الروح أصفى من الجسد، أنقى من العقل، أوعى من القلب، الروح صافية نقية واعية محفوظة مغلفة بغشاء من البكارة لم يمسسه بشر، الروح جنين مكتمل الطهارة يحيا داخل حَضانة معقمة أبدعها الخالق لا تسمح بتسرب الملوثات إلى الداخل ولا الانسياق وراء الأفكار والاتجاهات ولا الانغماس فى الميول والرغبات، الروح وديعة تقية محتشمة تسكن بمنأى عن إمارة النفس وتحجُر العقل وتقلب القلب وتهالك الجسد، لا تمرض ولا تشيخ، ومحظوظ من يتصالح معها فى رحلته العمرية لأنها بالطبع ستقيه شر شرور الأشرار المسبب للأزمات المؤدى للأوجاع، ومن هنا حين تبث الروح حديثها إلينا علينا بالإنصات المصغى حتى نعلم وننفذ.. اسمع ما تقوله الروح للخلائق:
■ ابدأ يومك بسماع موسيقى محببة إلى روحك وتجول من الحين للآخر وسط الطبيعة الخلابة لتتنفس، واشتر الورود دون مناسبة لتبتهج، وأرسل كروت معايدة بخط يدك لتسعد، واتصل تليفونياً بأصدقائك القدامى الذين يفتقدون صوتك، وقم بزيارة الأقارب الذين يشتاقون إلى رؤيتك، شاركهم الاحتفالات العائلية والمناسبات الاجتماعية ولا تتحجج بالانشغال ولا تختصر المشاعر فى تقديم الواجب، أنت تطبطب على روحك بالدرجة الأولى فانتبه قبل أن تفوتك لحظات لا تعوض.
■ اهتم بعافيتك البدنية عن طريق المواظبة على ممارسة الرياضة ثلاث مرات أسبوعياً لتجديد دمائك، واهتم بصحتك الغذائية عن طريق تنظيم وجباتك النافعة، فلا تحرم روحك من مذاق طيب بسبب الرجيم، ولا تكثر منه انتقاماً من الرجيم، الاعتدال مفيش أطعم منه.
■ تزوج بمن تحب من أجل الحب فقط لأن هذا القرار مسؤول عن 90% من سعادتك أو تعاستك، وفى ورق تنسيق حياتك اجعل الحب رغبة أولى لأنه وحده الكفيل بقبولك والتحاقك بكليات قمة الاستقرار الاجتماعى والمهنى ثم التخصص فى قسم العيال والأحفاد والذى منه.
■ صافح البشر من حولك بترحاب وود، خاطبهم فى عيونهم باهتمام، فإن لغة جسدك الإيجابية تجاه من تصافحه وتحاوره تزيح أطناناً من الخجل والارتباك، كما يرطب الجو العام المحيط فيسمح بمرور تيار التوافق والانسجام دون انقطاع.
■ احترم الأقل منك سناً أو مقاماً ولا تسخر من قلة شأنه أو حتى ضآلته، فكل منا له دور ورسالة مخصصة وموجهة لك مهما صَغُر حجمه أو قيمته.
■ مد يد العون للجميع ولا تبخل بالمساعدة طالما فى إمكانك تقديمها، لا تتخلَّ عن من له عشم وياك يا جميل ولا تحرجه أو تجرحه بما فعلت وسَويت من أجله، كلنا فى احتياج للدعم بكل صوره وأشكاله.
■ الإحباط يقتلع الأمل من جذوره، يبيد الإصرار، يعصف بالعزيمة، يهدر الطاقة، يهدم السعى، والاستسلام له يدفع إلى مزيد من التراجع فيطيح بالعمر أرضاً، تماسك ولا تنجرف وراءه، كن خاسراً مستفيداً من الأخطاء أكثر منك رابحاً مستميتاً على الامتيازات.
■ لا تلم نفسك على أخطائك لأنها تجارب حية مضافة إلى رصيد الوعى والإدراك والتقييم لديك، ولا تبحث عن نواحى القصور لدى الآخرين لتنتقدهم وتعطى لأفعالك المبررات، فهذا إسقاط، واعلم أن ما يجعلنا نتعرض للمشكلات فى معظم الأحيان ليس ما لا نعلمه وإنما ما لا نقوم به، إذن واجه مساوئك بجرأة وشجاعة واعترف بها واشتغل عليها وبادر بالتراضى ترضَ.
■ كبت المشاعر أو تقييدها لا يسمح لها بالاختفاء وإنما يكثفها بعنف، وبالأصل أنت مصدرها ومنبعها الأساسى، فلا أحد يشعلك أو يخمدك غيرك، لذا اشحنها بخصال المحبة والثقة والتسامح والتصالح، وتخلص فوراً من التردد والخوف والثلث والغضب، لأنه كلما ازددت تردداً وخوفاً وقلقاً وغضباً ازددت غباءً والعكس صحيح.
• احتفظ بأسرارك لنفسك وفكر مرتين وثلاثاً وعشراً قبل أن تأتمن صديقاً على سر، فالبشر تتحول والمواقع تتبدل والأمور تتغير والدنيا قلابة، فلا داعى لصدمات اللسعة من الشوربة والأضرار للنفخ فى الزبادى.
■ هناك نوعان من الأشخاص، نوع لا يرغب فى العمل ونوع لا يرغب فى التوقف عن العمل، وبالمنطق لا يصح أن تكون كسولاً عاشقاً للأنتخة، خالياً من المسؤوليات ولا شغااااال عمال على بطال محملاً بجبال من الالتزامات إلى درجة الإدمان، التوازن مطلوب وترتيب الأولويات مهمتك التى لا تقل أهمية عن المهام الموكلة لك بجدول أعمالك، وتذكر أن 80% من نجاح أى عمل يتوقف على قدرتك فى التعامل مع المستجدات والتعاطى مع القريبين والبعيدين بنسبة وتناسب.
■ الأجهزة الإلكترونية صُممت خصيصاً لتيسير أعمالك وتحسين أدائك ومعلوماتك، وتسهيل وتبسيط حياتك، فلا تحولها إلى مصادر إزعاج تحاصر أوقاتك الثمينة وتحرمك من الاستمتاع بالحياة ذاتها ويبقى ضاع العمر يا ولدى.
■ احذر من تحويل أهدافك الطموحة إلى المحدود المتاح أمامك، لا تجعل الصعاب تشعرك بعدم الكفاءة لأنه إذا نجحت فى أداء شىء كخطوة أولى فإنها حتماً ستنقلك إلى مرتبة أعلى من الأداء، حدد رغباتك واسعَ لبلوغها، فالأحلام تتحقق بالاجتهاد على أرض الواقع لا بالسرحان الهائم العائم على وجهه فى الخيال اللبنى.
■ كن ذاتك المجردة من الألوان الصناعية، لا تنقد لأحد ولا تقلد غيرك لتحصل على إعجاب وتقدير الآخرين، دبر شؤونك ورتب أفكارك والتزم بمواقفك وعش حياتك بالطريقة التى تناسبك، فأنت حر ما لم تضر، لا تنغلق بحجة التأمل فهذا لا يخزن طاقتك إنما يقضى عليها، وعلى كل سبل التواصل والاتصال بالوجود، تخلص من التوحد بالاندماج، تبادل التجارب، اكتشف الجديد، راهن على المستحيل، أطلق الطفل المسجون بداخلك، دعه يضحك ويبكى دون حرج، يخسر ويفوز بغير ندم، يجازف ويتراجع بلا لوم، يعيش ولا يموت حياً، ولا تخش الجروح التى تسبب الألم لأنها تطهر النفوس، والشدائد لا تأتى إلى لمن يخشونها، لا تخف الحياة وواظب على الشكر والصلاة واطمئن جداً، ولا تفكر فى الأمر كثيراً بل دع الأمر لمن بيده الأمر.