مناظرة بلا ترتيب!

محمد أمين الخميس 25-02-2016 21:23

لم أتصيّد، بالمرة، خطأ لصديقى الأستاذ يحيى قلاش، فى مسألة تكريم العملاق مصطفى أمين.. حقيقة لم أكن أعرف أن هذا هو رأيه فى عميد الصحافة الراحل.. لذلك فوجئت بذكر قصة الجاسوسية فى السياق وفى النقاش.. على المستوى الشخصى أحب يحيى قلاش.. وقد تلقيت اتصالين منه، أمس.. كما تلقيت اتصالين مماثلين من الأستاذة صفية مصطفى أمين.. وكان هناك ما يشبه «المناظرة» بلا أى ترتيب!

حين طلبتنى «صفية» شكرتنى، ثم أَثْنَت على طلبى بتكريم العملاق الراحل.. فقلت: هذا واجب، لأن مصطفى أمين صاحب فضل على كل تلاميذه، وهو ملك لكل هؤلاء.. وقلت لها إننى حصلت على جائزة مصطفى أمين، ولو كان جاسوساً ما قبلت الجائزة أبداً.. فلا يُعقل أن أحصل على «جائزة الجاسوس».. ثم اتصلتْ بالنقيب تستوضحه، فقال إنه كان فى العزاء، ويبدو أنه تم اجتزاء ما قاله، وراح يتراجع!

صدِّقونى، لا أحب أن أصطنع معركة، ولا أريد النبش فى متاهات سياسية قديمة.. وغير معقول أن نرث تركة بغيضة، لها ظروفها وملابساتها.. وقد بدا فى الاتصالين اللذين تلقيتهما من النقيب يحيى قلاش أنه ربما تسرع، أو أوجز شيئاً، فوقع فى إخلال جسيم.. لكننى فهمت منه أنه سوف يقوم بالفعل بتكريم مصطفى أمين، فى العيد الماسى للنقابة، ضمن 30 شخصية نقابية رفيعة، وهو شىء مهم نقدره له!

بدت الاتصالات، أمس، كأنها مناظرة.. «صفية» تتحدث عن التاريخ والجغرافيا، والمؤسسة، وجمعية مصطفى أمين.. و«قلاش» يتحدث عن اعتزازه بأول حوار صحفى مع العملاق، فى بداياته الصحفية الأولى، نشرته صحيفة «المساء».. وقال: لو كان عندى هذا الشعور ما فكرت فيه، وقال: هناك أسباب كثيرة لا تجعلنى أتهمه بالجاسوسية، وإن كان هناك مَن روَّج لذلك فى وقت سابق، وكانت هناك «محاكمة»!

استشعرت أن الخطاب تغيّر.. فقلت طب كويس!.. خلّينا مهنيين فقط.. فقال: بخصوص المهنية والحزبية، أنا لا يمكن أن أخلط بينهما، وأعتز بتراثنا النقابى كله، ومصطفى أمين فى القلب منه، فقد كان عضوا فى أول مجلس نقابة عن المحررين.. كما أن النقابة تعلو على السياسة وعلى الأحزاب وكل شىء.. وعلى فكرة الذين انتخبونى لم ينتخبونى على أساس حزبى، وإنما على أساس نقابى، وهو ما أعتز به!

وقال «قلاش» أيضاً: أنا لست ابن هذا الميراث البغيض، ولا ابن هذه الثقافة إطلاقاً.. ولا يليق بى أن أحكم على مصطفى أمين.. ربما كان الكلام بيننا على «وقفة السلم» كما يُقال.. وقال: عندنا عشرات القامات تستحق التكريم بلا شك، وقوة مصر الناعمة تنطلق من هذا المكان.. وهناك فارق كبير بين مهنيتى وحزبيتى كما تعلم.. وهو كلام نشجعه وندعمه، وقد أعتبر ما قاله «زلة لسان» فى ظروف عزاء «هيكل»!

حاولت أن أنقل ما قاله «قلاش» فى اتصال «صفية» بى.. حاولت إطفاء النار، وتهدئة ثورة الغضب.. وأعتقد أننى نجحت إلى حد كبير.. فقد قال إنه لا يمكن أن يقولها، ولا يمكن أن يتهم مصطفى أمين بذلك.. قلت: خلاص خير.. «الأستاذ شريف عارف شاهد على الواقعة».. والأهم عندى أن نحترم تراثنا، ونقدّر كبراءنا.. والسلام!