأحذية، ويهتبل منبره نفر من المرجفين، هناك من يستبيح وقار المجلس، سيرة المجلس على كل لسان، ما يصدر عن المجلس لا يسر عدو ولا حبيب.

للأسف هذا المجلس يضيع علينا فرصة تاريخية، مجلس جاء وفق آمال شعبية عريضة في تحقيق رباعية «العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية».

أسكرت خمر العضوية نفراً منهم، طفقوا يهرتلون ويتنابزون بالألقاب، ويرفعون الأحذية، الضرب بالصرم للأسف عنوان صدر من المجلس الموقر.

الدكتور عبدالعال يحذر، المجلس على شفا جرف هارٍ، حذار يا سادة، يحتمل نقص الخبرة البرلمانية لا نقول انعدامها، يجوز الخروج على النصوص اللائحية غفلة، بكرة يحفظوها، نصف المجلس حديثو عهد، ينقصهم الكثير من اللياقة البرلمانية، كله جايز ويجوز. ولكن أن تتحول قاعة المجلس إلى خناقة لا تنفض، نخلص من هذا، يمسك هذا في خناق ذاك، لا وقار ولا توقير حتى رئيس المجلس أصابه بعض من الرذاذ، أحدهم تجاوز في حقه قائلاً: «إنت جيت هنا غلط»، وهل جئت يا هذا إلى هنا صح؟ بماذا يرد رئيس البرلمان على هذا الترخص في القول؟

ومن ده كتير، البرلمان بقى مالوش جلال يا جدع، عندما ترفع الأحذية في البرلمان، سقطت هيبة البرلمان، عندما يقطع نائب الطريق ويطلب الكلمة بغلظة، ويغلوش، ويجهر بفاحش القول، وهناك من يطرده رئيس البرلمان، واخرج بره، وميدخلش هنا تانى، ونواب تشخط وتنطر في نواب، ونواب تحلق وتحوش، وحوش يا حواش.

برلمان يحتفل (إذا احتفل) بالعام المائة والخمسين من عمره الطويل، هذا العام 2016 يكمل البرلمان قرناً ونصف القرن من الممارسة البرلمانية والقواعد النيابية المستقرة، هلا قرأتم تاريخه.

هل درستم صفحاته، هل طالعتم صور نوابه العظام يخطبون فتصيخ لبلاغتهم الآذان، وشخصياته التي تنحنى لها الجباه، مواقف وطنية، مصر أولاً.

ماذا دهاكم؟ هل غيرت الحصانة بعض النفوس؟ هل أشاعت في بعض النفوس الغرور؟.. من ذا الذي دخل إلى البرلمان على جواد أبيض، فظن أنه أكبر من البرلمان، وأعلى من منصة رئيس البرلمان، وأعلى ما في خيل البرلمان يركبه؟ من قال إن ثقة الجماهير في شخص النائب تعطيه الحق في أن يمدد قدميه في وجه رئيس البرلمان، ولماذا رئيس البرلمان يقبل من هؤلاء هذا العبث، ولماذا يرعوى لتبويس اللحى والرؤوس؟.. البرلمان له قدسية.

عندما تصدر من رئيس البرلمان عبارة «بالطريقة دى هيتحل»، ماذا نحن فاعلون؟. أخشى الدكتور عبدالعال حط صوابعه العشرة في الشق، نصف وقت البرلمان يضيع في مهاترات كلامية، وعبثيات، تخيل هناك من يجمع توقيعات لتخليد حذاء النائب كمال أحمد وضمه إلى متحف البرلمان، باعتباره وثيقة حضارية، من مقتنيات البرلمان، صفحة من تاريخ البرلمان، ناقص يطلب تصويت على الجزمة!

برلمان لو وقف نوابه على مشروعات القوانين العاجلة والآجلة لخبطت رؤوسهم في السماء، تخيل قوانين تمس حياة البشر وأرزاقهم وأقواتهم وصحتهم ومستقبلهم لم تفتح ولم تحل دوبارتها حتى الآن، الدنيا تضرب تقلب، والبلد في عرض ساعة برلمانية، في عرض جلسة برلمانية، والنواب مشغولون بهرتلات فضائية، تخيل رئيس البرلمان يشكر نائبا على «سبابه» على الفضائيات، هل من مزيد؟!..

مش عارف من أين استقى الدكتور على عبدالعال وصف «أطهر برلمان»، من الطهر والعفاف، طبعا سيغضب رئيس البرلمان، وهذا حقه، وحق المحترمين في البرلمان، ولكن لابد من تطهير البرلمان من الرجس السياسى، ليست دعوة للحل كما صدر من رئيس البرلمان، هو قائلها.