كاثرين بوتز يكتب: لماذا بدأ السيسى جولته الآسيوية من كازاخستان؟

اخبار الأحد 28-02-2016 21:38

نقلا عن مجلة «ذا دبلومات» المهتمة بشؤون الدول الآسيوية

قضى الرئيس عبدالفتاح السيسى يوما واحدا فى الأستانا فى طريقه إلى اليابان فى زيارة أسيوية تشمل أيضا كوريا الجنوبية، ويصادف هذا التوقف أول زيارة للسيسى لدولة فى آسيا الوسطى منذ توليه الرئاسة فى عام 2014.

الزيارة لا تبدو أنها حققت شيئا كبيرا، رغم المناقشات بشأن زيادة حجم التجارة الثنائية التى يمكن أن تكون مربحة فى نهاية المطاف، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالحبوب التى تستوردها مصر بكميات كبيرة وتصدرها كازاخستان بكميات كبيرة أيضا. قبيل الزيارة رفعت كازاخستان حظر رحلات الطيران إلى مصر، الذى فرضته بعد تحطم طائرة الركاب الروسية فى أواخر أكتوبر 2015 بعد وقت قليل من إقلاعها من شرم الشيخ.

وقال سفير كازاخستان فى مصر، بيريك ارين، فى مقابلة مع صحيفة «أستانا تايمز» إن كلا من مصر وكازاخستان تلعبان أدوارا قيادية فى منطقتيهما، مضيفا أن حجم التجارة الثنائية بلغ 50 مليار دولار فى عام 2015، وترغب كل من القاهرة والأستانا فى زيادة هذا الرقم، وأشار «ارين» إلى الأدوية، والمنسوجات، والزراعة، والسياحة، والصناعات الفضائية كأهداف رئيسية لزيادة التعاون. وربما عن طريق الخطأ، قال إن مجموعة «أمريكانا» المصرية حاضرة وبقوة فى السوق الكازاخية، وبالفعل مجموعة «أمريكانا» فتحت عشرات مطاعم «كنتاكى» وكافيهات «كوستا كوفى» فى كازاخستان، لكنها فى الواقع شركة كويتية.

وكما هو الحال دائما، كانت هناك نغمات تاريخية لهذه الزيارة، وبصرف النظر عن كونها أول زيارة رسمية للسيسى إلى كازاخستان، أشارت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية إلى أن هذه الزيارة تتزامن مع ذكرى إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين فى مارس 1992.

ولا تتلقى آسيا الوسطى كل الأهمية التى تستحقها باعتبارها نقطة لقاء وعقدة حرجة فى تاريخ العالم، لكن أستانا هى من تجذب الأضواء إلى الكازاخ باعتبارها كانت دوما بارزة فى اللحظات المحورية. وفى هذه الحالة، قال «ارين» فى مقابلته: «يكن المصريون احتراما كبيرا لذكرى الابن المجيد لسهوب كازاخستان، السلطان بيبرس، الذى حكم مصر لمدة 17 عاما ولعب دورا هاما فى تاريخ العالم الإسلامى».

السلطان بيبرس، رابع سلطان مملوكى، وكان شخصية محورية فى التاريخ المصرى، وولد، بالمناسبة، فى مكان ما على السهوب الأوراسية لعشيرة كيبشك التركية، وعندما أصبحت المنطقة تحت سيادة أحد ورثة الفتوحات المغولية فى العقود التى تلت وفاة جنكيز خان الذى باع الرقيق الناطقين باللغة التركية إلى إمبراطوريات الشرق الأوسط، كان «بيبرس» واحدا منهم، وكانت هذه هى الطريقة التى جاء بها «بيبرس» إلى مصر.

واشتراه أحد أواخر الحكام الأيوبيين، الملك الصالح نجم الدين أيوب، ضمن أعداد كبيرة من عبيد الكيبشك الذين اشتراهم لجيشه، وكانوا يعرفون باسم المماليك، وهناك عاش «بيبرس» وتم تدريبه وتلقينه فنون القتال، وأثبت نفسه عسكريا فى القبض على لويس التاسع من الحملة الصليبية السابعة فى فرنسا فى معركة المنصورة. وفى نهاية المطاف، استولى المماليك على السلطة من الأيوبيين وفى الوقت المناسب، أصبح «بيبرس» سلطانا بعد اغتيال السلطان الثالث، وربما يكون «بيبرس» نفسه هو من قتله.

بالطبع، العلاقات الحديثة بين مصر وكازاخستان هى أكبر بكثير من إرجاعها لأحداث تاريخية على ما تبدو غامضة، لكنها مع ذلك مثيرة للاهتمام. وما يثير الاهتمام أكثر خطط مصر للانضمام إلى اتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الاقتصادى الأوراسى، خاصة أن كازاخستان هى أحد الأعضاء المؤسسين، ولا نرى الكثير من الحديث حول هذا الموضوع، وإن كان «ارين» قال فى مقابلته المذكورة إنه يدعم هذه العملية، وفى ديسمبر، قالت وكالات أنباء آسيوية إن المفاوضات قد تبدأ فى عام 2016.

ترجمة - غادة غالب