قال سفير كوريا الجنوبية فى القاهرة، جونج كوانج كيون، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى، إلى سول المقرر لها أوائل مارس المقبل، الأولى منذ عام 1999، أى منذ 17 عاما، معتبرا أن هذه الزيارة «حجر الزاوية» لتعميق العلاقات بين البلدين، وستعمل على جذب انتباه المستثمرين الكوريين المهتمين بفرص الاستثمار المحتملة فى مصر. وأضاف كيون فى حواره لـ«المصرى اليوم»، أن مصر لديها ثروة بشرية هائلة، حيث يبلغ عدد سكانها 90 مليون نسمة، يشكل الشباب من هم أقل من 30 عاماً ما يقرب من 60٪ من إجمالى عدد السكان، لافتا إلى أن ذلك يمثل المحرك الرئيسى للنمو والازدهار فى السنوات المقبلة.
■ شهد عام 2015 احتفالا بالذكرى الـ20 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين بين مصر وكوريا الجنوبية.. كيف ترى هذا الاحتفال؟
- تتمتع كوريا ومصر بعلاقات قوية ومزدهرة، من شأنها تطوير علاقات الصداقة والتعاون، والاحتفال بهذه الذكرى يؤكد أن العلاقات الثنائية وصلت إلى مرحلة النضج، وأعتقد أننا سنصل بهذه العلاقات إلى مرحلة أكثر نضجا وحيوية، وعلى ثقة بأن العام الحالى سيشهد مرحلة جديدة من التعاون بين كوريا ومصر، فعقب لقاء القمة بين الرئيسة الكورية الجنوبية، بارك جيون هاى، والرئيس عبدالفتاح السيسى على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك فى عام 2014، زار رئيس وزراء كوريا مصر فى عام 2014 لمناقشة سبل دعم العلاقات الثنائية، كما زار سامح شكرى، وزير الخارجية المصرى، جمهورية كوريا فى نوفمبر الماضى، فى إطار الاستعدادات لزيارة الرئيس إلى سيول، كما عقد وزيرا خارجية البلدين اجتماعاً ثنائياً فى ميونيخ فى فبراير عام 2016، حيث ركزا جهودهما والتزاماتهما على الزيارة الرئاسية المصرية القادمة إلى كوريا.
■ من وجهة نظر بلادكم، ما هو دور الذى تلعبه مصر فى العالم؟
- مصر تلعب دورا رئيسيا فى المنطقة وخارجها، لذا تثمن كوريا مصر كشريك رئيسى لها، وتؤكد على تعزيز العلاقات بين البلدين، كما تتطلع إلى تعزيز أواصر هذه العلاقات لتصل الى مرحلة بلوغ المصداقية الفعلية على نطاق واسع.
■ كيف ترى الأوضاع فى مصر بعد ثورتين؟
- مع اكتمال خارطة الطريق السياسية بمراحلها الثلاث فى ديسمبر الماضى، وتشكيل مجلس النواب الجديد فى يناير الماضى، تكون مصر على أهبة الاستعداد للانطلاق نحو بناء «مصر جديدة». وتقف كوريا، التى مرت بنفس تجربة التنمية، على استعداد تام للتعاون مع رؤية مصر العظيمة، وفتح آفاق جديدة فى جميع المجالات.
■ زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى المرتقبة إلى كوريا الجنوبية هى الأولى منذ عام 1999، فكيف سيكون تأثيرها على العلاقات بين البلدين؟
- تعد زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس مصر، إلى سيول المقررة فى أوائل مارس المقبل، هى الأولى منذ عام 1999، أى منذ 17 عاما، وأنا أتطلع إلى هذه الزيارة، فهى من شأنها أن تولد زخما كبيرا لدفع علاقات الصداقة والتعاون إلى مستوى جديد، وعلى يقين أيضا أن شراكتنا ستنمو أكثر قوة. وأعتقد أننا سنشهد علاقات تعاون أقوى وعلى نطاق أشمل، مما سيؤدى إلى ازدهار واستقرار مشترك، كما أن هذه الزيارة ستكون حجر الزاوية لتعميق العلاقات بين البلدين.
■ ماذا عن التعاون الاقتصادى بين البلدين فى عام 2016 وما بعده؟
- مصر لديها ثروة بشرية هائلة، حيث يبلغ عدد سكانها 90 مليون نسمة، يشكل الشباب من هم أقل من 30 عاماً ما يقرب من 60٪ من إجمالى عدد السكان، ما يمثل المحرك الرئيسى للنمو والازدهار فى السنوات المقبلة، وفى الوقت نفسه، تتمتع مصر بموقع جغرافى استراتيجى متميز يربط بين الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب أوروبا.
■ ما نوع الاستثمارات الكورية فى مصر، وهل تكون نسبتها فى تصاعد أم لا؟
- أظهرت الاستثمارات الكورية فى مصر اتجاها تصاعديا منذ عام 2013، حيث ارتفعت بنسبة 64٪ فى عام 2015، وترتكز معظمها فى مجالات الصناعات الإلكترونية، والمنسوجات، والصناعات البتروكيماوية. ويعد ما تحقق فى مصنع سامسونج للإلكترونيات فى بنى سويف إحدى قصص النجاح البارزة على الرغم مما واجهته من تحديات، حيث تقوم الشركة بتصنيع ما يزيد على 4 ملايين جهاز تليفزيونى.
■ ما أشكال التعاون من أجل التنمية بين مصر وكوريا؟
- نهضت كوريا من أنقاض ويلات الحرب ومحنة تقسيم البلاد إلى مرحلة التصنيع والديمقراطية فى خلال نصف قرن، وكونها بلدا عانى من ويلات الحرب، فالمرور بتلك التجربة الفريدة، ألهمت الشعب روحا ديناميكية تدفع دائماً إلى الأمام. وفى هذا الصدد فإن كوريا حريصة كل الحرص على أن تشارك العالم تلك الدروس المستفادة من تجربة النمو السريع. وكشريك، فإن مصر تمهد طريقها لتحقيق معجزة اقتصادية شبيهة بتلك المعجزة الكورية.