«تخاريف» الإنترنت.. وبلاغ «الإدمان».. وتوكيلات القصراوی!

خالد أباظة الأربعاء 24-02-2016 21:33

يجب أن أقر وأعترف و«أبصم بالعشرة» أن علاقتى بالإنترنت والـ«أون لاين» والتويتر وكل الحاجات التكنولوجية الجديدة دى.. مثل علاقتنا نحن جميعا باللغة الصينية.. أو اليابانية !
ولكن هذا لا يمنع من قيامى -بين الحين والآخر- باللعب فى تليفونى «الذكى» وقراءة الأخبار وبعض الموضوعات.. وفتح «اللينكات» والفرجة على الفيديوهات.
فى كثير من الأحيان أجد معلومات قيمة وأعرف أخباراً جديدة من مواقع وصفحات محترمة وصادقة على الانترنت.. وأشاهد مقاطع من حوارات وبرامج «توك شو» لا أجد الوقت الكافى بالتأكيد لمتابعتها فى مواعيد إذاعتها الأصلية على القنوات التليفزيونية.. ولكن فى أحيانا أخرى أفاجأ بأخبار كاذبة ومعلومات مضللة.. وقصص «تافهة» وصور «خارجة» !!
خبر رياضى على موقع شهير.. بعنوان مثير: «نجم سوبر فى صفوف نادى الزمالك».. أفتح «اللينك» لأفاجأ بالتالي: «رئيس الزمالك يفكر فى تدعيم هجوم الفريق بلاعب متميز العام القادم».. اسمه إيه؟.. منين؟.. بكام؟.. مافيش أى معلومة؟؟ خبر «فشنك» مائة فى المائة..
خبر فنى مهم جدا: «النجم أحمد السقا يفقد قدميه فى حادث سيارة» !.. أفتح «اللينك» لأجد الخبر يقول: «يستعد الفنان أحمد السقا لتصوير فيلم جديد ويتعرض خلال الفيلم لحادث سيارة يفقد فيه قدميه»!.. عنوان مثير.. كاذب وغير حقيقى.. هدفه التلاعب بالكلمات بشكل غير حقيقى !..
وفى مجال السيارات -الذى أفهم فيه بعض الشيء- أجد أيضا بعض الأخبار والمعلومات التى تتناقلها المواقع وتنشر على الانترنت و«الفيس بوك».. والتى تكون كاذبة تماما.. ومضللة للمواطن المصرى فى بعض الأحيان.. وحقيقة أتعجب من سبب كتابتها ونشرها وتناقلها من موقع لآخر!
قبل حوالى ثلاثة أسابيع.. استيقظت على خبر غريب وعجيب و«كوميدى» لمن يفهم فى السيارات ويتابع أخبارها وأسرارها.. الخبر يقول إن رينو فى بلدنا ستطرح طراز فرنسى صغير الحجم «KWID».. بتكنولوجيا جديدة وقدرات خاصة جدا.. وبسعر بيع للمستهلك المصرى قدره خمسة وثلاثون ألف جنيه بالتمام والكمال !..
لم أصدق الخبر بالتأكيد.. واعتبرته بمثابة «نكتة» أو «هزار».. أو ربما خطأ فى كتابة سعر البيع.. إلى أن فوجئت بالعديد من المكالمات التليفونية من بعض أصدقائى ومعارفى يطلبون حجز هذه السيارة من أول «دفعة» تهبط للموانىء المصرية قبل أن يرتفع سعرها وقد يصل إلى 40 ألف جنيه مثلا على أقصى تقدير !..
سارعت بالاتصال بصديقى رامى جاد رئيس قطاع التسويق والمبيعات بـ«رينو».. وقبل أن أنطق بكلمة واحدة بادرنى بالقول: «أكيد هاتكلمنى على العربية اللقطة اللى بـ35 ألف جنيه.. انت صدقت برضه الكلام ده.. ممكن نستورد من فرنسا أربعة چنوط وكنبة وكرسيين وكلاكس بالسعر ده» !!.. رديت قائلا: «أكيد ماصدقتش.. بس لازم تنشروا بياناً وتكذيباً رسمياً لأن الناس بدأت تحلم بالفعل بالسيارة والإمكانيات العالية فيها والسعر الخيالى».. رد قائلا: «هذا ما نفعله الآن.. وبعد أقل من ساعة سيكون التكذيب منشورا فى كافة المواقع.. والسيارة أصلا لا تنتج فى فرنسا ولكن فقط بالهند.. وهى دركسيون يمين.. وسعر بيعها أكثر من ضعف هذا السعر» !!..
الأسبوع الماضى كنا أمام خبر آخر على المواقع والصفحات.. يندرج أيضا تحت بند الأخبار الكاذبة والمضللة.. تفاصيل الخبر تقول:
وصول شحنة سيارات ضخمة لميناء السويس من طراز ڤيرنا ڤيڤا 2015 !
السيارة الجديدة مستوردة من الهند وهى من نفسى مواصفات وقدرات طراز «هيونداى ڤيرنا» الكوري !
قام عشرات من تجار السيارات بالسويس بإنهاء إجراءات الإفراج الجمركى عن السيارة الجديدة التى ستحدث هزة كبيرة فى سوق السيارات فى بلدنا لأن التجار يفكرون فى بيع السيارة بسعر أقل من هيونداى ڤيرنا بحوالى 20 ألف جنيه !!..
من المتوقع أن يتم بيع ما يزيد على 25 ألف سيارة من طراز «فيفا الهندية» فى السوق خلال الشهور القادمة.. خاصة بعد أن نجحت سيارة هيونداى الـ«فيرنا» فى تحقيق المركز الأول فى مبيعات فئتها عام 2015 وفقا لتقرير الـ«أميك».. وباعت 21,260 ألف سيارة بنسبة إجمالية قدرها 32% من حجم مبيعات هذه الفئة.
حد يفهمنى إيه ده؟!.. خبر صحفى «نروح بيه» قسم الشرطة فورا !.. بجد مش هزار.. قولولى ليه؟..
أولا: بعد السؤال والاستفسار.. ثبت أنه مافيش أصلا شحنات من هذه السيارة سواء هندية ولا باكستانية ولا صومالية.. دخلت ميناء السويس الأسبوع الماضى !
ثانيا: مافيش تجار سوايسة ولا إسماعلاوية ولا بورسعيدية قاموا أصلا بإنهاء الإفراجات الجمركية عن هده السيارات ولم تطرح للبيع فى المعارض ولا على الأرصفة !
ثالثا: توقعات إيه ببيع 25 ألف سيارة فى «فيرنا الهندية» فى السوق المحلية بواسطة مجموعة من «التجار السوايسة»؟.. دى تبقى كارثة ومصيبة سودة على دماغنا ودماغ كل من يشترى هذه السيارة من على الرصيف !.. فين قطع غيارها؟.. فين الضمان عليها؟.. فين مراكز صيانتها؟.. فين فواتير البيع للمستهلك؟.. الناس تروح لمين إذا حدث عطل فى السيارة أو عملوا حادثة أو «إتكسر فانوس».. أو «تيل الفرامل عمره خلص» !.. هنركنها قدام البيت «ونتصور جنبها» !..
معقولة إحنا ممكن نرجع 100 سنة للوراء.. بدون أن نفكر ونعقل الأمور و«نشغل مخنا شوية» !!.. فى مصلحة مين هذه الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة؟ بجد مش عارف !
***
زمان.. كنت أقول على نفسى إنى «ذكى جدا».. و«لماح» و«أفهمها وهى طايرة» !.. الخميس الماضى اكتشفت -فجأة- إنى «غلبان» و«طيب أوى» !..
مكالمة تليفونية «عالمحمول» فى ساعة مبكرة من صباح الخميس.. كنت لأزال نائما.. أمسكت بالموبايل.. العميد محمد سمير المتحدث الرسمى للقوات المسلحة يتصل بى.. سارعت بالرد: «صباح الخير يا فندم».. رد بصوت قوى وجاد كعادته: «معقول يا خالد إلى أنتم عاملينه ده»؟.. ارتبكت قليلا ورديت: «إحنا مين يا فندم؟.. وعملنا إيه»؟.. رد: «إنت والمصرى».. قلت: «خير يا فندم حصل إيه»؟.. رد: «أنا لازم أعمل فيكم بلاغ رسمى» !..
شعرت فجأة بأننى داخل حلم وما أسمعه أكيد مش حقيقى.. المتحدث العسكرى هيعمل بلاغ ضدى.. يا سنة سودة.. ده أنا بقالى شهر واحد فى المصرى اليوم.. «هاجيب ضرفها» بسرعة كده !.. فكرت إنه أكيد أحد أفراد فريق العمل معى كتب خبراً فيه تجاوز أو خطأ غير مقصود.. رغم أننى أراجع كل كلمة فى الملحق بنفسى !..
رديت بعد ثوانى من الصمت الرهيب: «بلاغ ليه يا فندم».. رد: «بلاغ لأنكم تشجعون على الإدمان ونحن نحاربه بكل السبل والوسائل» !!..
لم أنطق بكلمة واحدة.. سكت.. واستسلمت لمصيرى المحتوم.. ربما شعر الرجل -مشكورا- إنى خلاص.. بقيلى «نفسين تلاتة» وروحى تطلع.. فأكمل كلامه قائلا: «أنا ومئات الآلاف من المصريين أصبحنا بالتأكيد مصابين بإدمان من نوع جديد فى بلدنا.. إدمان بقراءة هذا الملحق الوليد.. والاستمتاع بمقالات خالد أباظة كل أسبوع.. أسلوبك رائع وغريب وجديد.. يجبر الجميع على قراءة المقال حتى نهايته.. بدون توقف أو كسل أو أى ملل.. مرة أخرى أقول لك إنه يجب أن نفكر جديا لعمل شيء وتنفيذ فكرة جديدة لخدمة الشباب فى هذا البلد العظيم.. فأنت نموذج ملهم ويجب الاستفادة بحماسك وطاقتك وحبك لبلدك.. يجب عليك أن تقدم شيئاً كبيراً وإيجابياً لهذا البلد الذى نعشقه جميعا ونحيا على أرضه ونرحب تماما بالموت من أجله»..
المتحدث العسكرى للقوات المسلحة «خطفنى» على التليفون.. ولكن «عدت على خير» !..
***
من السهل جدا أن يحصل أى «شخص» فى بلدنا على توكيل سيارات.. واحد يكون معاه «شوية فلوس».. ملكه أو «سالفهم» من البنوك.. أو «لاممهم» من أصدقائه ومعارفه.. ويسافر إلى الصين.. أو كوريا.. أو الهند.. أو ماليزيا.. أو تايلاند.. ويعود بتوكيل سيارات.. و«كونتينر» أثاث وفرش.. و«شوية» لعب أطفال مع برفانات حريمى.. وممكن «دفايات» و«ولاعات».. و«سشوارات» كمان مفيش مانع!..
الحكاية سهلة.. مش صعبة والله.. وحدثت أمامى كثيرا.. وتكررت عدة مرات فى مجال السيارات.. وتكون النهاية -دائما- متشابهة وواحدة.. التوكيل يختفى.. والوكيل «يخلع».. والسيارات تبقى فى أحضان ملاكها الغلابة.. «تذكار» ظريف أمام أعينهم.. بدون صيانة أو قطع غيار أو سعر وقيمة حقيقية فى السوق !..
هذه النوعية من الوكلاء والتجار «الفهلوية» أحاول تماما أن أبتعد عنهم.. ولا أفتح لهم أبواب الدخول لملحق سيارات المصرى اليوم.. لأننى -ببساطة- تعلمت بعض الدروس من الفترة التى قضيتها فى السوق طوال سنوات سابقة.. وأعترف بأننى تعاملت مع هذه «النوعية».. بحسن نية.. وانخدعت فيهم فأصبحت الآن أكثر حذرا وتدقيقا قبل أن أقوم بتقديم وكيل جديد.. وسيارة حديثة.. لقارئ المصرى اليوم..
لهذه الأسباب.. بادرت مساء الخميس الماضى بالاتصال برجل الأعمال الشهير محمد القصراوى الذي يعتبر من الرواد حيث بدأ عمله فى سوق السيارات فى بلدنا عام ١٩٧٨.. اتصلت به على رقم تليفونه الذى أحتفظ به منذ سنوات.. رغم ان آخر اتصال -أو لقاء- تم بيننا كان فى عام 2010 على ما أتذكر..
- مساء الخير يا محمد بيه.. أنا اسمى خالد أباظة
- طبعا يا خالد.. رقمك لسه عندى على التليفون.. بس عدت سنين طويلة.. مبروك على ملحق المصرى اليوم.. مكسر الدنيا.. مش غريبة عليك.. أنت تستاهل كل خير.. والمصرى اليوم اسم محترم ومتألق..
- أشكرك جزيلا.. مش هاطول عليك.. أنا بقالى يومين بذاكر توكيلات السيارات إلى حضرتك حصلت عليها العام الماضى.. «چاك» الصينى و«بايك سنوڤا» الصينى أيضا.. و«سانج يونج» الكورى.. وليس سرا أننى كلفت فريق العمل بالملحق أن يمدونى بكافة المعلومات والبيانات الدقيقة الخاصة للتوكيلين الأول والثانى تحديدا.. لأن الثالث معروف للجميع وتاريخ الشركة ومصانعها ومكانتها فى كوريا لا خلاف عليها بالتأكيد.. أنا أريد مقابلتك فى أقرب وقت.. وأريد منك -لو سمحت- تقريراً تفصيلياً عن كافة خططك وأفكارك واستثماراتك ومراكز الخدمة والصيانة وقطع الغيار واستراتيجية تسعير السيارات.. والهيكل التنظيمى الذى يدير العمل.. وذلك بالنسبة لكل من «چاك وسنوڤا».. أنا لا أضعك فى امتحان أو اختبار.. فانا أعرف قدرك ومكانتك فى السوق منذ سنوات طويلة.. وأعلم قدراتك المالية –بدون حسد- التى تؤهلك لامتلاك وإدارة هذه التوكيلات وأكبر منها بالتأكيد.. ولكننى قررت أن أقدم سياراتك وتوكيلاتك لقارئ المصرى اليوم من خلال ملحق السيارات الجديد.. وأنا الآن «أذاكر» شغلى بأسلوب جديد تماما.. ولا يغضبك بالتأكيد أن أستكمل معلوماتى وبياناتى منك.. لأكون صادقا مع قارئ الجريدة عندما أقول له بالفم المليان: «اشترى سيارات چاك وسنوڤا بضمان القصراوى» هذا هو حق قارئ الملحق ولن أفرط فيه أبدا !
رد الرجل جاء سريعا.. ورائعا.. وقال: «أحترم هذا الفكر منك.. بل وأؤيده جدا.. كل البيانات والمعلومات والخطط والأفكار و«الضمانات» التى تبحث عنها موجودة عندى.. وجاهزة.. وياريت تشوفها وتسمعها بنفسك حتى تطمئن أن مصداقيتنا مع عميلنا كانت -ولا تزال- هى أساس عملنا ورأس مالنا الحقيقى.. وليكن موعدنا بعد غد السبت.
فى الثالثة عصر السبت.. توجهت لمكان لقائى مع رجل الأعمال محمد القصراوى وذلك فى مشروع «Twin Towers» العملاق الذى يمتلكه فى منطقة السادس من أكتوبر.. عرفت هناك أنه سافر للصين أكثر من ٢٠ مرة خلال عام ونصف حتى تمكن من اختيار أقوى شركتين.. سيارات «محترمة» يتم إنتاجها بجودة عالية وتكنولوچيا تلبي احتياجات المُستهلك المصري.. وعلى مدار ما يقرب من ثلاث ساعات عرض على الرجل كل ما طلبته وأكثر.. أفكار وخطط واستثمارات بعشرات الملايين ومراكز خدمة وصيانة وقطع غيار لكل «مسمار» فى سياراته الجديدة.. أسلوب «محترم» فى التعامل مع العميل.. وسياسة تسعيرية عادلة بدون مبالغة فى الربح.. طرازات عديدة فى الطريق تناسب مختلف فئات المستهلكين..
يا سادة.. توكيل «چاك» الصينى.. و«سنوڤا» الصينى أيضا.. وسانج يونج الكورى.. انضمت لقائمة التوكيلات التى تتعامل مع المستهلك المصرى بضمان الوكيل.. جنبا إلى جنب مع ضمان ملحق سيارات المصرى اليوم.. سنقدم هذه الطرازات لقارئنا المميز.. وسندعم الوكيل.. ولكن -أيضا- نحاسبه بشدة على أى تهاون أو تقصير فى حق عميل واحد فقط من قراء المصرى اليوم الذين يثقون فيه.. ويشترون سياراته.. بدءا من اليوم !..