يتعرض عمال الألومنيوم لمخاطر صحية عديدة لعدم اتباع أى وسائل أمان أو حماية، منها التعرض المستمر ولمدد طويلة للغبار الناتج من تلميع الألومنيوم، حيث إن به شوائب تضر الرئة، إلى جانب التعرض لدرجة حرارة تزيد على 80 درجة مئوية طوال ساعات العمل يقضيها العمال فى الصهر بالأفران الخاصة، بالإضافة لمخاطر بتر الأصابع على ماكينات الدرفلة والسحب، والحرائق الناجمة عن انفجار أسطوانات الغاز، ما تسبب فى وفاة وتفحم 5 عمال العام الماضى.
رغم سنين عمره التى تتخطى السبعين ووجهه الذى يكسوه الغبار والأتربة، إلا أنه مازال حريصا على الخروج من منزله فى السابعة صباحا للعمل فى الورشة التى يعمل بها، ولكنه اختار لنفسه عملا مخففا يناسب سنه كـ «نحات للألومنيوم».
يقول الحاج سعد يوسف خاطر، 71 سنة: «أعمل فى تلك الصناعة منذ 35 عاما وقبلها كنت باشتغل فى النحاس وبدأت العمل وأنا عمرى 13 سنة وكنت أعمل مع والدى وجدى فى النحاس وعندما انقرضت تلك الصناعة، توجهنا إلى الألومنيوم، وبدأت (صبى) حتى وصلت إلى معلم، ولعدم قدرتى البدنية على العمل فى الدرفلة والسحب والتشكيل اشتغلت «نحات» ومهمتى هى تعديل وتصحيح الأخطاء التى تتركها الآلات فى الألومنيوم بعد تشكيله لأوانى».
ويضيف: «زمان كان الشغل أفضل وأكتر لكن للأسف دلوقتى الحال واقف والدنيا مش تمام وكتير من العمال قعدوا فى بيوتهم يا إما بسبب المرض أو الإصابة أو التسريح بسبب غلق المصانع».
ويجلس الحاج سعد فى أحد مصانع الألومنيوم على كرسى خشب ويقوم بدق الأوانى بشاكوش معدنى صغير لتصحيح الأخطاء الموجودة بالمنتج ولايرتدى كمامات ولا أى وسائل للأمان ويقول: «دى شغلانة مهمة لكنها بسيطة ومجهودها يناسب سنى».
ويقول عبدالفتاح أبوعيش 50 سنة: «باشتغل بقالى 20 سنة فى المهنة دى وشغلتى هى وضع الألومنيوم فى مادة الصودا الكاوية لتتخلص من المادة الزرقاء التى تظهر عليه ثم أضعها فى مياه باردة لتبريدها قبل أن يتم نشرها أمام الورشة لتجف».
وعن المخاطر التى يتعرض لها أثناء عمله يقول: «أكل العيش مر والقعدة فى البيت من غير شغل أمر ومافيش أمامنا غير الشغل ده ولو المصانع قفلت هنتشرد إحنا وعيالنا ومش هنعرف نشتغل حاجة تانية لأننا متعلمناش غيرها ومانعرفش حاجة اسمها وسائل أمان لأن احنا بنشتغل بذراعنا».
ويقول أيمن محمد عطية الشاعر، 34 سنة: «مخاطر العمل فى الألومنيوم كتير منها الأمراض الصدرية والبتر وأمراض العمود الفقرى وغيرها من الأمراض التى قد تسبب عجز العامل أو وفاته، كما أن التأمين لا يكفى».
ويضيف: «أعمل بأحد المصانع من 18 سنة ومؤمن على من 10 سنين وأصبت بغضروف فى الركبة وعندما ذهبت للتأمين للعلاج حولنى على المنصورة وقعدت أسابيع كعب داير مابين المنصورة وميت غمر وفى النهاية أكد لى الطبيب أننى أحتاج جراحة عاجلة وفوجئت بعدها إنه بيحدد لى العملية بعد سنتين وقال للأسف عندما يأتى دورك هتكون حالتك أسوأ وفى النهاية عملت العملية عند طبيب خاص بمبلغ 8 آلاف جنيه استدنتهم حتى أنقذ ركبتى وأستطيع المشى والعمل».
ويؤكد هانى إسماعيل، أحد أصحاب المصانع ضرورة اهتمام الدولة بأن يشمل العمال تأمين صحى لأن الإصابات تفقد العامل مصدر رزقه وتكون عبئا والتزاما على صاحب العمل والمتوفى فى المسبك، ونتيجة هذه الصناعة لا يحصل أهله على أى تعويض ويحصل العامل فى حالة العجز على معاش قدره 100 جنيه فقط.