أبناء فان جال يوجهون ضربة قوية لحظوظ أرسنال في اقتناص البريميرليج (تقرير)

كتب: أحمد شفيق الأحد 28-02-2016 22:33

لم يتوقع أشد المتفائلين من مشجعي مانشستر يونايتد بأن يقدم فريقهم هذا الأداء البطولي، أمام أرسنال، مساء الأحد، مع قائمة غيابات تجاوزت 11 لاعبًا، أغلبها من العناصر الأساسية للفريق مثل روني وسمولينج ومارسيال، نجح خليط مان يونايتد بين الشباب والخبرة في تحقيق انتصارا مستحقا على حساب فريق أرسنال القوي، الذي ضاع تمامًا أمام شباب وحيوية مانشستر يونايتد وعانى طوال الـ90 دقيقة من عمر المباراة.

صاحب الأرض لعب المباراة بنفس تشكيل مباراة، الخميس الماضي، أمام ميتلاند الدنماركي، المباراة التي انتهت بفوز ساحق للشياطين الحمر بخمسة أهداف مقابل هدف، ويبدو أن هذه النتيجة هي التي حفزت لويس فان جال للحفاظ على نفس التشكيل، مع إدخال ماركوس روخو في مركز الظهير الأيسر وعودة الحارس الإسباني دافيد دي خيا لعرين الفريق.

أرسين فينجر لم يجر أي تغييرات محورية عن صفوف الفريق الخاسر في منتصف الأسبوع الماضي أمام برشلونة، وقرر المدرب الدفع بلاعب اليونايتد السابق داني ويلبيك على حساب المهاجم الفرنسي أولفييه جيرو.

أبناء فان جال فاجئوا الضيوف تمامًا، لم يتجه الفريق للاحتفاظ بالكرة أو التمرير إلى الخلف مثلما عهدنا هذا الفريق طوال الموسم، الفريق غير استراتيجيته ونهجه تمامًا في مباراة اليوم ولعب على تقدم أطراف أرسنال والمساحات الخالية خلف الظهيرين الأيمن والأيسر، واللعب بأسلوب مباشر.

أسلوب لعب فريق مانشستر يونايتد انعكس على إحصائيات المباراة التي شهدت وصول أرسنال لنسبة تخطت الـ60%، وهذا شيء لم يحدث أبدًا هذا الموسم أن يمتلك فريق نسبة استحواذ على الكرة أكثر من مانشستر يونايتد في ملعب أولد ترافورد.

مانشستر يونايتد تعمد الهجوم والضغط من الناحية اليمنى للفريق والجبهة اليسرى لفريق أرسنال، فاريلا مع تحركات ماتا ولينجارد شكلوا خطورة كبيرة على ناتشو مونريال الذي وجد نفسه في أكثر من موقف وحيدًا أمام ضعف الدعم من رامسي وكوكلين وسانشيز، واستقبل أرسنال هدفين في الشوط الأول من الرواق الأيسر ونتيجة لسوء تمركز قلبي الدفاع كوسيلني وباوليستا اللذان فشلا في التعامل مع صاحب الـ18 ربيعًا، ماركوس راشفورد، ليسجل الناشئ هدفين في أولى مبارياته بالبرميرليج، ويسجل اسمه في سجلات البطولة بعد أن أصبح أصغر لاعب في تاريخ البريميرليج يسجل هدفين في أول مباراة له في البطولة.

هدف أرسنال جاء بنهاية الشوط الأول نتيجة ضعف تمركز قلبي دفاع مانشستر يونايتد، ونجح داني ويلبيك في تسجيل هدف أعاد به فريقه للمباراة، وهو أيضًا هدف في شباك فريقه القديم.

مانشستر يونايتد أجبر أرسنال طوال المباراة على الذهاب لعمق الملعب أمام تمركز ذكي وواعي من أطراف الفريق الدفاعية، بالإضافة لدعم ممتاز من لاعبي الأطراف الهجومية لينجارد وديباي لظهيري الجانب.

في منطقة الوسط كان التمركز الدفاعي الثابت من مورجان شنايدرلين الذي قدم مباراة ممتازة، بالإضافة إلى دعم كبير من اندير هيريرا، ولجأ ثنائي الوسط لارتكاب الأخطاء في أكثر من مناسبة لإيقاف بناء هجمات أرسنال، 21 مخالفة ارتكبها لاعبو مانشستر يونايتد، ثلثهم بين هيريرا وشنايدرلين.

راشفورد أكد على براعته كمهاجم ممتاز، وتحرك بشكل رائع ليخلخل دفاعات أرسنال كما دأب على فعل ذلك طوال المباراة، وتحرك للناحية اليسرى من دفاعات أرسنال في كرة مرتدة، ومرر على حدود الـ18 لهيريرا القادم من الخلف في غياب تام لمحوري الارتكاز كوكلين ورامسي، ليسدد هيريرا بشكل قوي ويحولها كوسيلني إلى شباك مرماه ليتقدم مانشستر بنتيجة 3-1.

عاد أرسنال سريعًا للمباراة من فرصته الوحيدة المحققة في الشوط الثاني، بعدما تصدى دي خيا لكرة صعبة من ويلباك قبل أن يتابعها أوزيل في الشباك في زاوية صعبة على الحارس الإسباني ليعيد فريقه للمباراة مرة أخرى.

على الرغم من رجوع أغلب عناصر مانشستر يونايتد إلى وسط ملعبهم وترك الكرة لفريق أرسنال، إلا أن فريق أرسنال عجز تمامًا عن خلق أي فرصة أو لعبة خطرة طوال الشوط الثاني سوى الهدف الثاني، مرر لاعبو أرسنال يمينًا ويسارًا وحاول سانشيز وتحرك أوزيل، ودفع فينجر بجيرو بديلًا لوالكوت، لكن الأمور لم تفلح تمامًا.

فينجر قرر سحب الفرنسي كوكلين لحساب المصري محمد النني الذي شارك في أولى مبارياته في البريميرليج، لكن النني لم يقدم الإضافة الهجومية المنتظرة ولعب بشكل متحفظ للغاية وظل قريبًا من دائرة الوسط لتأمين قلبي الدفاع.

وسط الملعب الهجومي لمانشستر يونايتد أظهر الفارق بين الفريقين في المباراة بتفاني ماتا ولينجارد وديباي في المساندة الدفاعية والضغط القوي على الخصم، ونجاح هذا الثلاثي في الحفاظ على الكرة تحت الضغط والتحركات في المساحات الخالية التي تركها ظهراء الجانب الدفاعيين لأرسنال.

فان جال تفوق تكتيكيًا بشكل شبه تام، خانته في بعض الأوقات الغيابات الدفاعية، لكن العناصر الشابة راشفورد وفاريلا والأسماء الأخرى من لينجارد وديباي قدمت مباراة لن تنساها أمام الغريم الأبرز لليونايتد في عهد البريميرليج، أرسنال.

أما أرسين فينجر فعليه أن يدرك أن الفرص تتلاشى من أمام أنظاره بسرعة مخيفة لعشاق الفريق، أرسنال تأخر عن القمة بـ5 نقاط، وخسر أمام مانشستر يونايتد وهو «اليونايتد» في أضعف حالاته الفنية والمعنوية.

الخريطة الحرارية لتحركات هيريرا

الخريطة الحرارية لتحركات ممفيس

الخريطة الحرارية لتحركات ماتا