أكد رئيس البرلمان العربي، أحمد بن محمد الجروان، دعم البرلمان لجهود وقف إطلاق النار الجاري حاليًا في سوريا، حقنًا لدماء السوريين، داعيًا إلى عدم خرق الهدنة تحت أي ظرف من الظروف.
وقال الجروان، في كلمته أمام افتتاح الجلسة العامة الثالثة لدور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الأول 2015 ـ 2016 التي عقدت أعمالها اليوم بمقر الجامعة العربية، إن المسؤولية الإنسانية والقانونية الدولية تحتم على العالم استغلال هذه الهدنة من أجل إغاثة الشعب السوري الذي عانى الأمرين خلال الخمس سنوات الأخيرة من تقتيل وتشريد وتجويع.
وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية تجاه الأزمة السورية، ودعم التوصل إلى حل سياسي عاجل للأزمة، بناء على قرارات مؤتمر جنيف 1.
كما طالب رئيس البرلمان العربي مجددًا النظام الإيراني بالكف عن التدخل في شؤون الدول العربية، واحترام مبدأ حسن الجوار، مكررًا الدعوة لإيران إلى إنهاء احتلالها والتجاوب مع مطلب الإمارات في حل قضية الجزر الإماراتية المحتلة «طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى» بالتفاوض المباشر أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.
وأكد أهمية أن تبني علاقات بين الدول العربية ومحيطها الإقليمي والدولي على المصالح المشتركة واحترام سيادة الدول والاستفادة من هذه العلاقات لما فيه مصلحة شعوب المنطقة والعالم أجمع، منبهًا إلى أن سياسات بعض الدول تجاه عدد من الأقطار العربية من تدخلات سياسية وعسكرية والتدخل السافر في الشؤون العربية لا تخدم السلم في المنطقة وتنافي مبادئ حسن الجوار، وهو ما من شأنه تأزيم المواقف وإشعال فتيل المزيد من الأزمات في المنطقة والعالم.
وأوضح «الجروان» أن «تطورات الوضع في الوطن العربي ومحيطه الإقليمي تفرض علينا كممثلين للشعب العربي ومعبرين عن آماله وتطلعاته العمل وفق رؤية واستراتيجية عربية شاملة من أجل مجابهة هذه الأخطار بكل حزم وإرادة والنهوض سويًا بالأمة العربية».
وعبر عن أمله في أن تشكل نتائج المؤتمر الأول لرؤساء البرلمانات والمجالس العربية، الذي عقد قبل عدة أيام، بداية جدية لتعضيد العمل العربي المشترك ببعديه الرسمي والشعبي، وإثراء التوجه العربي الوحدوي في مجابهة الأزمات والأخطار التي تهدد الأمة العربية.
وحيا «الجروان»، في كلمته، صمود الأسير الفلسطيني البطل محمد القيق، وإرادته التي لم تٌقهر على مدار 94 يوماً متواصلة، وتحديه سياسة الاعتقال الإداري التعسفية وقوانين الاحتلال الصهيوني الظالمة، معتبرًا أنه أصبح رمزًا من رموز مقاومة الشعب الفلسطيني.
وجدد مطالبته المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتطبيق القوانين الدولية لحل القضية الفلسطينية، وإقامة الدولة الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، بما يضمن للمنطقة استقرارها وأمنها.
كما طالب المجتمع الدولي بضرورة ردع سياسات الكيان الصهيوني الاستعمارية والاستفزازية، وبالأخص منها الجرائم الأخيرة تجاه الشعب لفلسطيني في مدينة القدس والحرم القدسي الشريف.
وعبر «الجروان» مجددًا عن استغرابه الشديد لقرار البرلمان الأوروبي دعوة الاتحاد الأوروبي إلى حظر تصدير الأسلحة إلى السعودية، مستنكرًا إصدار مثل هذا القرار دون معلومات دقيقة والادعاءات الواهية التي ليس لها أساس من الصحة ضد عملية الحزم وإعادة الأمل باليمن التي جاءت بطلب من الحكومة الشرعية لمواجهة الحوثيين.
كما أعرب عن دعم البرلمان للشعب الليبي في مسعاه للحوار وللمصالحة وحل الأزمة، مطالبًا المجتمع الدولي برفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي حمايةً للشعب الليبي، ولمواجهة الإرهاب، وفرض القانون، لتنعم دولة ليبيا بالأمن والأمان، وتأخذ دورها الفاعل على الساحة العربية والإقليمية والدولية.