لماذا لا نحاسب الحكومة؟

ناجي عبد العزيز الأحد 28-02-2016 22:26

تلقيت اتصالا من مستثمر عربى سورى عندما كتبت مقالا يوم الجمعة الماضى بعنوان «دولارات خارج الصندوق»، اتهمنى بالعجز عن طرح أفكار من خارج الصندوق، لا نهتم بالمستثمر الصغير والمتوسط. الخلاصة، قال الرجل: مازال «اقتصادكم دليفرى» لم تفكروا فى إنتاج محتوى الدليفرى.. لجأتم من قبل لبيع القطاع العام لسداد جزء من الدين الخارجى ولم تفكروا فى تطوير إدارته وإسنادها للقطاع الخاص، ودائما ما تفكرون فى البيع لقضاء حوائجكم.. لم تفكروا فى إنقاذه عبر المشاركة مع القطاع الخاص ولو بالإدارة فقط.. لقد استسهلتم البيع.. واصل الرجل: الحل الأساسى القائم على إنتاج كل ما تستهلكونه أولا ولديكم الموارد والإمكانات.. تساءل الرجل: «ماذا جنيتم من شرم الشيخ؟.. عيبكم أنكم تريدون اللعب مع الكبار مع أنكم تمتلكون حق دعوتهم أو عدم دعوتهم للعب يعنى بمزاجكم أنتم».

تساءلت فعلا: ماذا تحقق بعد شرم الشيخ وكنت ضمن وفد الجريدة المشارك فى تغطية فعاليات المؤتمر.. هل كانت مجرد «حفلة مساعدات ومعونات جديدة وبضعة مشروعات تم إسنادها لشركات كبرى»؟ هل ينتهى الأمر عند هذا الحد؟!

لماذا لم نحاسب الحكومة والوزراء بعد شرم الشيخ.. صحيح لماذا لا؟!.. ماذا فعل وزير الاستثمار بالقانون الجديد.. هل حرك المياه الراكدة؟.. ماذا حدث لقوانين العمل والتأمينات والضرائب والثروة المعدنية التى ضجت قاعات المؤتمر بوعود تخصها؟.. ماذا حدث للصادرات؟ وما تم إصداره هل تم تفعيله؟.. وما لم يصدر ما مصيره، وهل من الوارد دفنه بأيادى «الانكشارية»، أم بأيدى أشباه المثقفين الحنجورية المتاجرين زورا ورياء بحماية الطبقة العاملة وهم يعرفون أنهم أول من «يبيعوا أبوهم»؟.. لماذا يهرول البعض نحو أفكار المطور العقارى والصناعى، ولماذا لا تؤدى الدولة فى المرحلة الحالية دور المطور العقارى والصناعى بنفسها ولو مؤقتا؟.. وإذا كانت لا تملك، فلماذا لا تلجأ لأفكار مثل فكرة تمويل تفريعة القناة الجديدة؟.. لماذا لا تبنى مساكن وتبيعها بشروط أكثر يسرا وأقل عبئا، ولماذا لا تنشئ مناطق صناعية بنفسها وتمنحها بحق الانتفاع لمن يريد بسهولة ويسر بدلا من «الحوارى السد» التى يدخلها المستثمر الراغب فى ضخ استثمار جديد لتضمن لنفسها إيرادا سنويا بجانب ما ستجنيه من ضرائب أو جمارك أو تأمينات وغيرها؟.. بعضهم سيتهمنى ببيع العمال لأصحاب الأعمال... والآخر سيتهمنى ببيع البلد وإهدار ثرواته، والآخر سيشكك فى وطنيتى أو.. أو.. أو.. وهنا أعود لصديقى المستثمر عندما قال فى مكالمته: يا صديقى عندما يربح المشروع سيربح الجميع، ولا يجب إهدار الوقت والجهد والفرص فى إعادة اختراع العجلة.